إسرائيل تشعر بورطة حادثة «أسطول الحرية».. واجتماع طارئ لمجلس الأمن وحلف «الناتو»

نتنياهو يقطع زيارته لكندا ويلغي لقاء أوباما ويهرول إلى إسرائيل * أردوغان يعتبر الهجوم «إرهاب دولة» * 12 دولة تستدعي سفراء إسرائيل بينها 8 أوروبية

ناشطون على إحدى سفن «اسطول الحرية» يتحدثون للصحافيين قبيل اجتياح السفينة من قبل قوات اسرائيلية (أ.ب)
TT

واشنطن: محمد علي صالح لندن - عواصم: «الشرق الأوسط»

* أصيب العالم بصدمة، أمس، إثر قيام كوماندوز إسرائيلي بمهاجمة أسطول يضم سفن مساعدات وناشطين كان متوجها إلى قطاع غزة لكسر الحصار المفروض على القطاع، وظهر إجماع دولي على إدانة الهجوم الذي أوقع 19 قتيلا من الركاب. وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا لبحث التطورات، وسبقه اجتماع آخر لحلف الأطلسي (الناتو) بناء على طلب تركيا على مستوى السفراء للتمهيد لاجتماع طارئ اليوم. بينما أعلنت 12 دولة منها 8 أوروبية استدعاء السفراء الإسرائيليين للاحتجاج.

وقطع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارته لكندا وألغى زيارته لواشنطن ولقاء كان مقررا مع الرئيس الأميركي باراك أوباما وهرول إلى إسرائيل، لمواجهة الأزمة. ووصفت تركيا العملية الإسرائيلية بأنها «إرهاب دولة»، وألغت مناورات عسكرية مشتركة معها، وأكدته أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما حصل، وأدانت السلطة الفلسطينية بقوة «العدوان» ودعت حركتا فتح وحماس إلى مسيرات غضب واعتصامات وإضرابات احتجاجا على الهجوم.

وأجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما مكالمة هاتفية مع نتنياهو عبر فيها عن أسفه البالغ لإزهاق أرواح، لكنه أكد تفهمه قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلغاء مباحثاته في البيت الأبيض التي كانت مقررة اليوم. وعبر الرئيس أوباما أيضا عن أهمية الإحاطة بأسرع ما يمكن بجميع الحقائق والملابسات المحيطة بالأحداث المأساوية. وعبرت الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»، عن أسفها العميق وقالت إنها تدرس تقارير متناقضة من أكثر من مصدر قبل إصدار حكم نهائي.

وعلى الرغم من الحملة الإعلامية والدبلوماسية الضخمة التي نظمتها إسرائيل لصد الانتقادات الدولية الحادة على هجومها الدموي على سفن أسطول الحرية، ومحاولات تبرير هذا الهجوم بإلقاء المسؤولية على المنظمين وعلى حكومة حماس في غزة، يسود الشعور بأن إسرائيل أوقعت نفسها في ورطة دبلوماسية عالمية جديدة، وليس فقط مع تركيا والدول العربية. وأعرب نتنياهو أمس عن «أسفه» لسقوط قتلى في الهجوم، مؤكدا أن الجنود الإسرائيليين «اضطروا إلى الدفاع عن أنفسهم». وكان سلاح البحرية الإسرائيلية، قد أعد خطة للسيطرة بالقوة على سفن أسطول الحرية، مشددا على أنه يفعل ذلك بناء على قرار سياسي من الحكومة. وانطلق إلى مهمته على متن ثلاث سفن حربية مزودة بعدة طائرات مروحية، في الساعة التاسعة مساء في الليلة قبل الماضية، تحت قيادة قائد سلاح البحرية بنفسه، أليعيزر مروم. وخلال الرحلة، بعث مروم برسائل باللاسلكي إلى ربابنة سفن أسطول الحرية، يبلغهم فيها أن شواطئ قطاع غزة منطقة مغلقة يحظر عليهم دخولها ويعرضهم للخطر. وطلب ابتعادهم والعودة من حيث أتوا. وكان الربابنة يردون بأنهم يواصلون مهمتهم الإنسانية لكسر الحصار عن قطاع غزة.

