كابل تستعد أمنيا لمؤتمر «جيركا سلام»

مقتل قائد بارز في طالبان خلال غارة للناتو على قندهار

قرويون أفغان يتحدثون إلى جنود أفغان وكنديين خلال زيارة تفقدية لقرى مقاطعة بانجواي بجنوب شرقي مدينة قندهار (أ.ب)
TT

مع عدْو العمال السريع للانتهاء من نقل مجموعات كبيرة من المقاعد وموائد الطعام ووضع اللمسات الأخيرة قبل اجتماع سلام يعقده مجلس «الجيركا» التقليدي في العاصمة الأفغانية كابل بدا الرجل المسؤول عن تأمين الحدث هادئا بدرجة نسبية. كان محمد أسلم مسعود وهو جنرال كبير في الشرطة الأفغانية يرتدي الملابس الأفغانية التقليدية ويبدو هادئا وهو يقول إن كل الاستعدادات والتدابير اتخذت لمنع أي هجوم للمتمردين. وقال مسعود، بينما كان المسؤولون يتبادلون القبل والعناق لدى وصولهم إلى موقع الحدث: «كل الإجراءات الضرورية اتخذت وإن شاء الله كل شيء سيسير على ما يرام». وتعقد أفغانستان هذا الأسبوع مؤتمر سلام «للجيركا» وهو اجتماع لشيوخ القبائل لبحث مقترحات الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الذي يحكم أفغانستان منذ سقوط طالبان عام 2001. وكان كرزاي قد دعا لعقد مجلس الجيركا من الثاني إلى الخامس من يونيو (حزيران) لعرض مقترحات حول كيفية بدء محادثات سلام في مسعى للمصالحة مع طالبان وجماعات متشددة أخرى وإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو 9 سنوات.

لكن المتمردين لن يشاركوا في الاجتماع وقد يحاولون تعطيله. ووصل العنف في أفغانستان إلى أسوأ مستوياته منذ إسقاط حكومة طالبان أواخر عام 2001 ومع خروج المتمردين من معاقلهم التقليدية في الجنوب والشرق خلال السنوات القليلة الماضية وقيامهم بهجمات جريئة متصاعدة داخل العاصمة نفسها. وقبل أقل من أسبوعين هاجم مفجر انتحاري يقود سيارة ملغومة قافلة عسكرية للقوات الأجنبية في كابل خلال ذروة المرور الصباحية مما أدى إلى مقتل 12 مدنيا أفغانيا و6 من القوات الأجنبية. وعلى الرغم من أن طالبان لم توجه تهديدا محددا ضد اجتماع الجيركا فإنها أعلنت في وقت سابق من الشهر أنها ستصعد من هجماتها ضد الحكومة والقوات الأفغانية والأجنبية والدبلوماسيين الغربيين. ومهاجمة مثل هذا الحدث الذي يشارك فيه مئات من زعماء القبائل الأفغان ومسؤولون غربيون وشخصيات بارزة سيجتمعون في مكان واحد على مدى 3 أيام سيسمح للمتمردين بإحراز نقاط سياسية هامة. ولا تغامر القوات الأفغانية والدولية بالسماح بأي فرصة. وقال نجيب الله أمين نائب مدير عام الشرطة المسؤولة عن تأمين الاجتماع لـ«رويترز»: «القوات الأفغانية والجيوش الدولية قسمت الخطة الأمنية إلى أربع مراحل». وقال أمين إن مهمة تأمين الموقع تتولاها المخابرات الأفغانية وقوة الحماية الشخصية للرئيس في إطار دائرة أمنية داخلية بينما ستتولى الشرطة الأفغانية حراسة المداخل والطرق المؤدية إلى الموقع بينما سيفرض الجيش طوقا على المنطقة بمعاونة القوات الدولية.

إلى ذلك أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس مقتل قائد بارز في طالبان وعدد من المقاتلين التابعين له في غارة جوية بإقليم قندهار جنوب أفغانستان. وذكرت قوات المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها الناتو أن الغارة الجوية التي وقعت أول من أمس استهدفت حاجي أمير، أحد أبرز قائدين للمتمردين في منطقة بانجواي في إقليم قندهار. وأضافت أن الغارة الجوية شنت بعد أيام من تتبع أمير ومقاتليه لعدة أيام حيث توقفوا في كوخ غير مأهول بالسكان بالقرب من قرية زانج آباد. وأشارت «إيساف» إلى أن أمير كان ضمن مئات السجناء من طالبان الذي فروا من سجن في عاصمة الإقليم التي تسمى أيضا «قندهار» في يونيو 2008. ويقود منذ ذلك الحين هجمات طالبان في مناطق داند وزهيراي وبانجواي.

وأضافت القوات الدولية أن «أمير كان موجودا في الآونة الأخيرة في باكستان للتخطيط لهجمات طالبان المقبلة، وعاد إلى أفغانستان في أبريل (نيسان) ليقود الهجمات ضد قوات التحالف والقوات الأفغانية». وتأتي الغارة وسط استعدادات لنحو 12 ألفا من القوات الأفغانية وقوات الناتو لشن عملية عسكرية في إقليم قندهار. وأعلن الناتو رسميا مؤخرا أن قوات الحلفاء تعتزم القضاء «على أكبر عدد من قادة طالبان بقدر ما نستطيع» قبل بدء العملية في قندهار. يذكر أن قندهار هي المعقل الروحي لحركة طالبان وكانت مقرها الرئيسي من عام 1995 وحتى أواخر عام 2001 عندما أطيح بها في غزو قادته الولايات المتحدة الأميركية. وقال مسؤولون أفغان ومن الناتو إنهم يأملون في تغيير الاتجاه إلى القتال ضد المسلحين في قندهار ويجبرونهم على إجراء مفاوضات سلام مع الحكومة.