البترون تجتاز «أم المعارك» الانتخابية بسلام رغم ارتفاع التشنج عقب حادث ضهر العين

فريقا 14 و8 آذار استخدما أقسى الاتهامات لاستنهاض جمهورهما

TT

بلا منازع، خاضت منطقة البترون «أم المعارك» الانتخابية في شمال لبنان، بحيث عاشت المنطقة وتحديدا مدينة البترون معركة انتخابية سياسية غير مسبوقة بين فريق 14 آذار (ممثلا بنائبي المنطقة بطرس حرب وأنطوان زهرا) والقوات اللبنانية وحزب الكتائب والكتلة الوطنية من جهة، وفريق 8 آذار ممثلا بالوزير جبران باسيل ابن البترون ومن خلفه التيار الوطني الحر وتيار المردة والحزب السوري القومي الاجتماعي من جهة ثانية. وشهدت المنطقة بساحلها وجردها خصوصا مدينة البترون يوما «مشحونا»، استخدم فيه الطرفان كل أسلحتهما السياسية، وتبادلا التراشق الكلامي من العيار الثقيل في محاولة من كل طرف لاستنهاض جمهوره والسعي إلى حسم المعركة لمصلحته قبل أن تقفل صناديق الاقتراع.

ومع التسليم مسبقا بأن الانتخابات البلدية والاختيارية في معظم قرى وبلدات البترون تميل نتائجها لصالح تحالف قوى 14 آذار، كان الاهتمام ينصب بشكل كبير على مدينة البترون التي شهدت مواجهة قاسية ومنافسة «على المنخار» بين الطرفين. وإذ سعى الوزير باسيل إلى تعويض خسارته النيابية وتثبيت حضوره السياسي والحزبي في مسقط رأسه، استنفد الفريق الآخر كل طاقاته وثقله السياسي والشعبي لإلحاق الهزيمة مجددا بباسيل ومن خلفه التيار الوطني الحر، للتأكيد أن قضاء البترون يدين بالولاء لخيار الرابع عشر من آذار الوطني والسياسي، والسعي أيضا إلى «وضع باسيل في خانة المنهزم دائما (انتخابيا)»، وفق ما أكده لـ«لشرق الأوسط» رئيس لائحة البترون النائب السابق سايد عقل الذي قال «إن تاريخ جبران باسيل حافل بالهزائم»، لا سيما أن الأخير سبق أن خسر معركتين انتخابيتين في البلدية، ومعركتين انتخابيتين في السباق إلى المجلس النيابي خلال السنوات الماضية.

هذه الأجواء المشحونة رفعت منسوب الإقبال على صناديق الاقتراع التي سجلت مستويات عالية منذ ساعات ما قبل الظهر، وسرعان ما زادت قبل موعد إقفال الصناديق حيث تعدت النسبة الـ35%، ولم تخل هذه الأجواء من بعض المشاحنات والتدافع والإشكالات المحدودة جدا، التي سرعان ما لجمها الجيش اللبناني وعناصر قوى الأمن الداخلي المنتشرون بشكل كثيف ومدروس. ويمكن القول إن اجتياز هذه المعركة من دون إشكالات خطيرة كان سمة نجاح الأجهزة الأمنية والعسكرية خصوصا أن الناخبين كانوا يخشون أن يترك حادث ضهر العين الذي أودى بحياة شقيقين من تيار «المردة» على يد أحد محازبي القوات اللبنانية انعكاسات سلبية وتوترا أمنيا في المناطق ذات السخونة الانتخابية ومنها مدينة البترون التي وصفت معركتها بـ«أم المعارك» في شمال لبنان.

وفي حمأة الإقبال على مراكز الاقتراع كان لحضور السياسيين أثره على الأرض، فالوزير بطرس حرب الذي أدلى بصوته في بلدته تنورين شدد على أن «الانتخابات هي مناسبة للتعبير عن الرأي وليس للعنتريات وإثارة الحساسيات والتشنجات على الأرض»، غامزا من قناة زميله في الحكومة الوزير جبران باسيل. وقال حرب «نحن نخوض الانتخابات بأجواء هادئة بعيدا عن الاتهامات. ونرفض النزول إلى مستوى ابتزاز الناس في العمل السياسي، ونترك للمواطنين حرية تقرير ما يريدون، ونراهن على وعيهم وثقافتهم وتحكيم ضميرهم». أما الوزير باسيل فأكد بعد الإدلاء بصوته في مدينة البترون أنه «لا مكان للميليشيات ولا للتخريب في البترون». وأعلن أن «هذه المدينة لن تغير هويتها وانتماءاتها، ولن تخضع لفريق المال، وستبرهن على ولائها للتيار الوطني الحر وحلفائه من الأحزاب الوطنية».

ولم يمرر رئيس لائحة البترون سايد عقل نهاره الانتخابي من دون استكمال هجومه على الوزير باسيل وفريقه، فقال «هؤلاء الذين يتحدثون اليوم ويثيرون الضجة والبلبلة ليسوا من البترون»، واصفا إياهم بـ«الزعران». وأضاف «ستبرهن نتيجة الانتخابات من هو الأزعر ومن هو الآدمي، وسنكمل معركتنا الرياضية ونحقق الفوز». أما رئيس لائحة «البترون بتمون» المدعومة من باسيل وفريق 8 آذار فأكد أنه «لا أحد يستطيع تضليل البترونيين ولا تغيير لونهم السياسي». وقال «لا حاجة للتيار الوطني الحر إلى تسجيل رقم في المدينة، هذه حاجة الفريق الآخر»، مشيرا إلى أن «الوزير جبران باسيل مستهدف سياسيا في هذه المرحلة».