وحسب الرواية الإسرائيلية.. ففي الساعة الرابعة إلا الربع من فجر أمس، (بتوقيت القدس)، وصلت السفن الحربية الإسرائيلية قريبا من الأسطول. فحاول ربابنة سفن الأسطول تغيير مسارهم، وهم واثقون بأنهم خارج منطقة الخطر، حيث إنهم كانوا ما زالوا في المياه الدولية، خارج حدود المياه الإقليمية الإسرائيلية أو الفلسطينية. فتوجه الإسرائيليون بنداء أخير، داعين ركاب الأسطول إلى أن يأتوا إلى أسدود، واعدين بتفريغ حمولة السفن ونقلها إلى قطاع غزة وتحريرهم، إلا أنهم جوبهوا بالرفض. فأطلق مروم إشارة بالهجوم.

وقد انتشرت القوات الإسرائيلية على السفن الست، ولم تكن لديها مشكلة في السيطرة على خمس منها، حيث كانت المقاومة بسيطة وسلمية. ولكنها جوبهت بمقاومة صلبة وعنيفة من الركاب على متن سفينة «مرمرة»، كبرى سفن الأسطول. وحسب الرواية الإسرائيلية وشهادات الجنود، فإنهم حاولوا إنزال المظليين على سطح السفينة بواسطة حبل، لكن ثلاثين شابا من الركاب راحوا يتصدون لهم بعنف. فقد حاولوا أولا إسقاط المروحية، عندما ربطوا الحبل بعامود الرادار في السفينة. ثم راحوا يضربون الجنود بالعصي الحديدية والسكاكين. وهجم أحدهم على جندي وخطف مسدسه وقذف به من علو 10 أمتار. ثم أطلق الرصاص على الجنود الإسرائيليين وأصاب اثنين منهم بجراح بليغة. وادعى مروم أن قواته فوجئت بهذا الرد، الذي لم تكن جاهزة له. وحاولت استخدام ما لديها من وسائل لتفريق الركاب، وأطلقت قنابل صوتية. فلم يفد ذلك لفرض الاستسلام عليهم. فراح الجيش الإسرائيلي يطلق الرصاص من المسدسات التي بحوزتهم. وقد انفردت إسرائيل بهذه الرواية، لأنها لم تتح لركاب سفن الأسطول الكلام. فقد شوشت بث رسائلهم وهواتفهم الجوالة. وتمكنت خلال ساعة من السيطرة الكاملة عليهم فأصبحوا معتقلين لديها. ولكن ما توافر من المعلومات عن نتائج هذا الهجوم الدموي، قتل 16 شخصا من الركاب وإصابة 38 شخصا بجراح (بينهم 7 جنود إسرائيليين)، جراح 11 منهم بليغة (بينهم جنديان إسرائيلان). وقد أثار هذا الهجوم موجة عارمة من السخط والغضب في العالم كله وليس فقط في فلسطين والعالمين العربي والإسلامي.

وأعرب الكثير من المسؤولين والإعلاميين والسياسيين المعارضين والسابقين عن قلقهم الشديد من تأثير هذا الهجوم على إسرائيل، ورأى الكثيرون أن الأضرار التي ستلحق بإسرائيل من ورائه ستكون أضخم بكثير من أضرار السماح لسفن الأسطول بدخول غزة. وزاد هذا القلق على أثر رد الفعل التركي، حيث قطع رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، زيارته لأميركا اللاتينية وعاد إلى بلاده، وكذلك فعل رئيس أركان الجيش التركي الذي كان في زيارة إلى مصر. وعقدت جلسة طارئة للطاقم الحكومي التركي. واستدعي السفير الإسرائيلي إلى جلسة توبيخ في الخارجية التركية، بينما التف مئات المتظاهرين حول مبنى القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول. فأعادت إسرائيل سفينة مدنية كانت تبحر إلى تركيا في رحلة استجمام.

وزاد القلق أكثر من الرد الأوروبي والمطالب بإقامة لجنة تحقيق دولية لمعرفة ظروف الهجوم الإسرائيلي.

