إرجاء مباحثات قبرص بسبب خلاف حول «أسس التفاوض»

الأمم المتحدة تعين أميركية مبعوثة جديدة للجزيرة المقسمة

TT

ألغى الرئيس القبرصي ديمتريس خريستوفياس اجتماعا كان مقررا أمس في إطار مفاوضات إعادة توحيد جزيرة قبرص مع الزعيم القبرصي التركي درويش إيروغلو بعدما أبدى الأخير «شكوكا حول أسس المباحثات». وقال خريستوفياس للصحافيين «بعد التصريحات العلنية التي أدلى بها إيروغلو والتي أبدى فيها شكوكا حول أسس المباحثات، رأيت أننا نواجه اليوم مأزقا وأزمة». وأضاف «قلت إنه قد يكون من الأفضل تفادي اجتماع مع إيروغلو لأنه لا يمكننا الجلوس إلى طاولة مفاوضات والتحدث كما لو أن شيئا لم يحصل».

وبهدف تفادي حصول حادث دبلوماسي، انتقل خريستوفياس مع ذلك إلى المنطقة التي تخضع لسيطرة الأمم المتحدة في نيقوسيا حيث تجري المباحثات، والتقى الزعيم القبرصي التركي لمدة 15 دقيقة، بحسب موفد الأمم المتحدة إلى قبرص ألكسندر داونر.

وكان إيروغلو الذي انتخب رئيسا لجمهورية شمال قبرص التركية، التي لا تعترف بها سوى أنقرة، أكد أول من أمس في بيان أنه يؤيد إعادة توحيد الجزيرة على قاعدة فيدرالية من منطقتين وطائفتين، لكنه لا يقبل مبدأ سيادة واحدة كما تريد جمهورية قبرص المعترف بها دوليا. وهذا الموقف يتناقض مع موقف سلفه محمد علي طلعت الذي أطلق معه خريستوفياس المفاوضات في سبتمبر (أيلول) 2008.

وأعلن خريستوفياس: «سنجد حلا إذا احترمنا التعهدات التي قطعها المتحاوران السابقان، وإلا، لن نتوصل إليه في ديسمبر (كانون الأول) المقبل ولا في أي ديسمبر»، في إشارة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي كان دعا الجانبين إلى التوصل لاتفاق قبل نهاية العام.

وكان بان كي مون وجه رسالة، إلى خريستوفياس وإيروغلو، بمناسبة استئناف الجولة الحالية من المفاوضات، وأكد فيها ضرورة «اغتنام هذه الفرصة للتوصل إلى اتفاق». وأعرب بان كي مون عن توقعه بإمكانية التوصل إلى اتفاق بين الجانبين خلال الأشهر المقبلة.

في غضون ذلك، عينت الأمم المتحدة الليلة قبل الماضية، الأميركية ليزا بوتنهايم مبعوثة خاصة جديدة إلى جزيرة قبرص المقسمة. وسترأس بوتنهايم وهي مسؤولة بالأمم المتحدة قوات حفظ السلام التابعة للمنظمة في قبرص، وهي من أقدم قوات حفظ السلام الدولية (أنشئت عام 1964)، وتضم حاليا ما يقل عن ألف فرد من الجنود والشرطة. وكانت أحدث مهام بوتنهايم رئاسة قسم الشرق الأوسط وغرب آسيا في الإدارة السياسية بالأمم المتحدة في نيويورك. وستتولى المهمة في قبرص خلفا للإثيوبي تاي بروك زرهون الذي شغل المنصب لعامين.

يشار إلى أن جزيرة قبرص مقسمة منذ يوليو (تموز) 1974 إثر اجتياح الجيش التركي قسمها الشمالي وذلك بعد انقلاب عسكري نفذه قوميون قبارصة يونانيون بدعم من أثينا، بهدف ضم الجزيرة إلى اليونان.