شاهدة على الاعتداء على «مرمرة»: إطلاق النار بدأ قبل الإنزال

النائبة الزعبي لـالشرق الأوسط»: لا سلاح من أي نوع.. وحدّة العدوان هدفها ردع أي محاولات مستقبلية

فلسطينيون ينظرون إلى لافتة تطفو على سطح المياه تحية لأرواح الضحايا الذين قتلوا على متن الباخرة التركية في غزة (أ.ب)
TT

في أول شهادة على حقيقة ما جرى على سفينة «مرمرة»، كبرى السفن المشاركة في أسطول الحرية، فندت النائبة حنين زعبي المزاعم الإسرائيلية القائلة إن قواتها اضطرت إلى إطلاق الرصاص دفاعا عن النفس، بعد أن خطف أحد المتضامنين سلاح قائد العملية وأطلق الرصاص عليه. وقالت إن الجيش الإسرائيلي بدأ بإطلاق الرصاص قبل عملية الإنزال وقبل الاشتباك مع المتضامنين.

وقالت الزعبي، النائبة عن حزب التجمع الوطني، التي كانت على متن السفينة مرمرة لـ«الشرق الأوسط» حين وقوع الاعتداء الإسرائيلي عليها في ساعات فجر أول من أمس «إن سفنا وقوارب إسرائيلية حاصرت السفينة وبدأت بإطلاق النار عليها قبل أن يهبط الكوماندوز البحريون بالحبال من طائرة هليكوبتر، يطلقون النار ويرشون المتضامنين بالمياه».

ونفت الزعبي نفيا قاطعا المزاعم الإسرائيلية بوجود أسلحة على متن السفينة واستعداد المتضامنين الدوليين للمقاومة. وأضافت: «لم تكن هناك خطة للمقاومة وإن المقاومة جاءت رد فعل طبيعي دفاعا عن النفس، كان يمكن أن تحصل في أي مكان أو زمان... فالإنسان عندما يتعرض لاعتداء يجد نفسه وبشكل طبيعي يحاول الدفاع عن نفسه بكل الوسائل المتاحة». وتابعت القول «إن القضبان الحديدية التي يتحدثون عنها موجودة في كل سفينة أو مركب في العالم وليس هناك دليل على أن الناس كانوا مسلحين بها.. هذا كلام غير صحيح وليس له أساس من الصحة». وأعربت الزعبي، التي أفرج عنها بسبب حصانتها البرلمانية، عن استهجانها واستغرابها إزاء ما حصل. وقالت إنه على الرغم من الحياة السياسية العاصفة التي تعيشها ورغم معرفتها بحقيقة إسرائيل، فإنه لم يكن بإمكانها تخيل ما حصل، خصوصا أن حملة «أسطول الحرية» تحمل رسالة إنسانية وسياسية تجاه مليون ونصف المليون فلسطيني يعيشون في سجن كبير منذ سنوات. واستطردت الزعبي القول: «كنا نتوقع عملية اعتراض وتفتيش ومن ثم اقتياد السفن إلى أشدود، ولكن لم نكن نتوقع أن يتم ذلك بهذه الكثافة العسكرية وبهذه المعدات وهذا الهجوم الفظيع على 600 مشارك في الحملة، وهم مدنيون وبرلمانيون وناشطو سلام تعاملت معهم إسرائيل ووصفتهم سلفا، ومنذ انطلاق الأسطول، بأنهم (إرهابيون)، وذلك لتبرير العدوان عليهم».

وأشارت الزعبي إلى أن العدوان الإسرائيلي هدف إلى توجيه رسالة ترهيبية لكل من يفكرون في المشاركة في سفن جديدة وردع أي محاولة مستقبلية. وقالت إن إسرائيل كانت تتحدث على لسان وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان والناطق بلسان الجيش، عن وجود إرهابيين على متن السفينة قبل انطلاق الأسطول، وكانت بذلك تحضر الرأي العام الإسرائيلي والدولي لعملية القتل.

وتحدثت الزعبي عن تفاصيل العملية فقالت: «إن العملية بدأت في نحو الساعة 11.30 ليل الأحد.. فقد كنا نشاهد أضواء سفن بعيدة. وفي نحو الساعة 1.30 صباحا، اقتربت هذه السفن من سفينتنا، وفي نحو الساعة الرابعة كان هناك نحو 13 بارجة وسفينة تحاصر سفينتا.. ومع اقترابها بدأت تطلق النار من رشاشات، وفجأة كانت هناك طائرة هليكوبتر ونزل منها الكوماندوز وهم يطلقون النيران ويرشوننا من على متن السفينة بالمياه». وأكدت النائبة الزعبي أن عملية الإنزال وقعت في المياه الدولية، على بعد 130 ميلا من الشواطئ الإسرائيلية. وأشارت إلى أن منظمي الحملة كانوا قد طلبوا من الركاب ارتداء سترات النجاة، وعدم الوجود على سطح السفينة، إلا أن عملية الإنزال بدأت بشكل خاطف وسريع، وخلال أقل من 10 دقائق كان هناك 5 قتلى وعشرات الجرحى. وقالت إنها لم تر أي راكب يحمل عصا، أو آلة حادة.

وأعطى العدوان الإسرائيلي - على حد قولها - انطباعا بأن شيئا كبيرا سيحصل. وكانت هناك رسالة واضحة مفادها أن حياتنا في خطر، وأن الهدف ليس وقف السفينة فحسب، بل أكثر من ذلك. لقد كان ذلك شعور الجميع». وقالت: «سقط قتلى خلال دقائق، وكان الهدف إشاعة أجواء الرعب.. رفع شخص علما أبيض.. كانت هناك إشارات كافية إلى أننا لا نريد أي مواجهة. وبعد أن كنا شبه متأكدين من أن المواجهة لن تحدث شعرت بأننا في خطر.. وأنني لن أخرج حية من هنا. لم يكن هناك أي استفزاز.. الرواية الإسرائيلية تحدثت عن استفزازات، بل كان هناك أشخاص خائفون على سلامة الركاب، وأعطى المنظمون تعليمات للركاب بالنزول إلى الطوابق السفلى ودخول الغرف من أجل سلامتهم».

وأضافت أنه تمت السيطرة على غرفة القيادة بعد ساعة ونصف الساعة، وتم إدخال جميع الركاب إلى قاعات كبيرة وقاموا بتقييدهم، ما عدا النساء وكبار السن، وأخضعوهم لتفتيش جسدي مستخدمين الكلاب، ولكنهم لم يعثروا على أي قطعة سلاح. وأشارت إلى أن السفينة تحركت باتجاه أشدود، ووصلت الميناء في الساعة السادسة مساء وهي تحت سيطرة الجيش. وأضافت: «كنا نعلم عن 5 جثث فقط، وعشرات الجرحى.. كان هناك 7 جرحى في حالة الخطر الشديد، وطلبنا تقديم الإسعافات الأولية لهم، إلا أنهم لم يتعاونوا معنا، والنتيجة، استشهد اثنان من الجرحى نتيجة عدم تقديم المساعدة الطبية».

واختتمت الزعبي الحديث بالدعوة إلى إجراء تحقيق دولي والضغط من أجل الإفراج عن معتقلي السفينة. وقالت إنه جرى إخضاعها للتحقيق ثلاث مرات قبل الإفراج عنها للحصانة البرلمانية. في المرة الأولى كان التحقيق عاديا، وفي المرة الثانية وُثّق بالصوت، وفي المرة الثالثة وُثّق بالصوت والصورة.