وبدأت إسرائيل حملة إعلامية ودبلوماسية مكثفة لصد الانتقادات الدولية. فدعي السفراء الأجانب إلى وزارة الخارجية وعرضوا عليهم شرائط فيديو صورها جنود عاملون في مكتب الناطق الإعلامي باسم الجيش، وتظهر كيف تعرض الجنود الإسرائيليون للضرب المبرح من ركاب سفينة «مرمرة». وقد أجمع المعلقون الإسرائيليون على أن إسرائيل تعيش ورطة شديدة، لم تعانيها منذ حرب 1967. وأعربت الأمم المتحدة عن «صدمتها» لهذا الهجوم، واستدعت 12 دولة بينها 8 أوروبية السفراء الإسرائيليين المعتمدين لديها لطلب «توضيحات».

وأعلن المتحدث باسم الحلف الأطلسي، جيمس أباثوراي، دعوة سفراء دول الحلف إلى اجتماع طارئ أمس بناء على طلب تركيا لبحث الهجوم. وقال المتحدث إن «اجتماع أمس الذي يضم السفراء الـ28 للدول الأعضاء في الحلف هو قيد التحضير لاجتماع آخر يعقد اليوم بناء على طلب السلطات التركية».

واعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس أن قيام إسرائيل بشن هجوم دامٍ على أسطول الحرية بمثابة «إرهاب دولة»، مضيفا أن تركيا «لن تقف مكتوفة اليدين» إزاء ما حدث. وقال أردوغان للصحافيين في سانتياغو بتشيلي قبيل مغادرته عائدا إلى تركيا «فليعلم الجميع، لن تبقى (تركيا) مكتوفة اليدين وصامتة حيال هذا العمل الذي يعد إرهاب دولة غير إنساني». وأكد أن إسرائيل «داست على القانون الدولي»، مضيفا أن «الهجوم يثبت أن إسرائيل لا تريد السلام في منطقتها».

وأعربت الولايات المتحدة عن «أسفها لخسارة أرواح بشرية», وقال مسؤول بالخارجية الأميركية، طلب عدم نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط» إن الخارجية تدرس تقارير من سفاراتها في المنطقة لوضع صورة كاملة لما حدث. وقال إن هناك تقارير متناقضة من أكثر من مصدر، وإن وقتا سيمر قبل إعداد تسجيل لما حدث. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كمبالا عن «صدمته»، وقال خلال مؤتمر صحافي «أعتقد أن إسرائيل يجب أن تقدم بسرعة تفسيرا كاملا».

وأدانت السلطة الفلسطينية بقوة «العدوان». ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الهجوم بـ«العدوان المركب» وقال: «هذا عدوان مركب، حيث تم قتل من يقدمون المساعدة للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة المحاصرة أصلا من قبلهم (الإسرائيليين)». واتهم أبو مازن إسرائيل بالتخطيط لهذه المجزرة، وقال: «قرار ضرب المتضامنين العزل واحتجازهم إلى الموانئ الإسرائيلية كان متخذا من قبل القيادة الإسرائيلية بشكل مسبق».

وجاء حديث عباس في اتصال هاتفي أجراه مع التلفزيون الفلسطيني الرسمي، ودعا أبو مازن الأمم المتحدة إلى أن «تقف في وجه إسرائيل التي تضرب بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الدولية». وأضاف أن إسرائيل تتصرف وفق «إذا أمنت العقاب أساءت الأدب». وأعلن أبو مازن الحداد ثلاثة أيام على «شهداء العدوان الإسرائيلي بكافة الأرض الفلسطينية».

الرواية الإسرائيلية.. هكذا تمت السيطرة على أسطول الحرية

* الساعة 21:00 (19:00 غرينيتش) - قائد سلاح البحرية الإسرائيلي، أليعيزر مروم، الذي قاد العملية بنفسه، يصدر أوامره للسفن الحربية الثلاث الجاهزة، بالتحرك نحو أسطول الحرية.

