وزير الخارجية النرويجي: على المحكمة الجنائية عدم عرقلة جهودنا لحل مشكلة السودان

دعا إلى تواصل أوروبي مع الخرطوم قبل الاستفتاء

TT

قال وزير نرويجي أمس إن أوروبا يجب أن تتواصل مع السودان، معتبرا ذلك أولوية قبيل استفتاء سيجريه الجنوب على الاستقلال رغم أمر اعتقال أصدرته المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس عمر حسن البشير.

وقال وزير الخارجية يوناس جار ستويري، إن النرويج أيدت قرار المحكمة الجنائية الدولية، مضيفا في الوقت نفسه أن السودان يجب أن يكون أولوية بالنسبة للسياسات الخارجية للمجتمع الدولي قبيل تصويت الجنوب على الاستقلال في التاسع من يناير (كانون الثاني) عام 2011 والذي من شأنه أن يؤثر على القارة بأكملها وما وراءها إذا أسيء التعامل معه.

وقال لـ«رويترز» «أرحب بمزيد من التواصل الأوروبي لدعم هذه العملية وعدم السماح لقضية المحكمة الجنائية الدولية بعرقلة جهودنا السياسية الرامية لدعم حل لمشكلة الشمال والجنوب».

وأضاف في مقابلة «السلام والعدالة.. هل أحدهما بديل عن الآخر.. علينا الآن أن نسعى وراء السلام وندعم العدالة.. ندعم العدالة ونسعى وراء السلام.. يمكننا فعل كليهما).

وتحجم الحكومات الأوروبية، التي تؤيد بشدة المحكمة الجنائية الدولية، عن إرسال وفود رفيعة المستوى للحوار مع الخرطوم منذ أمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة العام الماضي ضد البشير واتهمته فيه بارتكاب جرائم حرب في دارفور. ويعتقد محللون أن ذلك أدى إلى صرف الأنظار عن الاستفتاء الحاسم.

والنرويج، التي تعهدت هذا العام بتقديم معونات للسودان بقيمة 100 مليون دولار، إحدى ثلاث دول تضم أيضا بريطانيا والولايات المتحدة أيدت بشدة اتفاق السلام الذي أبرمه الشمال والجنوب عام 2005 وأنهى أطول حرب أهلية في أفريقيا وأعطى للجنوب الحق في الاستفتاء على الاستقلال، الذي سيجرى بعد سبعة أشهر.

وأضاف ستويري «للوقت هنا أهمية كبرى ونحتاج لتعاون سياسي وثيق، وعلى الذين لديهم إسهامات يعتزمون تقديمها لطرفي السلطة في الشمال والجنوب الإسراع بتقديمها».

وتابع بقوله «نحن نقترب من استفتاء على الانفصال وقد ينتهي الأمر بنا إلى انفصال وقد ينتهي الأمر بنا إلى شيء ستكون له عواقب على جميع جيران السودان وعلى أفريقيا وما وراءها».

وتقول الأمم المتحدة إن السودان أكبر أزماتها الإنسانية، حيث يكلفها 1.9 مليار دولار. لكن ستويري حذر الشمال والجنوب من أن المساعدات قد لا تستمر وأن أوسلو تتوقع من حكومتيهما العمل على وقف الفساد وسوء الإدارة.

وقال «وأحذر أيضا.. لأنكم تواجهون الآن اتجاهين مزدوجين، أحدهما هو الأزمة المالية التي ستضع ضغطا على ميزانيات المساعدة.. لكن الضغط الآخر.. على تراجع التهاون مع سوء الإدارة والفساد».

ومضى يقول «أوضح ذلك.. احذروا لأنه إذا لم تتخذ إجراءات ملموسة ضد سوء الإدارة والفساد فقد يستفز ذلك قوى معارضة لتقديم هذه المساعدات».

وأضاف ستويري أن النرويج، وهي منتج كبير للنفط والغاز، تقدم النصح والخبرة الفنية للسودان للتفاوض على اقتسام إيرادات النفط في أعقاب الاستفتاء.

وينتج السودان نحو نصف مليون برميل يوميا من الخام أغلبها في الجنوب، لكن البنية الأساسية النفطية تتركز بالكامل في الشمال الذي يسيطر خبراؤه على جميع أوجه الإنتاج.

ويقول بعض مسؤولي الجنوب إن عملية اقتسام إيرادات النفط التي تقتسم بالنصف تقريبا منذ 2005 ستستمر بعد الاستفتاء لكن ينبغي للشمال والجنوب البدء في محادثات بشأن ترتيبات الاقتسام الجديدة.