كولومبيا تختار خلفا لرئيسها الأكثر شعبية في أميركا اللاتينية

المنافسة محصورة بين وزير يميني وعمدة يساري تعهدا بمواصلة سياسات أوريبي

TT

توجه الناخبون الكولومبيون إلى مراكز الاقتراع، أمس، لاختيار رئيس خلفا لألفارو أوريبي أحد القادة الأكثر شعبية في أميركا اللاتينية، لكن أداءه في مجال حقوق الإنسان موضع جدل. ودعي نحو ثلاثين مليون ناخب إلى الإدلاء بأصواتهم في نحو عشرة آلاف مركز للاقتراع في البلاد والخارج، حيث تسجل 415 ألف مغترب.

ويتنافس في هذه الانتخابات تسعة مرشحين، إلا أن المواجهة تبدو محصورة بين وزير الدفاع السابق خوان مانويل سانتوس ورئيس بلدية بوغوتا السابق أنتاناس موكوس، وكل منهما تعهد بمواصلة سياسات أوريبي الأمنية، إلا أن نتائج استطلاعات الرأي تشير إلى أنه لن يتمكن أي منهما من الفوز بأكثر من 50 في المائة من الأصوات، وهي النسبة اللازمة لتفادي خوض جولة ثانية في يونيو (حزيران) القادم.

ويمثل سانتوس، (58 عاما)، الذي ينتمي إلى حزب الوحدة الوطنية الاشتراكي (يميني)، استمرارية سياسة الحزم حيال متمردي قوات الثورة الكولومبية المسلحة، التي يتبعها أوريبي منذ توليه السلطة في 2002. أما موكوس، (58 عاما)، مرشح حزب الخضر، الذي يجسد التغيير، فهو «مفاجأة» الحملة الانتخابية، إذ إنه لم يحصل على أكثر من 2.1 في المائة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية في عام 2006، لكن يبدو أنه أثار إعجاب الناخبين بوعده تغيير «ثقافة تهريب المخدرات» جذريا في كولومبيا التي ينتشر فيها العنف. ويؤكد موكوس، وهو أستاذ للرياضيات ومولود لأبوين ليتوانيين مهاجرين، أن «الحياة مقدسة»، واعدا بالاهتمام بالأموال العامة في بلد يعيش 46 في المائة من سكانه تحت عتبة الفقر.

وفي آخر مناظرة تلفزيونية بين المرشحين يوم الجمعة الماضي، ظهر سانتوس في وضع دفاعي، متهما خصومه بـ«الاتحاد لمحاربته» عبر ربطه بأسوأ فصول حكم أوريبي الذي استمر ثماني سنوات. ويواجه سانتوس انتقادات، بسبب إعدامات خارج إطار القضاء، جرت عندما كان وزيرا للدفاع. لكنه يتمتع ببعض الشعبية، لأنه الرجل الذي أعطى الضوء الأخضر للعملية العسكرية التي سمحت بتحرير 15 رهينة كانوا محتجزين لدى متمردي القوات الثورية المسلحة، وبينهم الفرنسية الكولومبية أنغريد بيتانكور في الثاني من يوليو (تموز) 2008.

وعشية الاقتراع، قتل طفلان وعسكريان في أعمال عنف. وقال رئيس بلدية أرخيليا (دائرة كوكا، جنوب غرب) أدرين برافو لإذاعات محلية إن مجهولين ألقوا ليل الجمعة/السبت عبوة ناسفة في حي سكني بالمدينة. وقتل طفلان على الفور وأصيب أربعة أشخاص بجروح.

ويتنحى أوريبي، حليف الولايات المتحدة في المنطقة، وهو ما زال يتمتع بشعبية بعد أن أمضى فترتين في الرئاسة هيمنت عليهما حربه ضد مهربي المخدرات وتعزيزه قطاع الأعمال، مما زاد من الاستثمارات الأجنبية إلى خمسة أمثالها منذ عام 2002. وحالت محكمة دستورية دون خوض أوريبي الانتخابات للفوز بفترة ولاية ثالثة.