تركيا تلوح بتخفيض علاقتها بإسرائيل إلى أدنى حد

نتنياهو يرفض إدخال السفينة الأخيرة إلى غزة

TT

قالت تركيا، أمس، إنها قد تقلص علاقتها بإسرائيل إلى «أدنى حد»، بعدما أدى مقتل 9 أتراك في هجوم شنته قوات كوماندوز إسرائيلية على سفينة مساعدات تركية يوم الاثنين إلى تدهور العلاقات بين البلدين إلى الأسوأ منذ توقيع الشراكة الاستراتيجية بينهما في التسعينات. وقال نائب رئيس الوزراء التركي، بولنت أرينج، إن اتفاقيات عسكرية واقتصادية بين بلاده وإسرائيل مطروحة حاليا للنقاش بعد الهجوم الإسرائيلي على السفينة مرمرة. وقال في مقابلة مع قناة «إن تي في»: «نحن جادون بشأن هذا الأمر. قد نعتزم خفض علاقاتنا مع إسرائيل إلى الحد الأدنى، لكن افتراض إنهاء كل العلاقات مع دولة أخرى على الفور والقول إننا حذفنا اسمكم تماما فإن ذلك ليس من عادة بلدنا».

وألغت تركيا، الدولة الإسلامية الوحيدة الحليفة لإسرائيل، بالفعل تدريبات عسكرية مشتركة كانت مقررة مع إسرائيل واستدعت سفيرها بعد مقتل النشطاء الأتراك الذين حاولوا كسر الحصار المفروض على غزة.

وقالت متحدثة باسم نشطاء على متن سفينة أخرى تحاول كسر الحصار إنها ستكمل رحلتها. وتعهدت إسرائيل، التي تواجه غضبا عالميا بسبب الغارة باعتراض سبيل السفينة راشيل كوري، التي تحمل اسم ناشطة أميركية قتلها جرار إسرائيلي في غزة عام 2003. وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قواته «بتوخي الحذر والتحلي بالكياسة» في التعامل مع السفينة التي من المتوقع أن تقترب من المياه قبالة غزة بحلول اليوم. ونقل مسؤول في مكتبه عن نتنياهو قوله في لقاء بكبار أعضاء مجلس الوزراء، أمس: «لن نسمح للسفينة بدخول غزة». وقال نتنياهو إن محاولات إقناع السفينة بالرسو في ميناء أسدود الإسرائيلي للتفتيش قوبلت بالرفض. وقال المسؤول في مكتبه إنه أمر أيضا القوات الإسرائيلية بالتحلي «بالحذر والكياسة» في معاملة السفينة لتفادي الإضرار بأي ركاب. وقال مسؤولون إن نتنياهو يدرس شكلا من دور دولي في تنفيذ حظر على السلاح على غزة مع السماح بدخول السلع المدنية، لكنه رفض الإدلاء بأي تفاصيل. وتقول إسرائيل إن حصارها ضروري لمنع وصول صواريخ إلى مقاتلين يطلقونها على إسرائيل من غزة.

وأعلن منظمو «أسطول الحرية» إنهم فقدوا الاتصال مع سفينة الشحن راشيل كوري، وقالت أودري بومسي، المتحدثة باسم حركة «غزة الحرة»، لوكالة الصحافة الفرنسية: «لقد فقدنا كل اتصال مع السفينة. ونفترض أن الأمر ناجم عن عملية تشويش إسرائيلية». وأضافت: «سنقتاد راشيل كوري إلى ميناء ليصعد على متنها المزيد من الشخصيات، وسنصر على أن يرافقنا صحافيون من العالم بأسره».

إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء المقال، إسماعيل هنية أن حكومته لن تستقبل مساعدات «أسطول الحرية» إلا بعد الإفراج عن كل المعتقلين والمتضامنين الذين كانوا على متن القافلة. وكان الجيش الإسرائيلي قال إن حماس، رفضت استقبال شحنة من المساعدات الإنسانية التي كانت تحملها قافلة «أسطول الحرية»، إلى سكان القطاع، ومن بينها أدوية وملابس وبطاطين وبعض الأدوات الطبية وألعاب الأطفال وكراسي المعاقين.

وقال هنية خلال خطبة الجمعة في المسجد العمري في مدينة غزة: «لن نستقبل المساعدات إلا بعد الإفراج عن المتضامنين كافة، لأننا لا نبحث عن ملء بطوننا بلى نبحث عن كسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة». واعتبر هنية أن «غزة انتصرت على سياسة الاحتلال في حصاره الجائر على قطاع غزة، وفضحت سياسته الهمجية والتعسفية بحق أهل القطاع غزة المحاصر». وأضاف: «غزة الآن تعيش انتصارا حقيقيا بفعل الأبطال والشهداء». ووصف هنية النهج التركي تجاه كسر الحصار بـ«الشجاع»، ودعا الأمة العربية والإسلامية بالسير على النهج التركي.

وقال هنية: «إن الاعتداء الإسرائيلي على (أسطول الحرية)، شكل نقطة تحول في التاريخ الفلسطيني من حيث كسر الحصار وتأليب الرأي العام العالمي ضد إسرائيل». وأضاف: «إن يوم الاعتداء على سفن (أسطول الحرية) في عرض البحر سيكون يوما لبداية نزع وجه الاحتلال الإسرائيلي وتقهقر مشروعه، وفقدان شرعيته وأهليته، وكذلك تعريته أمام العالم أجمع». وتابع: «اليوم هناك تحولات كبرى على صعيد الأمة والعالم أجمع في سياسة تعاملها مع الاحتلال الإسرائيلي».

ومضى يقول: «هذه القافلة جعلت عدة حقائق تظهر، أولها أن تاريخ 15 مايو (أيار) كان بداية الشرعية للكيان الصهيوني، وبداية النكبة، لكن 31 مايو كان وسيكون بداية التقهقر للعدو الصهيوني وزوال دولته بإذن الله رب العالمين». وطالب هنية بـ«محاكمة قادة الاحتلال وتقديمهم للمحاكم الدولية على جرائمهم في حق أهل غزة، ومتضامني (أسطول الحرية)»، كما دعا إلى تنظيم سفن بحرية أخرى لكسر الحصار، «وعدم الخوف من التهديدات الإسرائيلية». وعقب هنية على قرار مصر فتح معبر رفح للمساعدات الإنسانية، قائلا: «تابعنا هذا الموضوع بارتياح وما زلنا نؤكد على ضرورة أن يكون فتح معبر رفح فتحا حقيقيا كاملا غير منقوص وبلا شروط».