* الساعة 21:05 - قائد الوحدة العسكرية القتالية في إحدى السفن الحربية الإسرائيلية يوجه نداء إلى ربابنة السفن في أسطول الحرية يطالبهم بالعودة إلى بلادهم قائلا إن شواطئ قطاع غزة منطقة عسكرية إسرائيلية مغلقة وإن التقدم نحوها خطر، ويحذرهم بأن السفن الحربية الإسرائيلية تتقدم نحوهم لتصد طريقهم. والربابنة يعلنون رفضهم.

* الساعة 01:00 - أسطول الحرية يبدأ بالتحرك لتغيير مساره ليتفادى الصدام، ويواصل بث الرسائل إلى ربابنة الأسطول محذرا.

* الساعة 04:00 - السفن الحربية تصل إلى سفن أسطول الحرية وقائدها يتوجه إلى ركاب الأسطول طالبا أن يغادروا، ثم يخيرهم بأن يحلوا ضيوفا على إسرائيل في ميناء أسدود ويفرغوا حمولتها هناك ويغادروا. والرد يأتي سلبيا. فيصدر الأمر بالسيطرة على الأسطول بالقوة.

* الساعة 04:05 - طائرة مروحية تحلق فوق سفينة مرمرة والكوماندو البحري يسيطر بسهولة على السفن الصغيرة في الأسطول.

* الساعة 04:15 - قوة مظليين تبدأ الهبوط على الطابق الأعلى في سفينة مرمرة بواسطة حبل متين، فينقض الركاب الشباب عليه ويربطونه بعامود الرادار في السفينة، مما يهدد بسقوط الطائرة. لكن القوة تتمكن من إنزال 30 جنديا إسرائيليا. وخلال الهبوط يتعرضون للضرب المبرح من الركاب بواسطة هراوات حديدية وسكاكين.

* الساعة 05:00 - قائد سلاح البحرية يعلن عن السيطرة العسكرية التامة على الأسطول، ولكن يتضح في ما بعد أن جيشه لم يسيطر على السفينة كاملة.

* الساعة 05:30 - الأسطول يبدأ التوجه نحو ميناء أسدود الإسرائيلي.

* الساعة 14:30 - سفن الأسطول تبدأ بالوصول إلى ميناء أسدود.

«أسطول الحرية»: 6 سفن و700 شخص

* يضم «أسطول الحرية» ست سفن استأجرتها منظمات مؤيدة للفلسطينيين لنقل مساعدات إلى قطاع غزة المحاصر.

* الأسطول: يتألف من سفينة كبرى تحمل اسم «مافي مرمرة» تنقل نحو 700 شخص، وسفينتي شحن محملتين بمساعدات إنسانية وثلاث سفن أصغر. وترفع ثلاث من السفن العلم التركي، بينما اثنتان مسجلتان في اليونان، والأخيرة في الولايات المتحدة. وأبحرت سفينة سابعة، تحمل اسم «ريتشل كوري» الناشطة الأميركية التي سحقتها جرافة إسرائيلية في غزة في 2003، من أيرلندا للحاق بالأسطول.

* المنظمون: ينظم الرحلة «تحالف أسطول الحرية» الذي يضم منظمات «غزة الحرة» و«الحملة الأوروبية لإنهاء حصار غزة» والمنظمات التركية غير الحكومية «إنساني وارديم وقفي» ومنظمة بردانا للسلام العالمي والمنظمتين غير الحكوميتين اليونانية والسويدية «سفينة من أجل غزة» واللجنة الدولية لرفع الحصار عن غزة.

* الركاب: أكثر من 700 شخص شاركوا في الحملة، معظمهم أعضاء في منظمات غير حكومية دولية وناشطون من مختلف الجنسيات والديانات. وهناك خمسون جنسية ممثلة، لكن نصف الركاب أتراك. وبين المشاركين سياسيون ورجال دين ونواب أوروبيون وكتاب وصحافيون. وبينهم الشيخ رائد صلاح زعيم الحركة الإسلامية العربية الإسرائيلية، ومطران القدس السابق للروم الكاثوليك هيلاريون كبوتشي ومراسل قناة «الجزيرة» الفضائية عباس ناصر.

