سلطنة عمان ترفع درجة الاستعداد لإعصار «فيت» إلى اللون البرتقالي

القلق يسود الشارع.. وإجلاء سكان الجزر

عمانية تراقب الموج يضرب الشاطئ في مسقط حيث رفعت السلطات أمس مستوى التحذير من أعصار«فيت» إلى البرتقالي ( أ.ف.ب)
TT

تعيش جميع المدن والمناطق العمانية حالة ترقب للإعصار المداري «فيت» في الوقت الذي لا تزال ذكريات إعصار «جونو» الذي ضرب سلطنة عمان في يونيو (حزيران) من عام 2007 ماثلة في الأذهان.

وقد بدأت السلطات المعنية تحركا سريعا لمواجهة الإعصار، حيث قامت بإجلاء من يرغب من سكان جزيرة مصيرة إلى مسقط ومناطق أخرى أكثر أمنا، حيث من المتوقع أن تتركز الأمطار الغزيرة على مصيرة وولايات المنطقة الشرقية مثل مدينة صور والمنطقة الوسطى.

وأكدت اللجنة الوطنية للدفاع المدني أن السلطنة وضعت كافة الاستعدادات اللازمة لمواجهة هذا الإعصار، وقال رئيس اللجنة الوطنية والمفتش العام للشرطة والجمارك الفريق مالك بن سليمان المعمري إن الحالة الجوية الحالية تشبه تقريبا الأنواء المناخية التي تعرضت لها السلطنة في يونيو عام 2007، داعيا لأخذ الحيطة والحذر. وخلال اجتماع استثنائي عقدته اللجنة واستمعت خلاله إلى شرح من الأرصاد والملاحة الجوية عن مسار الاعصار وما قد يصاحبه من أمطار غزيرة ورياح قوية قررت رفع درجة الاستعداد إلى اللون البرتقالي. ونصحت المواطنين والمقيمين بضرورة اللجوء قدر الإمكان إلى المناطق الأكثر أمنا بسبب تعذر تقديم أي مساعدة لبعض المناطق نتيجة سوء الأحوال الجوية وجريان الأودية.

وإزاء الأخبار المتناقلة عن الاعصار شهدت الأسواق حركة غير عادية وإقبالا كبيرا من الناس على شراء المواد الغذائية والمياه المعدنية حيث نفدت لساعات مياه الشرب من المراكز التجارية والمحلات كما ظهرت الرفوف الفارغة في عدد من المحال التي تبيع المواد الغذائية. وكذلك تدافع الناس على محطات الوقود فانتشرت طوابير طويلة من السيارات. إلا أن الجهات الرسمية سارعت للتأكيد بأن جميع المواد الغذائية متوافرة وأن هناك مخزونا جيدا لا يبرر التهافت على شراء المواد الغذائية بهذا الشكل. ويلاحظ أيضا بأن حركة السيارات على طرق مدينة مسقط قليلة، يساعد على ذلك أن يوم الخميس هو يوم العطلة الأسبوعية للمؤسسات الرسمية ولكن مع ذلك يستطيع الفرد تحسس أن شيئا غير عادي في الاجواء. ويبقى القلق والتساؤل الأكبر هو ما إذا سيكون إعصار «فيت» بقوة إعصار «جونو» الذي حمل أضرارا كبيرة طالت البينة التحتية في مسقط وعدد من المدن والقرى المختلفة، حيث غرقت أحياء بأكملها في المياه وأزهقت ارواح. وقد ضرب «جونو» عمان في شهر يونيو أيضا، وكأن هذا الشهر بات محطة للأعاصير والكوارث المناخية.