الخرطوم : المحكمة العليا تؤيد «الإعدام شنقا» على مدانين في قتل دبلوماسي أميركي

جدل حول تخلي «جماعات سلفية» عن التكفير

TT

أكدت مصادر مطلعة تخلي «جماعات أصولية سودانية» عن مناهج التكفير والغلو في الدين، حيث نفت مجموعة من «علماء الدين» شاركوا في اجتماعات ليومين صلتهم بالتكفير، إلى ذلك أيدت المحكمة العليا السودانية حكم الإعدام «شنقا» على قتلة الدبلوماسي الأميركي جون قرانفيل في الخرطوم قبل عامين.

وكشفت مصادر في الخرطوم أن مؤسس التيار السروري السلفي في العالم العربي والإسلامي الداعية السوري الشيخ محمد سرور بن نايف زين العابدين، أنهى زيارة غير معلنة للسودان عقد خلالها سلسلة من الاجتماعات في العاصمة على مدى اليومين الماضيين، وأشارت المصادر إلى أن «الجماعات السلفية» اتفقت على التخلي عن مناهج التكفير والغلو في الدين والابتعاد عن التطرف. وفي السياق ذاته أوردت مصادر إعلامية في الخرطوم أن «زين العابدين عقد عددا من الاجتماعات، مع مجموعة من رموز التيار السلفي في السودان، أبرزهم الشيخ محمد عبد الكريم إمام وخطيب المجمع الإسلامي بالجريف غرب، والدكتور عبد الحي يوسف إمام وخطيب مسجد الدوحة بجبرة، والدكتور علاء الدين يوسف عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الخرطوم، والشيخ سليمان أبو نارو أمير جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة، لكن الشيخ أبونارو رفض الإفصاح عن ما دار في لقاءاتهم ومدارساتهم الفكرية. غير أن الرئيس العام للرابطة الشرعية للعلماء والدعاة الشيخ الأمين الحاج محمد أحمد أشار إلى أن اللقاءات استعرضت قضايا وهموم العمل الإسلامي والتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، وشددت على ضرورة توحيد صف الجماعات الإسلامية بجانب الابتعاد عن الغلو والتطرف، إلا أن مجموعة من علماء الدين والدعاة نفوا أن تكون لهم صلة بالتكفير والتطرف والغلو في الدين، واعتبروا نعتهم بذلك بهتانا عظيما. وينتشر في السودان عدد من الجماعات الإسلامية المتهمة بأنها (تكفيرية)، حيث شهدت الخرطوم في الأعوام السابقة عددا من حوادث القتل الجماعي مثل مسجد الثورة والحارة الأولى بأم درمان والجرافة والجزيرة، كما أصدرت الجماعات بيانات كفرت فيها سياسيين وأحزابا معارضة، قبل أشهر، كما اعتبرت الانتخابات عملا غير شرعي، وقال رئيس قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم الدكتور الشيخ محمد عبد الكريم إن الشيخ محمد سرور بن نايف زين العابدين زار السودان ولم تكن زيارته سرية، وألقى محاضرة عامة للعلماء الدعاة من مختلف الجماعات دون استثناء، موضحا أن الشيخ محمد سرور نفى خلال لقائه بالعلماء والدعاة أن يكون مؤسس ما يسمى بـ «التيار السروري السلفي» في العالم العربي والإسلامي.

ومن جهته رفض عميد إدارة التعريب والنشر بجامعة الخرطوم البروفسور علاء الدين الأمين الزاكي وصفهم بالتطرف والتكفير والغلو في الدين، وقال إن من يصفونهم بذلك إما يريدون تشويه صورتهم أو يجهلون الفكر التكفيري، وتابع: «لا علاقة لنا بمن يكفرون المجتمع بالكلفة، ويكفرون المعين دون توفر الشروط وانتفاء الموانع»، في غضون ذلك أيدت المحكمة العليا السودانية حكم الإعدام (شنقا حتى الموت) على 4 من المدانين في قضية اغتيال الدبلوماسي الأميركي جون غرانفيل بالخرطوم بداية عام 2008. وكانت محكمة جنايات قد حكمت بالإعدام على المدانين قبل أكثر من عام، وكانت والدة غرانفيل قد رفضت في بداية الأمر أحكام الإعدام وطالبت بالسجن المؤبد، لكن القوانين السودانية تصدر أحكام الإعدام في القتل العمد.