الأمير سلمان: زرت برلين عام 67 قبل الوحدة ورأيت الفرق بين النظام الحر والآخر

أمير الرياض: نأمل أن تكون هناك علاقات علمية بين علماء السعودية وألمانيا

الأمير سلمان بن عبد العزيز لدى توقفه مع حاكم وعمدة برلين أمام بوابة براندنبورجر تور التاريخية (الصور خاصة بـ«الشرق الأوسط» بعدسة بندر بن سلمان)
TT

قام الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، أمس، بزيارة المركز التقني في برلين «أدلرز هوف»، في نطاق زيارته الحالية إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية.

ولدى وصول الأمير سلمان بن عبد العزيز، يرافقه وكيل وزارة الاقتصاد والتقنية وشؤون المرأة في حكومة برلين، الدكتور ينز هوير، كان في استقباله بمقر المركز المدير التنفيذي لشركة «فيستا»، هاردي شميتس، وعدد من المسؤولين في المركز.

وبعد أن استمع أمير منطقة الرياض إلى شرح واف عن المركز وآخر تطورات التقنية الألمانية في استخدام الطاقة المتجددة، تجول في أقسامه واطلع على مراحل تصنيع ألواح خلايا الطاقة الشمسية.

عقب ذلك حضر الأمير سلمان بن عبد العزيز حفل مؤتمر رجال الأعمال الذي بدأ بكلمة من المدير التنفيذي لشركة «فيستا»، هاردي شميتس، رحب فيها بأمير منطقة الرياض في زيارته إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية، مؤكدا حرص بلاده على تعزيز التعاون مع المملكة في جميع المجالات.

بعد ذلك ألقى وكيل وزارة الاقتصاد والتقنية وشؤون المرأة في حكومة برلين، الدكتور ينز هوير، كلمة أعرب فيها عن تقدير حكومة برلين لجهود الأمير سلمان بن عبد العزيز في دفع الحركة العلمية في عاصمة المملكة العربية السعودية، وإسهامه في تعزيز التعاون بين المملكة وألمانيا في جميع المجالات، وبخاصة في المجالين العلمي والتقني.

وأكد أن الرياض تشهد ديناميكية اقتصادية أسهمت في نهضتها عمرانيا، عادا المملكة من أهم الشركاء التجاريين لألمانيا في العالم العربي، ومنوها بما حققته المملكة من قفزة كبيرة في تصنيف بيئة الاستثمار 2009، الذي وضعها في المرتبة الـ13 عالميا.

ونوه الدكتور هوير بأهمية الزيارة التي يقوم بها الأمير سلمان بن عبد العزيز إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية وأثرها في تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين، معربا عن أمله بأن تسهم هذه الزيارة في تعميق التعاون بين البلدين في جميع المجالات.

وتحدث وكيل وزارة الاقتصاد والتقنية وشؤون المرأة في حكومة برلين عن المركز التقني في برلين، مؤكدا أنه أصبح موقعا للابتكار وأكثر مراكز الأبحاث في أوروبا تطورا وإنتاجا.

بعد ذلك ألقى الأمير سلمان بن عبد العزيز الكلمة التالية:

«بسم الله الرحمن الرحيم أيها الأصدقاء أنا سعيد اليوم أن أكون بينكم، وأن أبدأ زيارتي إلى برلين عاصمة جمهورية ألمانيا الاتحادية، وأنا مسرور أن أكون في برلين التي كانت مقسمة عند أول زيارة لي إليها، والآن أصبحت ولله الحمد عاصمة ألمانيا الصديقة.

إن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية ألمانيا الاتحادية علاقات قديمة ووثيقة، والتعاون قائم، ولله الحمد. والعلاقات السياسية ممتازة، وكذلك العلاقات الاقتصادية والتجارية والعلمية، ونأمل أن تكون هناك لقاءات علمية بين علماء المملكة وألمانيا، وبخاصة برلين.

المملكة لديها خبرات ومعاهد ومراكز تقنية بإمكانها أن تتعاون مع المركز التقني في برلين، ونحن مهما كان عندنا من خبرات فنحن نستعين بالأصدقاء لكي يكون بين علماء البلدين علاقة وثيقة.

المملكة - والحمد لله - كألمانيا، تعيش حالة استقرار وأمن، واقتصادها حر وجاذب للاستثمارات من كل مكان، لذلك الباب مفتوح للتنافس.

أشكركم على هذه الدعوة الكريمة، وأسأل الله عز وجل أن يجعل العلاقات بيننا لخدمة بلدينا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

عقب ذلك شاهد الأمير سلمان بن عبد العزيز والحضور عرضا مرئيا عن آخر تطورات التقنية الألمانية في استخدام الطاقة المتجددة في التعليم والصحة والمواصلات والأبحاث العلمية في هذا الشأن، كما قدمت مجموعة من الشركات الألمانية شروحات تفصيلية عن كيفية الاحتفاظ بالطاقة المتجددة، والطاقة المستدامة للمستقبل.

ثم حضر الأمير سلمان بن عبد العزيز حفل الغداء الذي أقيم بهذه المناسبة.

بعد ذلك تسلم الأمير سلمان بن عبد العزيز هدايا تذكارية.

عقب ذلك أدلى الأمير سلمان بن عبد العزيز بتصريح صحافي أكد فيه أن علاقات المملكة وألمانيا ممتازة، معربا عن أمله في تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الأبحاث العلمية.

وقال: «التعاون مفيد للبلدين، ونأمل في تعزيز التعاون في مجال الأبحاث العلمية، لا سيما أن المملكة تضم جامعات ومعاهد ومراكز تقنية بإمكانها أن تتعاون مع المراكز البحثية في ألمانيا».

