الجنرال ماكريستال: الناتو يسعى لوقف مساعدة إيران لحركة طالبان

قال إن إعادة استقرار أفغانستان بعد انسحاب القوات الأميركية ستأخذ وقتا طويلا

قائد القوات الأميركية وقوات «الناتو» في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال يستمع في المؤتمر الصحافي بالعاصمة كابل أمس إلى مارك سيدويل الممثل المدني لحلف «الناتو» في أفغانستان حيث أكد ماكريستال أن إيران تدرب مسلحي طالبان (أ.ف.ب)
TT

أكد القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال أمس أن الحلف يعمل لمنع إيران من إمداد حركة طالبان بالأسلحة وتدريبها. وقال ماكريستال خلال مؤتمر صحافي في العاصمة كابل «التدريب الذي نراه يجري داخل إيران مع مقاتلي طالبان الذين يتحركون داخل إيران، والأسلحة التي نراها تأتي من إيران إلى أفغانستان». بيد أن الجنرال الأميركي لم يقدم أي أدلة تدعم تأكيداته سوى أن قوات الحلف التي قاتلت متمردي طالبان خلال السنوات الـ8 الماضية لديها «أدلة واضحة على نشاط إيراني». وأضاف «إننا بالتأكيد نعمل لوقف هذه الأنشطة». وكانت مثل هذه التأكيدات قد ظهرت من قبل، لكن تصريحات ماكريستال الآن تأتي وسط جهود متزايدة تبذلها القوات الأميركية وقوات الناتو لتحويل دفة الأمور لصالحها في حرب أفغانستان من خلال نشر عشرات الآلاف من القوات الإضافية.

وقال إن عملية إعادة الاستقرار الفعلي إلى أفغانستان ستكون بطيئة وستأخذ وقتا طويلا بعد شهر يوليو (تموز) من عام 2011، أي التاريخ الذي حدده الرئيس باراك أوباما لبدء انسحاب القوات الأميركية. وأوضح أنه لا داعي لربط هذا التاريخ بتوقع حدوث تغييرات جذرية في أفغانستان، البلد الذي تقوم فيه القوات المتعددة الجنسية ليس فقط بمحاربة المسلحين وأيضا بالصراع من أجل كثب ثقة السكان في سلطات البلاد. وأعلن ماكريستال أنه وأثناء لقاء الرئيس أوباما بنظيره الأفغاني كرزاي شدد الرئيس أوباما على عمق العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وأفغانستان التي ستستمر حتى بعد شهر يوليو من عام 2011 قائلا «أعتقد أنه يجب النظر إلى قرار الرئيس أوباما ببدء تخفيض عدد القوات الأميركية في 2011 من هذا المنطلق بالذات».

هذا واعترف ماكريستال بأن العملية التي بدأتها القوات في الشتاء بمنطقة مارجا من إقليم هلمند لم تأت حتى الآن بالنتائج المرجوة بسبب العودة التدريجية لمسلحي طالبان إلى هذه المنطقة بعد أن كانوا قد أبعدوا منها، مؤكدا «لقد حققنا تغييرا ملموسا بهذه المنطقة إلا أنه لم يتم تحقيق نجاح كامل». وأضاف «أن قياس الإنجازات المحققة سيكون على الأغلب بالشهور وليس بالأيام».

ومن المتوقع أن يصل إجمالي عدد القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة إلى 150 ألف جندي من المستوى الحالي الذي يبلغ 130 ألفا هذا الصيف. ومارست الولايات المتحدة ودول أخرى في الناتو أيضا ضغوطا متزايدة على باكستان لاتخاذ إجراءات صارمة ضد مسلحي طالبان الذين يعتقد أنهم يستخدمون الأراضي الباكستانية للتخطيط لشن هجماتهم ضد قوات التحالف داخل أفغانستان. ونفت في الماضي الحكومة الإيرانية، التي أقامت علاقة إيجابية مع حكومة الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، وبشكل متكرر أنها تدعم حركة طالبان واتهمت في المقابل الولايات المتحدة بممارسة «لعبة مزدوجة» في هذا البلد الذي تمزقه الحرب. وأكد مسؤولون أفغان أيضا أنهم لا يملكون أدلة على أن إيران تساعد طالبان. ومنذ الإطاحة بطالبان في الغزو العسكري الذي قادته الولايات المتحدة، أصبحت إيران واحدا من المانحين الرئيسيين لإعادة إعمار أفغانستان.

لكن مسؤولين أميركيين قالوا إن حكومة طهران التي لديها علاقات متوترة مع واشنطن بسبب برنامجها النووي حاولت إفشال مهمة القوات الأميركية في أفغانستان من خلال مساعدة خصمها السابق حركة طالبان. وأقر ماكريستال بأن إيران جارة لأفغانستان «ومثل أي دولة جارة لديها اهتمام طبيعي بأفغانستان، وأعتقد أن المساعدة التي قدموها في كثير من الحالات والتفاعل (مع أفغانستان) أمر صحي»، لكنه لفت إلى أن مساعدة النظام الإيراني لطالبان أمر «غير مناسب». وقال إنه «وبقدر ما يكون هذا (السلوك) غير مناسب فإننا نعمل للحد منه حاليا ومنعه في المستقبل».