نتيجة انتخابات «الشورى» المصرية تكشف تضاؤل فرص الإخوان والبرادعي في المنافسة على الرئاسة

الصدارة للحزب الحاكم.. وفوز 4 أحزاب معارضة صغيرة.. وصدمة لخروج «الوفد»

TT

أسفرت نتيجة انتخابات مجلس الشورى المصري عن تضاؤل فرص القوى المستقلة في منافسة الحزب الحاكم لانتخابات الرئاسة القادمة، بعد أن فشلت في الحصول أمس على أي مقاعد تؤهلها لهذا الترشح، وعلى رأس هذه القوى جماعة الإخوان المسلمين، وجمعية الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ يحتاج أي مرشح مستقل للرئاسة سواء من الإخوان أو من جمعية البرادعي، لتزكية من 25 عضوا منتخبا في مجلس الشورى.

وبإعلان فوز أربعة أحزاب صغيرة بمقاعد في مجلس الشورى أمس سيكون من حقها المنافسة على انتخابات الرئاسة، سواء ترشح فيها الرئيس المصري حسني مبارك أو نجله جمال أو أي من قيادات الحزب الحاكم.

وأعرب المحلل السياسي الدكتور ضياء رشوان عن استغرابه لعدم فوز أي مرشح من حزب الوفد، أكبر أحزاب المعارضة الرسمية، قائلا إن فوز أحزاب معارضة صغيرة سيعطيها الحق في الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2011، مشيرا إلى أن خروج الإخوان وحزب الوفد من مجلس الشورى سيفتح الباب بشكل جدي لمقاطعة انتخابات مجلس في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

ووصف أمين عام الجماعة، الدكتور محمود حسين، لـ«الشرق الأوسط» الانتخابات التي جرى الاقتراع عليها يوم الثلاثاء الماضي، وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات نتائجها أمس، بأنها «كانت مثالا للتزوير والبلطجة»، مشيرا إلى أن الجماعة قامت بالطعن فيها.

وقال الحزب الحاكم إن عملية الاقتراع سارت سيرا طبيعيا، وامتنع المستشار انتصار نسيم، رئيس اللجنة العليا للانتخابات، أمس عن إعطاء «الشرق الأوسط» أي إفادات عن سير العملية الانتخابية واللغط الذي يدور حولها، خاصة من جانب المعارضين، وذلك بعد نحو ساعتين من إعلانه أن الحزب الوطني قد اكتسح انتخابات الشورى بحصوله على 60 مقعدا من بين 64 مقعدا.

وقالت اللجنة العليا للانتخابات أمس إن 20 مرشحا سيخوضون انتخابات الإعادة يوم الثلاثاء المقبل على 10 مقاعد في 5 محافظات، منهم 11 مرشحا للحزب الوطني و9 مستقلين، مشيرة إلى أن 14 مرشحا ينتمون للحزب الحاكم كانوا قد فازوا بالتزكية قبل يوم الاقتراع. وحسب نتيجة الانتخابات التي أعلنت أمس، فاز أربعة مرشحين من أربعة أحزاب معارضة هي حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، والحزب العربي الديمقراطي الناصري، وحزب الجيل الجديد، وحزب الغد (الجناح المنشق عن مؤسسه أيمن نور)، فيما لم يحقق أي من المستقلين، الذين يمكن أن تعول عليهم جماعة الإخوان أو جمعية البرادعي في تأييدهم للترشح للرئاسة لاحقا، أي مقاعد. ووصف الدكتور رشوان عدم فوز حزب الوفد بأي مقاعد لمرشحيه الـ12 بأنه ضربة قاسية، قائلا إن أحزاب المعارضة الصغيرة سيكون في مقدورها حسب الدستور الترشح للرئاسة، مشيرا إلى تضاؤل فرص المستقلين. ولم يفز أي مرشح من المرشحين المستقلين في انتخابات الشورى، بمن فيهم مرشحو جماعة الإخوان، التي تعتبر التيار المعارض الرئيسي في البلاد.

وقال الدكتور محمود حسين، أمين عام الجماعة، إن أيا من مرشحيها لم يفز في انتخابات الشورى، موضحا أن السبب في ذلك يرجع إلى «التزوير والبلطجة، وغلق اللجان أمام الناخبين، وعدم السماح لهم بالذهاب، ومنع المندوبين والوكلاء من دخول اللجان، وإحاطة هذه اللجان (الانتخابية) بالشرطة».

وعما إذا كان هناك إجراء قانوني ستقوم به الجماعة، قال الدكتور حسين «تقدمنا للمحاكم بدعاوى لوقف الانتخابات، وحصلنا على قرارات من المحاكم بوقف الانتخابات في بعض الدوائر لكن الحكومة لم تنفذها».

وحول ما إذا كانت هذه النتيجة تعتبر مؤشرا لما يمكن أن يحدث في انتخابات مجلس الشعب المقبل، قال الدكتور حسين «نحن مصرون على دخول الانتخابات، وكذلك أي انتخابات مقبلة، ومصرون على أن يمارس الشعب كل صلاحياته في إبداء رأيه مهما كانت أساليب الحكومة في منع الناس من الإدلاء بآرائهم».