بعد ذلك غادر الأمير سلمان بن عبد العزيز مقر المركز، مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحاب.

رافق أمير الرياض خلال الزيارة الوفد الرسمي المرافق للأمير سلمان بن عبد العزيز، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى ألمانيا الدكتور أسامة بن عبد المجيد شبكشي، وأعضاء السفارة السعودية في برلين.

إلى ذلك لقي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمس ترحيبا كبيرا من حاكم وعمدة ولاية مدينة برلين كلاوس فوفيرايت الذي اصطحبه في موكب رسمي من مقر إقامته في العاصمة الألمانية إلى مقر مجلس بلدية برلين. وفي طريقه، توقف الأمير سلمان وحاكم وعمدة الولاية أمام بوابة براندنبرغر تور، حيث التقطت الصور التذكارية.

وفور وصول الأمير سلمان بن عبد العزيز إلى مقر البلدية، اطلع على مخطط ضوئي لمدينة برلين، إلى جانب أعمال تشكيلية وخزفيات وأحجار كريمة. وبدأ حفل الاستقبال المقام بهذه المناسبة بكلمة لحاكم وعمدة ولاية مدينة برلين رحب فيها بضيفه أمير منطقة الرياض في مدينة برلين واستعرض جانبا من تاريخ المدينة وتركيبتها السكانية وما تشتمل عليه من جامعات وشركات ومعامل بحثية. وأشار حاكم وعمدة ولاية مدينة برلين إلى أن المملكة العربية السعودية أصبحت شريكا اقتصاديا مهما لبرلين، مفيداً أن لدى الجانبين القدرة على تعزيز التعاون الاقتصادي في المستقبل. وعدد جوانب التطور في برلين التي يمكن من خلالها تعزيز التعاون مع المملكة لا سيما في مجال وسائل المواصلات وتنقية المياه.

عقب ذلك دعا حاكم وعمدة ولاية مدينة برلين الأمير سلمان بن عبد العزيز إلى تدوين كلمة في سجل كبار ضيوف الدولة للعاصمة برلين، فيما ألقى الأمير سلمان كلمة جاء فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، أشكر معالي حاكم وعمدة ولاية مدينة برلين على ما تحدث به عن العلاقة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية ألمانيا الاتحادية، وهذه العلاقة نعتز بها وسنحافظ عليها، كما تعلمون فلقد زرت برلين عام 67 قبل الوحدة، ورأيت الفرق بين النظام الحر والنظام الآخر، ويسرني أن أزور برلين وهي موحدة وهي عاصمة ألمانيا الدولة العظيمة.

إن العلاقات السعودية – الألمانية لها جذور في التاريخ، ولا شك أن كل زيارة يقوم بها مسؤول ألماني أو سعودي إلى البلد الآخر تسهم في تقوية العلاقة بين البلدين.

وكانت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إلى ألمانيا مهمة جدا للعلاقات بين البلدين، وكذلك زيارة دولة مستشارة ألمانيا الاتحادية الدكتورة أنجيلا ميركل إلى المملكة قبل أيام قليلة.

نحن نرحب بالتعاون مع ألمانيا في جميع المجالات، ونحن أيضا لدينا تعاون لكن نريد أعمق وأكثر، ولا شك أن هناك مصالح مشتركة بين البلدين في جميع المجالات الطبية والهندسية والمعمارية، لذا أدعو معالي حاكم وعمدة ولاية مدينة برلين إلى زيارة الرياض لكي يرى النهضة التي تشهدها في جميع المجالات، والرياض هي عنوان للمملكة العربية السعودية.

ونحن كمسلمين نفتخر ونعتز وندرك مسؤولياتنا كما قال معالي حاكم وعمدة ولاية مدينة برلين عن مكة وعن الإسلام، وكما يعرف أن مكة هي مهبط الوحي وقبلة المسلمين، والمدينة المنورة هي مهجر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لذلك المملكة تدرك مسؤولياتها الإسلامية، والإسلام أمرنا بالتعاون مع الجميع، ولا شك أن المملكة ترحب بكل تعاون مع الجميع، ونظامها حر ومفتوح، وكذلك نحن نستعين بخبرات العالم ومنها الخبرات الألمانية، والحمد الله لدينا جامعات ومعاهد ومراكز بحثية في جميع المجالات، ونحن لا نكتفي بهذا بل نريد المزيد والحمد لله المملكة آمنة مستقرة، والأمن والاستقرار يجعل العامل يعمل في كل مجال، وفي مجالات التنمية بالذات. شكرا لهذه الدولة على الضيافة الكريمة، وأرجو أن نكون دائما متعاونين على الخير بما ينفع بلدينا والعالم أجمع، والمملكة تريد الخير للجميع، ونريد أن تكون علاقات دول العالم مع بعضها مفيدة. في الختام أعبر عن مشاعر الوفد المرافق لي وتمنياتهم بالتقدم والازدهار لجمهورية ألمانيا الاتحادية، وأشكرها على ما وجدناه من حفاوة الاستقبال. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بعد ذلك تبودلت الهدايا التذكارية بهذه المناسبة، وحضر الأمير سلمان بن عبد العزيز حفل العشاء الذي أقيم تكريما له، ورافقه الوفد الرسمي، وهم الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز المستشار الخاص لأمير منطقة الرياض، والأمير تركي بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير نايف بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير بندر بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير الدكتور عبد العزيز بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض، والدكتور أسامة شبكشي سفير السعودية لدى ألمانيا، والدكتور فهد السماري أمين عام دارة الملك عبد العزيز، والمهندس عبد اللطيف آل الشيخ عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط، وعبد الرحمن الجريسي رئيس الغرفة التجارية الصناعية في الرياض، وعساف أبوثنين مدير عام مكتب أمير منطقة الرياض.