الرياض تدين الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية وتعتبره «إمعانا في قتل الأبرياء»\

مجلس الوزراء السعودي: العدوان تحد سافر للعالم كافة

خادم الحرمين الشريفين لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في جدة أمس (واس)
TT

أدان مجلس الوزراء السعودي المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل، أمس الاثنين، إثر هجوم قواتها على أسطول الحرية الذي كان متجها إلى قطاع غزة لكسر الحصار المفروض عليها من قبل السلطات الإسرائيلية، وعد المجلس هذا الهجوم «عدوانا يعكس الممارسات غير الإنسانية وتحديها السافر للعالم كافة، وللقانون الدولي وإصرارها على تجويع الشعب الفلسطيني ومنع كل وسائل الإغاثة الإنسانية، وإمعانا في قتل الأبرياء». ودعا المجلس الذي استنكر هذه المجزرة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه هذه الاعتداءات والسياسة الهمجية من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

جاء ذلك خلال جلسة مجلس الوزراء، التي عقدت بقصر السلام في جدة أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي أعرب في مستهل الجلسة عن تقديره للزيارة التي قام بها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان للسعودية، وما تم خلالها من مباحثات حول العلاقات الأخوية ومستجدات الأحداث في المنطقة والعالم، منوها بعمق العلاقات بين البلدين «الشقيقين» وحرصهما على تعزيزها في إطار المنظومة المباركة لدول المجلس. كما ثمن المباحثات التي تمت مع مستشارة ألمانيا الاتحادية الدكتورة أنجيلا ميركل، وفي مقدمتها حرص الجانبين على أهمية الوصول إلى سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وأطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس على الاتصالات والرسائل التي جرت مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر التي تناولت الشأن الخليجي، مقدرا استجابة أخويه الكريمين لكل خطوة تحقق لدول مجلس التعاون وشعبه الواحد والبلدين الشقيقين المزيد من اللحمة وتعزيز مسيرة العطاء للمجلس. كما اطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس على الاتصالين اللذين تلقاهما من الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية، والرئيس عبد الله واد رئيس جمهورية السنغال، والرسالة التي تسلمها من الملك خوان كارلوس الأول ملك مملكة إسبانيا، واستقباله وزيرة الأمن الداخلي الأميركي جانيت نابوليتانو.

وأوضح الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه وزير الثقافة والإعلام لوكالة الأنباء السعودية عقب الجلسة، أن المجلس استعرض بعد ذلك ما شهدته الساحة الدولية من أحداث وتطورات سياسية وعلمية واقتصادية، منوها بانعقاد منتدى تحالف الحضارات الثالث، الذي افتتحه الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، تحت عنوان «التواصل الثقافي لإرساء السلام»، وشدد على المضامين المهمة التي اشتملت عليها كلمة خادم الحرمين الشريفين أمام المنتدى الذي يكتسي بأهمية خاصة في ضوء ما يواجهه العالم من تحديات وأزمات تستوجب التعاون وتضافر الجهود وتكامل الخطوات وضرورة التصدي المشترك لما يشهده العالم من عنف وإرهاب من قبل فئات متطرفة ترفع لغة الكراهية وتنبذ الحوار، وبيان انتهاج المملكة العربية السعودية سياسة نشر ثقافة الحوار والتواصل بين الحضارات والثقافات لتعزيز التعايش والتفاهم وإشاعة القيم الإنسانية انطلاقا من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف دين الاعتدال والوسطية والتسامح.

وبين الوزير خوجه أن المجلس أعرب من جهة ثانية عن اعتزاز السعودية بتسلم رئاسة اللجنة الاستشارية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ابتداء من شهر يوليو (تموز) المقبل لمدة سنة كأول دولة عربية مانحة تتولى رئاسة هذه اللجنة، كما نوه بموافقة الدول المشاركة في مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي على عقد مؤتمر دولي عام 2012، بهدف جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية.

