متقي: نتوقع ردا إيجابيا من الوكالة الدولية حول الاتفاق النووي.. ونتائج عكسية للعقوبات

مسؤولة في البرلمان الأوروبي لـ الشرق الأوسط»: الموقف الدولي لن يتغير

TT

أنقرة - لندن: «الشرق الأوسط» باريس: ميشال أبو نجم

* فيما تسعى طهران إلى شرح موقفها من برنامجها النووي الذي تصر على أنه «لأغراض سلمية»، تصاعد السجال بين القوى الكبرى في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة من جهة، والبرازيل وتركيا من جهة أخرى، على خلفية اتفاق طهران النووي، فقد أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن على واشنطن والدول النووية الأخرى «التخلص» من ترساناتها حتى تكون «مقنعة» في الأزمة بشأن الملف النووي الإيراني، كما جدد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا دعوته إلى حل تفاوضي.

ووصل وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي إلى العاصمة البلغارية، صوفيا، أمس، للمشاركة في مؤتمر للتعاون الاقتصادي بين دول حوض البحر الأسود. ويقول مراقبون في صوفيا إن طهران تريد إيصال رأيها وموقفها من أزمة ملفها النووي إلى أكبر عدد من الدول ولا سيما بلدان المناطق المحاذية لها.

وقال متقي إن بلاده تتوقع ردا إيجابيا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الاتفاق الذي تم بوساطة تركيا والبرازيل لتبادل اليورانيوم. كما أكد أن فرض مجلس الأمن الدولي أي عقوبات إضافية على الجمهورية الإسلامية بسبب برنامجها النووي ستكون له نتائج عكسية.

وصرح للصحافيين على هامش منتدى تعاون البحر الأسود في صوفيا «حسب فهمي فإن مجموعة فيينا تدرس الاتفاق بإيجابية». وأضاف «وفور وصول ردهم لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، أعتقد أن المفاوضات ستبدأ».

وتضمن الاتفاق الذي أبرمته إيران مع البرازيل وتركيا في 17 مايو (أيار) الحالي تبادل 1200 كلغ من اليورانيوم الإيراني القليل التخصيب (بنسبة 3.5 في المائة) في تركيا بـ120 كلغ من الوقود النووي المخصب بنسبة 20 في المائة مخصصة لمفاعل الأبحاث في طهران.

وجاء ذلك، بينما ذكر البرلمان الأوروبي أمس، أن متقي سيشارك في نقاش داخل المؤسسة التشريعية الأوروبية من خلال لجنة الشؤون الخارجية الثلاثاء، كما سيلتقي أعضاء لجنة العلاقات مع إيران داخل البرلمان الأوروبي.

وبحسب مصادر، فإنه سيتم تبادل الآراء حول الكثير من الملفات، والاستماع إلى وجهة نظر طهران بشأن التطورات الأخيرة في الملف النووي الإيراني.

وقالت مايا كوشيجانيجيتش المتحدثة باسم كاثرين أشتون المنسقة الأوروبية للسياسات الخارجية والأمنية، لـ«الشرق الأوسط»، إنه لن يكون هناك أي لقاء بين أشتون ومتقي في بروكسل «لأن لدى السيدة أشتون ارتباطات أخرى، حيث من المقرر أن تغادر بروكسل مطلع الأسبوع للمشاركة في أعمال القمة الأوروبية - الروسية المقررة يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين».

وكان المجلس الوزاري الأوروبي قد أعلن في وقت سابق من الشهر الحالي، أنه لا زمان ولا مكان محددين حتى الآن لأي لقاء مرتقب بين الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، والمسؤول عن الملف النووي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، وذلك تعليقا على الأنباء التي تحدثت عن لقاء قريب بين أشتون وجليلي في تركيا.

وقالت الناطقة باسم أشتون «يبقى مكان وزمان اللقاء خاضعين دائما للنقاش بين الطرفين المعنيين»، وأضافت أن هناك «جهودا بذلت» من قبل تركيا وغيرها من الدول لتحريك الملف الإيراني من جديد، وقالت «استنتجنا من قبل اتصالاتنا رغبة الإيرانيين بالعودة إلى الحوار، وهذا ما ترحب به السيدة أشتون من حيث المبدأ»، وأكدت الناطقة أن أشتون التقت مؤخرا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، على هامش اجتماعات مجلس الشراكة التركي - الأوروبي، وطلبت منه نقل رسالة إلى الطرف الإيراني مفادها أن اللقاء يجب أن يتمحور حول الأسلحة النووية الإيرانية. ونقلت الناطقة عن أشتون قولها إن الإيرانيين يجب أن يتأكدوا أنها ستتحدث معهم باسم مجموعة الدول الست المعنية بالمفاوضات بشأن النووي الإيراني، تلك الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا، وأن «الموقف الدولي لن يتغير»، في إشارة إلى موافقة تلك الدول على مشروع العقوبات الذي اقترحته واشنطن.

