مصادر محلية تؤكد توغل القوات الإيرانية في كردستان العراق

سياسي كردي لـ«الشرق الأوسط»: حماية الحدود مسؤولية القوات الفيدرالية

TT

في الوقت الذي كان فيه السفير الإيراني في العراق، حسن كاظم قمي، يتحين الفرصة للوصول إلى الصف الأول في القاعة التي شهدت الثلاثاء الماضي حفل افتتاح أعمال المؤتمر الثالث للاتحاد الوطني الكردستاني بمدينة السليمانية للقاء نوري المالكي، رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايتها، كانت المدفعية الإيرانية تقصف الأراضي العراقية في إقليم كردستان. وعندما لم يتمكن قمي، الذي كان جالسا في الصف الثالث من القاعة، من الوصول إلى المالكي قام بتسليم مظروف أبيض كبير مغلق يحمل شعار الجمهورية الإيرانية الإسلامية، وختما رسميا إلى سكرتير رئيس الحكومة العراقية (أبو مجاهد) الذي كان يجلس خلفه مباشرة.

وبينما كانت عشرات العائلات الكردية العراقية تهجر بيوتها باتجاه عمق الأراضي العراقية بسبب القصف المدفعي الإيراني، كان قمي يتناول طعام الغداء على المائدة الرئاسية في أحد مطاعم فنادق سرجنار السياحية في السليمانية، إلى جانب الرئيس العراقي جلال طالباني والمالكي، ومسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق، وعادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية، وعمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، ورافع العيساوي نائب رئيس الوزراء العراقي.

وفيما كان السفير الإيراني يتبادل الأحاديث الظريفة، وربما النكات، مع كبار القادة العراقيين من أكراد وعرب، كان المتحدث الرسمي باسم حكومة إقليم كردستان قد أصدر بيان إدانة لكل من إيران وتركيا لقصفهما القرى العراقية الكردية في إقليم كردستان. ورغم نفي مسؤول كبير في البيشمركة وقائد ميداني كردي من قوات حرس الحدود التابعة لوزارة الداخلية العراقية تقارير أفادت بتوغل القوات الإيرانية مسافة أكثر من خمسة كيلومترات داخل الأراضي العراقية من جهة إقليم كردستان فإن مصادر محلية أكدت التوغل وتهجير أكثر من 220 عائلة كردية عراقية.

مصدر سياسي كردي قال «إن القوات الإيرانية والتركية تستغل فرص ضعف الإمكانات العسكرية العراقية لتمرر هذه الأعمال الإجرامية ضد مواطنينا العزل»، مشيرا إلى أن «القوات الإيرانية تحتل بالفعل أراضي عراقية مدعية أنها عائدة لإيران وأنها كانت تحت سيطرة حزب بيزاك (الحياة الحرة) الكردي الإيراني المعارض وقد تمت استعادتها». وأضاف المصدر الذي رفض نشر اسمه قائلا لـ«الشرق الأوسط» في أربيل عاصمة إقليم كردستان «إن حماية الحدود العراقية من مسؤولية حرس الحدود التابعين لوزارة الداخلية الاتحادية والجيش العراقي وليست من مسؤولية قوات البيشمركة أو حرس الإقليم الذين لا يتوفرون على أسلحة ثقيلة للرد على المدفعية الإيرانية أو التركية»، مستدركا أنه «حتى لو توفرت أسلحة ثقيلة فنحن لا نستطيع الرد عليهما بسبب تمتع إيران وتركيا بقوة عسكرية كبيرة لا يمكننا مجاراتها، من جهة، ولأن أراضينا تحت مدى المدفعية الإيرانية والتركية وبإمكانهم تكبيدنا الكثير من الخسائر البشرية والمادية».

وألقى السياسي الكردي العراقي مسؤولية الدفاع عن الأراضي العراقية «على الحكومة الاتحادية التي لم تفعل أيا من المواد الدستورية والقانونية للاعتراف بقوات البيشمركة بكونها قوات عراقية ويجب أن تخصص لها ميزانية خاصة». ولم يعلق السياسي الكردي العراقي على سؤال فيما إذا كان سيبحث مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، موضوع قصف المدفعية التركية للأراضي العراقية التابعة للإقليم، خاصة أنه (بارزاني) يزور حاليا تركيا.