تأجيل جلسات الحوار اللبناني لأسباب «تقنية» يؤدي إلى تفاعلات سياسية

الجميل لـ«الشرق الأوسط»: الرئيس نعى طاولة الحوار والازدواجية في مواقفه لم تعد مسموحة

TT

أرجئت جلسة الحوار الوطني اللبناني التي كان من المقرر عقدها في الثالث من يونيو (حزيران) بين القيادات اللبنانية للبحث في موضوع الاستراتيجية الدفاعية، وهي العبارة المستخدمة للحديث عن قضية سلاح حزب الله، إلى موعد لم يحدد رسميا بعد من قبل دوائر قصر بعبدا على الرغم من حديث بعض الوزراء عن 17 يونيو (حزيران) المقبل موعدا جديدا للجلسة المقبلة.

وأكّد وزير الدولة عدنان السيد حسين أن تأجيل انعقاد طاولة الحوار لا علاقة له بالسجال الحاصل بعد حديث رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في ذكرى التحرير حول سلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «التأجيل مسألة إدارية تنظيمية محضة فقد كان موعد 3 يونيو موعدا مبدئيا واتفق أخيرا على 17 يونيو كموعد ثابت وأبلغت القيادات به منذ أسبوعين. فدعونا لا نربط الموضوع بالسياسة». أما مصادر قصر بعبدا فكشفت لـ«الشرق الأوسط» أنّه تم تأجيل الجلسة بسبب ارتباط رئيس المجلس النيابي نبيه بري بجولة على سلسلة من العواصم العربية لافتة إلى أنه سيصدر بيان توضيحي يحدد موعد الجلسة المقبلة رسميا.

وفي موقف ينسجم مع انتقاداته شبه اليومية لرئيس الجمهورية منذ أن تحدث الأخير بإيجابية عن سلاح المقاومة في ذكرى التحرير، أعلن رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع أنه لن يتمكن من حضور جلسة طاولة الحوار في حال تقررت في 17 يونيو لارتباطه بمواعيد مسبقة، متمنيا أن يتم تحديد موعد جديد للجلسة.

ورأى عضو كتلة الكتائب اللبنانية نديم الجميل أن حديث رئيس الجمهورية الأخير كان بمثابة نعي لطاولة الحوار. معتبرا أنّه لم يعد هناك لزوم لهذه الطاولة وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يتحدثون عن تأجيل تقني ولكن قد يكونون يسعون للتخفيف من وقع التصريحات الأخيرة للرئيس سليمان والسيد حسن نصر الله والدكتور جعجع وما تلاها من ردود فعل وحملات مضادة». وتساءل الجميل: «لماذا نجتمع ما دام الرئيس وبموقفه الأخير أصبح طرفا، ولم يعد أحد قادرا على أن يكون الحكم»، لافتا إلى أن الازدواجية في مواقف رئيس الجمهورية لم تعد مسموحة.

فيما اعتبر عضو كتلة الكتائب سامر سعادة أنّه «ما دامت طاولة الحوار غير قادرة على تحقيق الهدف الذي وجدت لأجله، ألا وهو التوصل لاستراتيجية دفاعية موحدة، فيجب العودة إلى مؤسسات الدولة للبحث فيها».

في المقابل، أشار عضو كتلة حزب الله كامل الرفاعي إلى أن «تأجيل طاولة الحوار جاء من دون شك لترتيب الوضع بين بعض أفرقاء 14 آذار ورئيس الجمهورية بعد الحملة التي شنت عليه»، واعتبر أن «الوضع استدعى تهدئة النفوس بين القادة المتحاورين في قصر بعبدا بعد النبرة الخطابية العالية بوجه مشروع المقاومة». وقال الرفاعي لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نوع من النفور بين بعض القادة المتحاورين، مما يتطلب صياغة نوع من التفاهمات لتعود جلسات الحوار إلى مسارها الطبيعي».

وإذ اعتبر رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون في وقت سابق أنه لا جدوى من طاولة الحوار إذا ما كانت ستبحث في سلاح حزب الله، شدّد عضو التكتل فريد الخازن لـ«الشرق الأوسط» على ضرورة مضي طاولة الحوار في عملها حتى ولو استغرق وقتا طويلا، لأن مجرد اجتماع الأقطاب على طاولة واحدة أمر إيجابي. ولفت الخازن إلى أن «السجال بين مختلف الفرقاء حول سلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية كان وسيبقى مستمرا خلال جلسات الحوار وبعدها»، مشددا على أن الغاية هي التوصل إلى استراتيجية دفاعية تحمي لبنان.