محليا، أصدر المجلس جملة قرارات، حيث وافق على تعديل الفقرة (أ) من الفقرة (1) من المادة «الرابعة» من الاتفاق بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى لتنظيم الخطوط الجوية المنتظمة بين إقليميهما وإلى ما وراءهما لتكون بالنص الآتي: «أن يقوم الطرف المتعاقد بتعيين مؤسسة أو مؤسسات نقل جوي لتشغيل الخطوط المتفق عليها على الطرق المحددة وإخطار الطرف الآخر بذلك كتابة»، وقد أعد مرسوم ملكي بذلك.

كما وافق المجلس على أن يكون وزير الشؤون البلدية والقروية عضوا في مجلس الدفاع المدني بدلا عن وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية. كذلك بعد النظر في قرار مجلس الشورى رقم 5/1 بتاريخ 7/3/1431هـ، قرر مجلس الوزراء الموافقة على مذكرة تفاهم في مجال التدريب التقني والمهني بين المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في المملكة العربية السعودية والمعاهد التقنية النيوزيلندية الدولية في نيوزيلندا، الموقعة في مدينة (ويلينغتون) بنيوزيلندا بتاريخ 6/4/1430هـ، الموافق 2/4/2009م بالصيغة المرفقة بالقرار، وقد أعد مرسوم ملكي بذلك.

وقرر المجلس الوزراء بعد الاطلاع على ما رفعه رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وبعد النظر في قرار مجلس الشورى رقم 78/51 وتاريخ 13/11/1430هـ المتخذ في هذا الصدد، الموافقة على انضمام المملكة إلى الاتفاقيات التالية:

1- اتفاق إنقاذ الملاحين الفضائيين وإعادة الملاحين الفضائيين ورد الأجسام المطلقة إلى الفضاء الخارجي الذي اعتمد بناء على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2345 «د -22» وتاريخ 19/12/1967م.

2- اتفاقية تسجيل الأجسام المطلقة في الفضاء الخارجي التي اعتمدت بناء على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3235 «د - 29» وتاريخ 12/11/1974م.

3- الاتفاق المنظم لأنشطة الدول على سطح القمر والأجرام السماوية الأخرى الذي اعتمد بناء على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 34/68 «د - 21» وتاريخ 5/12/1979م، وذلك بالصيغ المرفقة بالقرار، وقد أعد مرسوم ملكي بذلك.

وقرر مجلس الوزراء، بعد الاطلاع على مشروع تنظيم الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة المعد بهيئة الخبراء بمجلس الوزراء بناء على البند «ثانيا» من قرار مجلس الوزراء رقم 61 وتاريخ 28/2/1430هـ الموافقة على التنظيم المشار إليه بالصيغة المرفقة بالقرار، ومن أبرز ملامح تنظيم الهيئة:

1- إصدار مواصفات قياسية سعودية وأنظمة وأدلة الجودة، تكون متوافقة مع الشريعة الإسلامية ومحققة لمصالح المملكة، وتحقق في الوقت نفسه متطلبات اتفاقية منظمة التجارة العالمية في هذا المجال.

2- الهيئة هي المرجع بالمملكة في كل ما يتعلق بالمواصفات القياسية وإجراءات تقويم المطابقة ومنح علامة الجودة والقياس والمعايرة، وعلى جميع القطاعات الحكومية والخاصة الالتزام بالمواصفات القياسية السعودية في جميع مشترياتها وأعمالها.

من جهة أخرى، قرر مجلس الوزراء تعيين ثلاثة من رجال الأعمال أعضاء في مجلس إدارة الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة لمدة ثلاث سنوات، ابتداء من تاريخ نفاذ هذا القرار، وهم: «المهندس علي بن عثمان الزيد، ومازن بن محمد بترجي، والمهندس عبد الله بن علي الصانع».

كما وافق مجلس الوزراء على تعيين عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله الحقباني على وظيفة «وكيل الوزارة المساعد لشؤون المعلمين» بالمرتبة الرابعة عشرة بوزارة التربية والتعليم.