وأعادت الناطقة إلى الأذهان ما جاء في كلام أشتون في وقت سابق لجهة انفتاحها على الحوار مع الإيرانيين، فيما لو قاموا باتصال مباشر معها وأظهروا رغبتهم في الحديث عن السلاح النووي. وكانت أشتون شددت على أن الاتحاد الأوروبي ما زال يتمسك بالمقاربة المشتركة المتمثلة بالانفتاح على «حوار جدي» مع طهران، من جهة، ودعم إجراء مجلس الأمن الدولي من جهة أخرى.

وفيما يتصاعد الجدل حول اتفاق إيران النووي أعلن رئيس الوزراء التركي أمس، أن على واشنطن والدول النووية الأخرى «التخلص» من ترساناتها حتى تكون «مقنعة» في الأزمة بشأن الملف النووي الإيراني.

وجاءت تصريحات أردوغان خلال مناقشات المنتدى الثالث للحضارات في ريو دو جانيرو، في إشارة إلى الاتفاق الذي توصلت إليه إيران بوساطة البرازيل وتركيا لتبادل 1200 كلغ من اليورانيوم الإيراني القليل التخصيب (بنسبة 3.5 في المائة) في تركيا مقابل 120 كلغ من الوقود المخصب بنسبة 20 في المائة مخصصة لمفاعل الأبحاث في طهران.

ومن جهته، دعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى حل تفاوضي لدى افتتاحه للمنتدى مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في ريو دي جانيرو.

وأشار الرئيس البرازيلي من جديد إلى القضية النووية الإيرانية مؤكدا أن البرازيل «توجهت إلى إيران سعيا إلى حل تفاوضي» للأزمة النووية مع طهران. ورأى أن الترسانات النووية «تقادمت» وذكر بأن البرازيل واحدة من الدول النادرة التي تدعو إلى نزع الأسلحة في دستورها.

واتهمت تركيا منتقدي الاتفاق الذي أبرم مع إيران حول تبادل اليورانيوم المخصب الأسبوع الماضي «بالغيرة» لأن الاتفاق يمثل «نجاحا دبلوماسيا»، ملمحة بذلك إلى الولايات المتحدة.

ويهدد الخلاف بإحداث انقسام في مجلس الأمن الدولي الذي تشغل فيه الولايات المتحدة مقعدا دائما، إلى جانب البرازيل وتركيا العضوين غير الدائمين في المجلس.

كما يؤكد الرغبة المتزايدة للبرازيل أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية، وتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، في اتباع دبلوماسية مستقلة عن سياسة الولايات المتحدة.

وتتهم الولايات المتحدة إيران بالسعي لامتلاك سلاح نووي تحت غطاء برنامج للطاقة النووية وهذا ما تنفيه طهران.

وتبذل البرازيل جهودا شاقة لإنقاذ الاتفاق حول تبادل اليورانيوم المخصب مع إيران في التصريحات الرسمية وفي التسريبات التي تحدثت عن رسالة من الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الرئيس البرازيلي قبل المفاوضات حول الاتفاق.

فقد ذكرت صحيفة «فولا جي ساو باولو» الخميس أن أوباما وجه رسالة إلى لولا قبل 3 أسابيع أورد فيها نقاطا للتفاوض مع إيران. وأكد أوباما في رسالته أنه «سيبقي الباب مفتوحا أمام تسوية مع إيران»، حسبما أوضحت الصحيفة. وتابعت أن أوباما قال إنه سيعمل في الوقت نفسه على الدفع باتجاه إقرار عقوبات دولية ضد إيران.

وفي سياق متصل، أعلنت أستراليا أمس أنها منعت شركة محلية من تصدير مواد صناعية إلى إيران خشية استعمالها في تطوير السلاح النووي. وأعلن وزير الدفاع جون فولكنر أن هذا الحظر النادر من نوعه، تقرر بناء على قانون حول أسلحة الدمار الشامل. لكنه لم يكشف عن اسم الشركة ولا طبيعة المواد الصناعية المعنية. ورجحت الصحافة أن تكون أجهزة منظار طيفي نووية.