«حماس دمشق» تدعو أبو مازن لزيارة القطاع.. و«حماس غزة» غير متحمسة

وفد رئاسي يزور غزة هذا الأسبوع من دون الرئيس الفلسطيني

TT

في وقت يتحضر فيه وفد رئاسي فلسطيني من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح، ومستقلين، لزيارة قطاع غزة هذا الأسبوع، بقرار من الرئيس الفلسطيني محمود عباس في محاولة لإنهاء الانقسام والتوصل إلى اتفاق مصالحة، اختلفت قيادتا حركة حماس في دمشق وغزة حول دعوة الرئيس نفسه إلى زيارة القطاع.

فبينما وجهت قيادة حركة حماس في دمشق دعوة إلى عباس لزيارة قطاع غزة، معتبرة أن هذه الخطوة ستكون «كسرا للحصار ونهاية للانقسام الفلسطيني»، بدت قيادة الحركة في قطاع غزة غير مرحبة بزيارة أبو مازن الذي كان قال لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق إنه لا يخطط أصلا لمثل هذه الزيارة الآن. ووجه نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق دعوة لأبو مازن لزيارة غزة، وخاطبه قائلا في مهرجان في دمشق: «اذهب إلى غزة وافتتح المجلس التشريعي الفلسطيني موحدا وهذه ستكون أولى خطوات ليس فقط كسر الحصار بل نهاية هذا الانقسام الفلسطيني». وأضاف أبو مرزوق الذي كان يتحدث في دمشق في مهرجان «التضامن الشعبي المناهض للصهيونية والإمبريالية لكسر الحصار المفروض على غزة»، «هل تملك الشجاعة يا أبو مازن لتفعل ذلك، اذهب واكسر الحصار وقم بإنهاء الانقسام». واعتبر نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، «أن الطريق إلى غزة يا أبو مازن أقصر مما تظن والمصالحة أسهل مما تطالب به، لقد ذهب القريب والبعيد، الحبيب والخصم إلى أرض غزة وخاصة بعد العدوان فما بالك تطالب بالمصالحة وأنت في بلد محتل». وجاءت دعوة أبو مرزوق لأبو مازن بعد جدل داخل حماس في غزة حول جدوى زيارة أبو مازن إلى غزة، أو حتى زيارة الوفد عالي المستوى الذي قرر إرساله إلى هناك. وكان أبو مازن أكد قبل يومين، أن القيادة قررت إرسال وفد على أعلى المستويات إلى غزة لإتمام المصالحة، وقال في افتتاح مؤتمر الاستثمار في بيت لحم «لا أعتقد أن هناك فرصة أهم وأكبر من هذه الفرصة، نحن مفرقون، وهناك انقسام فلسطيني، لماذا لا نوحد أنفسنا؟ وهذه فرصة علينا أن نستغلها». وأضاف «طلبنا من منيب المصري (رجل الأعمال الفلسطيني) باعتباره ذهب أكثر من مرة وحاول أكثر من مرة، لكي يقود وفدا إلى غزة».

وتمنى أبو مازن أن تكون الأنباء التي سمعها حول رفض حماس لفكرة توجه الوفد إلى غزة غير صحيحة، وقال «أرجو ألا تكون الأخبار التي سمعتها حول رفضهم استقبال الوفد صحيحة، وإن كان ذلك قد حصل فعلا فهذا عيب، لأن الوفد أساسا سيذهب إلى بلده وليس بحاجة إلى تصريح أو موافقة، تعالوا إلى كلمة سواء إلى الوقوف بجانب بعضنا البعض والسير في مسيرتنا إلى النهاية حتى بناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، سنستمر في الدعوة من أجل المصالحة الوطنية الفلسطينية، والوقت ليس وقت التحفظات أو التساؤلات، الوطن أكبر بكثير من هذا التحفظات».

وأكد أمس، رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري، أنه أنهى كافة الترتيبات لزيارة وفده إلى القطاع. لكن قيادة حماس في القطاع لم تبدِ حماسا لزيارة وفد المصالحة، وكان القيادي في حماس صلاح البردويل اعتبر «مثل هذه الزيارات تهدف إلى المراوغة من دون وجود رغبة حقيقية في التوصل للمصالحة». ةأما القيادي البارز محمود الزهار، فاعتبر أن زيارة الوفد لن تسهم في تحريك المياه الراكدة، بل وصف تدخل أطراف من خارج الحركتين بأنه لا يسهم في تعزيز المصالحة بقدر ما يعقدها. وفي حال تمت زيارة الوفد الرئاسي الحالي إلى غزة، ستكون هذه المرة الأولى التي يصل فيها وفد رسمي من السلطة الفلسطينية لمحاورة حماس في غزة منذ بدء سيطرتها على القطاع في يونيو (حزيران) 2007، وكان بعض قادة فتح زاروا القطاع بشكل فردي في أوقات سابقة من دون حدوث اختراقات. وتقول حماس إن زيارة هذا الوفد إلى غزة ستنتهي بـ«وقعوا على الورقة المصرية» وترفض حماس التوقيع على الورقة المصرية كما هي بدعوى أنها تعرضت لتغييرات غير متفق عليها، فيما وقعت عليها حركة فتح. وأجلت القاهرة جلسات الحوار الفلسطيني بعد رفض حماس التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، واشترطت مصر التوقيع على ورقة المصالحة ومن ثم الأخذ «بتحفظات» الفصائل ومناقشتها عند التنفيذ، الأمر الذي رفضته حماس. أما حول موقف حماس من زيارة أبو مازن نفسه للقطاع، إذا ما أراد ذلك، فجاهر الزهار بصعوبة ذلك، قائلا إن مشكلات لها علاقة بالدماء التي أزهقت عام 2007 إبان الاقتتال الداخلي يجب أن تحل أولا قبل زيارة عباس إلى القطاع.