الحريري بحث مع الأسد التطور المتنامي للعلاقات والتنسيق بين البلدين

في زيارة مفاجئة تطرقت إلى أعمال اللجان التحضيرية المشتركة

الرئيس السوري، بشار الأسد، سائرا إلى جانب رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، في طريقهما إلى اللقاء الذي جمعهما أمس في دمشق (أ.ب)
TT

قالت مصادر رسمية سورية إن محادثات الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، تناولت «التطور المتنامي للعلاقات الثنائية والتنسيق عالي المستوى بين البلدين الشقيقين». وقد أكد الأسد للحريري، الذي وصل أمس إلى دمشق في زيارة مفاجئة، «وقوف سورية إلى جانب لبنان في مواجهة التهديدات الإسرائيلية التي يتعرض لها بشكل متواصل».

كما جرى بحث الأوضاع في المنطقة حيث أطلع رئيس مجلس الوزراء اللبناني الرئيس الأسد على نتائج زيارته إلى الولايات المتحدة والمواقف التي عبر عنها لبنان في واشنطن ونيويورك والتي «تدعم الحق العربي وإحلال السلام العادل والشامل وفق المرجعيات الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، حيث عبر الرئيس الأسد عن تقديره لهذه المواقف التي تصب في خدمة لبنان وسورية والحق العربي بشكل عام».

كما جرى التشاور في اللقاء حول «الخطوات التي قطعتها اللجان التحضيرية السورية - اللبنانية والمواعيد المرتقبة لاجتماع اللجان الوزارية».

وقال البيان الصادر في ختام اللقاء إن «الجمهورية العربية السورية والجمهورية اللبنانية تشجبان بأشد العبارات الجريمة النكراء التي ارتكبتها إسرائيل فجر - يوم أمس الاثنين - عبر الاعتداء الهمجي على المدنيين العزل على متن أسطول الحرية الذي يحمل مواد إغاثة ومساعدات إنسانية للشعب الفلسطيني المحاصر منذ سنوات في قطاع غزة». وطالب الجانبان «جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس الأمن والمجتمع الدولي بكافة مكوناته بالتحرك الفوري من أجل اتخاذ خطوات عملية لوضع حد للجرائم التي ترتكبها إسرائيل».

وفي سياق رد الفعل السوري الرسمي على الاعتداء الإسرائيلي على سفن المساعدات المتوجهة إلى غزة، وصف مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية الاعتداء الإسرائيلي بأنه «قرصنة دموية نكراء» واعتبرها «رسالة برسم المجتمع الدولي وأمر ينبغي عدم السكوت عنه» كما أعرب عن «تعازي سورية لذوي شهداء أسطول الحرية متمنيا أن يسكنهم الله فسيح جنانه وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل».

وفيما شهدت كافة المحافظات السورية مسيرات غضب واعتصامات شعبية استنكارا للجريمة الإسرائيلية وتضامنا مع أسطول الحرية. تقدمت سورية عبر مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية يوسف أحمد بمذكرة رسمية للجامعة العربية تدعو إلى اجتماع فوري لمجلس جامعة الدول العربية لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على سفن أسطول الحرية وكذلك للإعراب عن التضامن مع جمهورية تركيا التي أطلقت أسطول الحرية عبر هيئة الإغاثة الإنسانية التركية. كما عقد مجلس الشعب السوري جلسة طارئة لبحث «تداعيات الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية». وندد أعضاء المجلس «بالقرصنة الإسرائيلية والجريمة الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد أسطول الحرية والمتضامنين المدنيين العزل» ووصفوا ذلك بـ«العمل العدواني الإرهابي» واعتبروه «جريمة ضد الإنسانية جمعاء وانتهاكا صارخا للقانون الدولي وكل المعاهدات الدولية» وعبروا «عن تضامنهم مع أسطول الحرية والجهود التي يبذلها المنظمون لإيصال الدواء والغذاء إلى الشعب الفلسطيني المحاصر جوا وبرا وبحرا في غزة».

واعتبر رئيس مجلس الشعب محمود الأبرش «ما يقوم به الكيان الصهيوني العنصري جزءا من سياسته العدوانية والوحشية والإرهابية» وهو «دليل واضح على حالة العجز التي وصل إليها هذا الكيان» وطالب «جميع قوى العالم بالرد على هذه الجريمة النكراء والجرائم الأخرى التي ترتكبها إسرائيل بحق الإنسانية وبحق القوانين الدولية وعدم الوقوف عند حدود الشجب والتنديد والقيام بإجراءات عملية تضع حدا لهذه الغطرسة الإسرائيلية» لافتا إلى أن «تقاعس المجتمع الدولي خلال تهديد إسرائيل لأسطول الحرية شجعها على القيام به هذا العدوان». وحيا أعضاء المجلس مواقف الشعب التركي «المشرفة الداعمة للقضية الفلسطينية والرافضة للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الشعب الفلسطيني».