إسرائيل تنشر بوارج وتتهم منظمي الأسطول بالارتباط بـ«تنظيمات إرهابية»

قبالة شواطئ غزة.. مع توقع وصول «سفن الحرية» اليوم

قوارب فلسطينية على شواطئ غزة استعدادا لاستقبال اسطول الحرية، امس (ا ب)
TT

في الوقت الذي بلغ فيه التوتر حدودا غير مسبوقة مع تحرك «أسطول الحرية» صوب شواطئ قطاع غزة واحتمال وصوله صباح اليوم، مارست إسرائيل مزيدا من الضغوط النفسية على منظمي رحلة الأسطول والمشاركين فيها بالإعلان عن تمركز بوارج صواريخ حربية قبالة مدينة غزة. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن البوارج العسكرية ستنتشر قبالة غزة للحيلولة دون دخول السفن للمياه الإقليمية للقطاع.

وتوقعت مصادر فلسطينية أن تصل خمس سفن شواطئ غزة صباح اليوم، في حين تلحق بها ثلاث أخرى بعد يومين. وطالبت «الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة»، إحدى الجهات المنظمة للأسطول ومقرها بروكسل، المجمع الدولي بوضع حد للتهديدات الإسرائيلية ضد الأسطول، معتبرة «أن عربدة سلطات الاحتلال الإسرائيلي تشكّل اعتداء على القانون الدولي والإنساني، ولا سيما أنها تُصر على رفض تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بإنهاء الحصار عن غزة».

وفي بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، اعتبرت الحملة أن التهديدات الإسرائيلية باعتراض أسطول الحرية تدلل على أن إسرائيل ما زالت تحتل القطاع «من خلال التحكم في مقدراته ومعابره البرية والبحرية». ووصفت الحملة بأن أي تحرك إسرائيلي للتعرض للأسطول يمثل «عملية قرصنة بحرية، وتدخل ضمن جرائم الحرب، كما أنها تتناقض مع مختلف المواثيق الدولية، بما فيها ميثاق الأمم المتحدة». واستهجنت الحملة عدم تحرك المجتمع الدولي لمواجهة ما سمته بالعربدة الإسرائيلية، معتبرة سلوك المجتمع الدولي «وصمة عار جديدة على جبين هذه الدول التي تتغنى بحقوق الإنسان». وفي المياه الإقليمية لقطاع غزة، شارك مائة قارب فلسطيني في مسيرة في عرض البحر تضامنا مع أسطول الحرية. ورفعت القوارب العلم الفلسطيني وأعلام أربعين دولة يشارك مواطنون منها في الأسطول، إلى جانب شعارات تطالب بالسماح للأسطول بالوصول لغزة، وطلقت بالونات هوائية تحمل صور أطفال قتلوا وأسماء عوائل أبيدت جراء الحرب. وخصصت قوارب للصحافيين الموجودين بشكل مكثف لتغطية الحدث. وشارك في المسيرة العشرات من المتضامنين الأجانب وذوو الأسرى، علاوة على أعضاء اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار. وقال جمال الخضري، رئيس اللجنة التي نظمت المسيرة، إن مزيدا من التأييد والتضامن مع غزة سيعم العالم في حال أقدمت إسرائيل على استهداف أسطول الحرية واعتقال المشاركين فيه. واعتبر الخضري أن الخيار الوحيد المتاح أمام إسرائيل هو رفع الحصار بشكل كامل عن مختلف جوانب الحياة في غزة وفتح معابرها التجارية. من ناحية ثانية، شرعت إسرائيل في حملة لنزع الشرعية عن الحملة الدولية المنظمة لأسطول الحرية، متهمة إياها بخدمة «تنظيمات إرهابية». فقد اتهم الوزير المسؤول عن الأجهزة الاستخباراتية في الحكومة الإسرائيلية، دان مريدور، المنظمين بالعمل على «إضعاف مكانة منظمة التحرير الفلسطينية التي تتفاوض مع الحكومة الإسرائيلية وتعزيز مكانة حركة حماس التي تدعو إلي إبادة إسرائيل». وفي تصريحات للإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية، صباح أمس، قال إنه يتوجب على إسرائيل اعتراض الأسطول ومنعه من الوصول إلى غزة. وحمل نائب وزير الدفاع، ماتان فيلنائي، بشدة على منظمي الأسطول، واصفا إياهم بأتباع حماس وحزب الله، مشيرا تحديدا إلى الفرع التركي من جماعة الإخوان المسلمين، الذي لعب دورا محوريا في تنظيم رحلة السفن. وفي الوقت الذي أكدت فيه قنوات التلفزة الإسرائيلية أن الجيش بادر إلى التشويش على منظومات الاتصال في السفن المشاركة في الأسطول، إلا أن فيلنائي نفى هذه الأنباء.

من ناحيتها، انتقدت صحيفة «هآرتس» بشدة سياسة الحصار التي تنتهجها إسرائيل تجاه غزة، وأثبتت أن «إسرائيل هي المحاصرة وليست غزة». وفي افتتاحيتها، صباح أمس، قالت الصحيفة «إن من يرى الاستعدادات الإسرائيلية لمنع السفن المتجهة إلى قطاع غزة يشعر بأن إسرائيل هي المحاصرة وليس غزة منذ 4 سنوات». وتساءلت الصحيفة عن أهداف حصار غزة: «إذا كانت إسرائيل تهدف من وراء الحصار إلى منع الصواريخ المحلية من الانطلاق إلى أراضيها من القطاع فلماذا قامت الدولة بعملية (الرصاص المصبوب)؟». وأضافت: «إذا كان الهدف من الحصار هو إجبار سكان غزة على الانتفاض على حركة حماس وإجبارها على الرد على إسرائيل، فقد أثبتت التجربة خطأ ذلك الاعتقاد تماما»، موضحة «إذا كان الحصار هو الأسلوب الوحيد المؤثر في سكان غزة، فبماذا تفسر إسرائيل الإجراءات التي اتخذت بحق سجناء حماس وتشديد إجراءات اعتقالهم وإصدار قانون (الجندي الأسير جلعاد) شاليط»، في إشارة واضحة إلى أن حكومة نتنياهو تتخبط ولم تستطع حتى الآن بلورة استراتيجية لتحرير الجندي الأسير شاليط.