زعماء قبائل أفغان يبحثون خطة للمصالحة مع طالبان

28 مجموعة تبحث مقترحات السلام التي تقدم بها كرزاي

مواطن أفغاني يمر أمام صورة كبيرة للرئيس حميد كرزاي بالقرب من جامعة كابل حيث عقد مؤتمر «جيركا السلام» لليوم الثاني على التوالي أمس (رويترز)
TT

واصل زعماء القبائل الأفغانية محادثاتهم أمس للتوصل إلى تسوية سياسية للحرب الدائرة في البلاد منذ تسع سنوات، لكن آمال إحراز تقدم تراجعت بشكل أكبر بعدما هاجمت قوات كوماندوز تابعة لحركة طالبان مؤتمر سلام بالصواريخ والنيران.

وشددت الإجراءات الأمنية حول العاصمة بعد يوم من قيام مسلحي طالبان بإطلاق الصواريخ وتنفيذ الانتحاريين لهجمات في موقع المجلس الذي يعرف بـ«جيرجا سلام» بعد افتتاحه بدقائق. ولم توقف الاعتداءات انعقاد المجلس ولكنها أرسلت رسالة واضحة تفيد بأن المسلحين ليسوا مهتمين بمباحثات السلام.

وافتتح الرئيس الأفغاني حميد كرزاي المؤتمر التقليدي لزعماء القبائل (جيركا) أمس بينما سقطت الصواريخ في مكان قريب من السرادق الذي يعقد فيه الاجتماع. ويأمل الرئيس الأفغاني في الحصول على تأييد وطني لخططه الرامية إلى السعي للمصالحة مع طالبان قبل انسحاب أميركي مقرر اعتبارا من 2011.

وتناقش الوفود مسودة تتألف من 36 صفحة كان الرئيس حميد كرزاي قد قدمها بشأن خطة المصالحة. وقال جول أغا أحمدي المتحدث باسم الجيركا إنه تم تقسيم الوفود إلى 28 لجنة ومن المقرر أن يناقشوا المسودة خلال جلسات مغلقة. ولن يسمح لوسائل الإعلام بتغطية المباحثات اليوم.

ودعا كرزاي خلال افتتاحه لأولى جلسات المؤتمر أول من أمس الأربعاء طالبان إلى إلقاء السلاح، حيث تعهد بأن تعمل حكومته على دمجهم في الحياة المدنية.

ومع ذلك قال إن مسلحي طالبان الذي نفذوا هجمات ضد المدنيين والذين ينتمون لتنظيم القاعدة لن يتم العفو عنهم ولا التصالح معهم. ودعا كرزاي المندوبين للتوصل لاقتراحات تؤدي لإحلال سلام دائم في البلاد. وفي سرادق مقام في غرب العاصمة الأفغانية كابل انكب المبعوثون وكثير منهم ملتحون يرتدون العمامات الأفغانية التقليدية على استكمال قرار بشأن خطة السلام المقترحة. وانقسم أول من أمس مؤتمر الجيركا الذي استمر رغم هجوم طالبان إلى 28 مجموعة أصغر لمناقشة اقتراحات السلام التي تقدم بها كرزاي ورفع تقارير للرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني الذي عين رئيسا للجيركا.

وتشمل المقترحات إدماج مقاتلين من طالبان مرة أخرى في المجتمع من خلال توفير الوظائف وحوافز نقدية والمصالحة مع شخصيات بارزة في الحركة وتقديم عرض لهم باللجوء إلى دولة إسلامية ورفع أسمائهم من قائمة سوداء تابعة للأمم المتحدة.

وقال محمد شاه الذي يرأس إحدى المجموعات الثمانية والعشرين: المداولات الرئيسية بدأت حول كيفية توصلنا إلى صيغة للسلام لإجراء محادثات مع طالبان. لكن حتى وإن حصل كرزاي على دعم 1600 مبعوث من مختلف أنحاء أفغانستان يشاركون في اجتماع الجيركا فإنه لن يكون سوى دعم رمزي، لأن طالبان تعهدت بالمضي قدما في تمردها الذي بدأ بعد الإطاحة بحكومتها في غزو أميركي أواخر عام 2001 ووصل أخيرا إلى ذروته لحين انسحاب كل القوات الأجنبية من أفغانستان.

وقال جوشوا فوست المحلل المستقل الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له والمتخصص في شؤون أفغانستان وآسيا الوسطى: «الجيركا هي في الأغلب مجرد استعراض. إنهم يفعلون هذا كل بضع سنوات وهم لا يغيرون شيئا». ويقول منتقدون أيضا إن المؤتمر يعج بمبعوثين من أنصار كرزاي ولذلك لا تعكس قراراته الأطياف المختلفة القبلية والسياسية والجغرافية في أفغانستان. وكان خمس المحتشدين في السرادق من النساء، في تقدم كبير عن وضعهن تحت حكم طالبان الذي سقط عام 2001. وجلست النساء بعباءاتهن التقليدية في مكان منفصل عن الرجال في السرادق الكبير ثم اندمجوا معا في غرف الاجتماعات لمناقشة القضايا المطروحة. وقال مبعوثون إن قضية شائكة مثل وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان قد تثار أيضا في مؤتمر الجيركا حتى على الرغم من معارضة كرزاي المعروفة لأي نقاش في هذا الأمر خلال هذه المرحلة.