* الحمولة: يقول المنظمون إن السفن تنقل نحو عشرة آلاف طن من المساعدات الإنسانية، بينها مواد طبية وغذائية وألبسة ومواد لمنازل مسبقة الصنع ومواد تعليمية وإسمنت.. وأكد أحد المنظمين أنه «ليس هناك حتى شفرات حلاقة أو سكاكين»، مشددا بذلك على الطابع السلمي للحملة.

* المهمة: كان يفترض أن يسلم الأسطول حمولته إلى سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة يعتمد ثمانون في المائة منهم على المساعدة الدولية، بينما يخضع القطاع لحصار إسرائيلي منذ سيطرة حركة حماس على السلطة في يونيو (حزيران) 2007. وقد رست خمس قوافل من هذا النوع في غزة منذ إطلاق الحملة في أغسطس (آب) 2008، بينما فشلت ثلاث أخرى اعترضتها القوات الإسرائيلية. وخلافا للأساطيل الخمسة التي كانت حمولاتها رمزية، فان الأسطول الذي أبحر من قبالة سواحل قبرص هو الأول الذي ينقل مساعدة كبيرة، ويتسم ببعد دولي.

الأسطول ضم عربا بينهم 32 جزائريا و19 أردنيا و16 كويتيا

* ضم «أسطول الحرية» الذي اعترضته قراصنة البحرية الإسرائيلية، أمس، عدة مواطنين عرب، معظمهم من الفلسطينيين والأردنيين والكويتيين واليمنيين.. والمغاربة.

وأقلت هذه السفن أكثر من 700 متضامن عربي وأجنبي وفلسطيني، قدموا من 50 دولة مختلفة، وكان نصفهم تقريبا من الأتراك، وعلم أن من بين المتضامنين العرب 16 كويتيا بينهم وليد الطباطبائي، أحد أعضاء مجلس الأمة الكويتي، و19 أردنيا بينهم نقابيون وحزبيون ونواب سابقون، و32 جزائريا بينهم 10 نواب، ووفدين أحدهما تونسي والآخر مغربي لم يعرف عددهم بالتحديد. لكن جماعة العدل والإحسان المغربية المحظورة قالت إن قافلة «أسطول الحرية» تضم عددا من المغاربة من بينهم ثلاثة أعضاء في الجماعة وعضو في حزب العدالة والتنمية الإسلامي المعارض، هم عبد الصمد فتحي عضو الأمانة العامة لجماعة العدل والإحسان، والمهندس حسن الجابري عضو لجنة العلاقات الخارجية للجماعة، والمهندس لطفي حساني عضو الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة التابعة للجماعة وعضو مجلس الإدارة في الهيئة العربية الدولية لإعمار غزة، والدكتور عبد القادر عمارة، عن حزب العدالة والتنمية الإسلامي المعارض.

وقال فتح الله أرسلان، الناطق الرسمي باسم الجماعة لـ«الشرق الأوسط»، إن الاتصال انقطع مع أعضاء الجماعة الذين كانوا على متن السفينة في الساعة الثالثة فجرا من صباح أمس بعد اقتحام السفينة من طرف الجيش الإسرائيلي وتجريد ركابها من هواتفهم، وأضاف أنه لا توجد معلومات حول مصيرهم وإن كانوا من بين القتلى، بيد أنه أشار إلى أن الأخبار الواردة تشير إلى أن معظم الضحايا أتراك وليس بينهم مغاربة.

وهناك ناشطان من موريتانيا، أحدهما محمد غلام ولد الشيخ أحمد رئيس منتدى «الرباط الوطني لمقاومة الاختراق الصهيوني» في موريتانيا، والآخر محمد فال ولد بخوصة، وهو صحافي. كما تضمن النشطاء وفد يمني وآخر لبناني بينهم صحافيون، ووفد من عرب الداخل في إسرائيل بينهم نائب في الكنيست الإسرائيلي وهي حنين زعبين، وزعيم الحركة الإسلامية في إسرائيل، رائد صلاح.