كوريا الشمالية: الحرب قد تندلع في أي لحظة

سيول مترددة في إحالة ملف السفينة إلى مجلس الأمن

TT

حذرت كوريا الشمالية أمس من اندلاع حرب في شبه الجزيرة الكورية «في أي لحظة»، بسبب التوتر مع سيول بشأن إغراق سفينة حربية كورية جنوبية. وقال ري جانغ جون، نائب سفير كوريا الشمالية في جنيف في كلمة أعدت لإلقائها في مؤتمر بشأن نزع الأسلحة تحت رعاية الأمم المتحدة: «الموقف الحالي في شبه الجزيرة الكورية خطير للغاية إلى درجة أن حربا قد تندلع في أي لحظة».

وجاء هذا فيما أبدت كوريا الجنوبية ترددا في إحالة ملف إغراق السفينة إلى مجلس الأمن الدولي. وتتهم كوريا الجنوبية بيونغ يانغ بضرب السفينة «تشيونان» بطوربيد في مارس (آذار) الماضي، مما أسفر عن مقتل 46 بحارا، وتعهدت بإحالة القضية إلى مجلس الأمن. وبعد اجتماع مع الرئيس الحالي لمجلس الأمن، السفير المكسيكي بالأمم المتحدة كلود هيلر، صرح نائب وزير خارجية كوريا الجنوبية تشون يونغ وو، للصحافيين الليلة قبل الماضية بأن سيول لم تتخل عن اعتزامها إحالة القضية إلى المجلس. وأضاف تشون متحدثا عن اجتماعه مع هيلر: «بحثت أمر الوقت الملائم لإحالة هذه القضية إلى مجلس الأمن. وهذا يتوقف على جدول المجلس». وعندما سئل عن الموعد الذي سيقدم فيه خطابا يطلب فيه رسميا من المجلس النظر في القضية، أجاب تشون: «في وقت ما». وأردف قائلا: «علينا أن نعرف ما هو أفضل وقت لبدء المشاورات حول هذه القضية. عندما يكون المجلس مستعدا للنظر في هذه المسألة، سنقدم الخطاب حينئذ». ونفى تشون أن تكون كوريا الجنوبية تتعمد تأخير تقديم طلبها إلى المجلس لبحث واقعة إغراق السفينة. كما رفض التعليق على موقف الصين.

ورفضت الصين، وهي أكبر شريك تجاري لكوريا الشمالية، وهي التي خاضت الحرب إلى جانب الشمال في الحرب الكورية (1950 - 1953)، علانية أن تنضم إلى الإدانة الدولية لبيونغ يانغ، قائلة إنها ما زالت تقيم الأدلة. ويقول دبلوماسيون في المجلس طلبوا عدم نشر أسمائهم، إن الصين التي تتمتع بحق الفيتو في المجلس والحليف الرئيسي لكوريا الشمالية، أوضحت أن بكين تفضل عدم طرح المسألة في الأمم المتحدة. ويقول دبلوماسيون غربيون إن الصين لن توافق على فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، في الوقت الذي تبدو فيه سيول مصرة على جعل المجلس يوافق - على الأقل - على شكل من أشكال توجيه اللوم إلى كوريا الشمالية.

وخلال قمة ثلاثية بين اليابان والصين وكوريا الجنوبية مؤخرا، تفادى رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو، الضغوط لتوجيه اللوم إلى كوريا الشمالية وبدلا من ذلك حث دول الجوار على تهدئة التوترات التي سببها غرق السفينة وتجنب أي اشتباك ربما يهز آسيا. ولم يذكر ون كوريا الشمالية بالاسم كما أنه لم يعط مؤشرا مؤكدا على أن الصين ستقبل أي جهود لجعل مجلس الأمن الدولي يدين كوريا الشمالية أو يفرض عليها عقوبات.

وفي سياق متصل، حقق الحزب المعارض الرئيسي في كوريا الجنوبية فوزا مفاجئا في الانتخابات المحلية التي اعتبرت بمثابة اختبار مهم لشعبية أداء حكومة الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك. وذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء، نقلا عن تقارير اللجنة الانتخابية، أن الحزب الديمقراطي الليبرالي فاز بـ7 مناصب من أصل 16 منصبا لعمد المدن الكبرى وحكام الأقاليم، بينما حصل حزب الوطن الكبير (الحاكم) على 6 مناصب. وجرى التنافس خلال الانتخابات المحلية على شغل نحو 4000 منصب، بما فيها حكام الأقاليم والعمد وأعضاء مجالس البلديات ورؤساء التعليم. وجاءت الانتخابات في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة التوترات في شبه الجزيرة الكورية بسبب حادثة إغراق السفينة «تشيونان».

وقالت اللجنة المركزية لإدارة الانتخابات إن نسبة المشاركة الانتخابية في انتخابات أول من أمس بلغت 54.4 في المائة، فيما يعد أعلى مستوى لها منذ 15 سنة، وذلك على الرغم من المخاوف من تزايد عدم الاهتمام بالسياسة على وجه الخصوص بالنسبة إلى الناخبين الشباب.