مجلس الجامعة العربية يناقش الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية بحضور السفير التركي بالقاهرة

تمهيدا لاجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر اليوم

الممثلون الدائمون للدول العربية في الجامعة العربية أثناء اجتماعهم الطارئ الذي عقد أمس في مقر الجامعة لبحث الهجوم الإسرائيلي الدموي على أسطول الحرية أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

عقد مجلس جامعة الدول العربية الليلة الماضية اجتماعا طارئا بمقر الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين للنظر في الاعتداء الإسرائيلي على قافلة أسطول الحرية، وللإعداد لاجتماع وزراء الخارجية الذي يعقد مساء اليوم «الأربعاء» لمناقشة الموضوع ذاته.

ووجه عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الشكر لتركيا وقيادتها لجهودها الإنسانية لإغاثة الشعب الفلسطيني المحاصر، معتبرا أن تركيا أصبحت شريكة للعرب في ضبط الأمور في المنطقة، والتصدي للهمجية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلية.

وقال موسى، في كلمته خلال الاجتماع، إن ذلك الاجتماع يمثل نقطة تحول تاريخية، حيث يشارك فيه سفير تركيا بالقاهرة بناء على قرار جماعي من المجلس بدعوته، تنفيذا للرغبة التركية في أن تطرح الأمور المتعلقة بالأزمة ويطلق تعاون عربي تركي في هذا الإطار.

وأعرب عن أمله في أن يكون حضور السفير التركي للاجتماع بداية لتعاون مستمر بين الجامعة العربية ودولها، وبين تركيا الدولة الصديقة والشقيقة والجارة، في أمور تهمنا جميعا وتمثل قضية حيوية للمنطقة بأكملها.

وقال «إن تركيا تتفهم الموقف في الشرق الأوسط مثل ما نفهمه ورأت بعينها الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي إزاء مجموعة من المدنيين الذين كانوا يحملون الدواء والغذاء دون أي أسلحة أو مدافع لمساعدة أهل غزة»، ووجه حديثه إلى السفير التركي قائلا «أصبحتم شركاءنا في ضبط الأمور والوقوف أمام هذه الهمجية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي».

وأضاف موسى «بقدر ما نحيي تركيا فإننا نقدم واجب العزاء في الضحايا الذين سقطوا شهداء العدوان الإسرائيلي الغاشم.. حضوركم معنا سيكون هو نمط العمل المشترك من الآن فصاعدا».

وأكد أن الجريمة الإسرائيلية تضاف إلى الجريمة الأصلية في الحصار والاحتلال وتؤكد استمرار سياسة العنف والعدوان الإسرائيلي القائمة على الغرور وتؤكد أن إسرائيل دولة فوق القانون وهو أمر يجب التعامل معه بكل جدية.

من جانبه، اعتبر السفير حسين عوني بوطعنالي، سفير تركيا لدى القاهرة، في كلمته بالجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة العربية، أن ما تعرض له أسطول الحرية الذي كان متوجها إلى قطاع غزة يشكل تحديا للعالم أجمع، وينشر الكراهية في الشرق الأوسط، ويؤثر على السلام الإقليمي، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل لتغيير هذا الاتجاه للأحداث.

وأكد أن هذا الهجوم والعدوان الذي حدث في البحر المتوسط، يشكل أزمة ليس بين البلدين فقط، بل يعد انتهاكا لسيادة جميع الدول والمجتمع الدولي ككل، مشددا على أنه ليس موضوعا بين تركيا وإسرائيل ولكن مع العالم كله.

وقال «إن تركيا قررت إرجاء التدريبات العسكرية مع إسرائيل، وتوجه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى نيويورك حيث طلب عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي، وأصدر المجلس قرارا، يتضمن الدعوة إلى القيام بتحقيق عاجل في الوضع، ودعا إلى الإفراج عن كافة الأشخاص الذين احتجزوا في هذا الحادث».

وأشار إلى أن تركيا قررت كذلك إلغاء الأنشطة الثقافية والرياضية مع إسرائيل، ولا سيما مباراة كرة القدم مع فريق الشباب، مشيرا إلى أن منظمة المؤتمر الإسلامي، والجامعة العربية، اتخذتا مواقف في مواجهة الاعتداء الإسرائيلي.

وأشار إلى أنه تم استدعاء سفير إسرائيل في أنقرة إلى وزارة الخارجية التركية، وطلب منه إبلاغ حكومته أن تركيا تنتظر الإفراج الفوري عن مواطنيها، وأن تتم إعادة السفن فورا، وأن يسمح للمواطنين من الدول الأخرى بتلقي العلاج الطبي في تركيا.