مجلس القبائل الأفغاني يوصي بمحادثات سلام مع طالبان

دعوة كرزاي تشمل تقديم أموال وحوافز عمل إلى مقاتلي طالبان والترتيب للجوء قادة الحركة لدول صديقة

مندوبون أفغان يناقشون التوصيات الجديدة لمؤتمر «جيركا السلام» في العاصمة كابل أمس (رويترز)
TT

في آخر أيام المؤتمر التقليدي لزعماء القبائل في أفغانستان «جيركا السلام»، وجه المئات من زعماء وشيوخ القبائل الأفغانية أمس الدعوة رسميا إلى السلام مع حركة طالبان، في ما اعتبروه الفرصة الأخيرة لإنهاء حرب اندلعت قبل تسع سنوات. ودعا الرئيس الأفغاني حميد كرزاي إلى عقد الـ«جيركا» لكسب تأييد شعبي لخطة سلام تشمل عرض العفو وتقديم أموال وحوافز عمل إلى مقاتلين من طالبان، والترتيب للجوء قادة الحركة لدول إسلامية صديقة. وقال منظمو الـ«جيركا» إن المشاركين فيها الذين اختيروا ليمثلوا القبائل الأفغانية والأطياف السياسية والجغرافية المختلفة في البلاد توصلوا إلى توافق واسع في الآراء على أنه لا بديل عن السعي للسلام مع طالبان لأنه ليس بمقدور قوات حلف شمال الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة ولا الجيش الأفغاني الضعيف ضمان الأمن للأفغان. وقال جول أغا أحمدي، وهو متحدث باسم الـ«جيركا»: «أنهت اللجان مناقشاتها، وآمل أن تتحد، ثم سيعلن قرار في وقت لاحق اليوم للموافقة عليه».

واجتمع مرة أخرى المبعوثون المشاركون في الـ«جيركا» في السرادق الكبير الذي يعقد فيه المؤتمر، وبدأوا في تقديم توصياتهم لتحقيق السلام. وبينما لم تتم بلورة أي قرارات في شكلها النهائي في اليوم الأخير للمؤتمر الذي استغرق ثلاثة أيام، فإن الكثير من المندوبين البارزين فيما يطلق عليه مجلس جيركا للسلام قالوا إن المشاركين البالغ عددهم أكثر من 1600 رجل وامرأة يمثلون كل طوائف الشعب في البلاد، توصلوا إلى اتفاق جماعي في الرأي على أن المفاوضات هي السبيل الوحيد لإنهاء الحرب في الدولة الواقعة في آسيا الوسطي. وقال المندوب الملا تاراخيل محمدي «يبدو أننا توصلنا في النهاية إلى وسيلة في هذا المؤتمر لبدء مفاوضات مع مجموعات المعارضة». وقال مولاوي عبد المجيد، وهو نائب أفغاني من إقليم بدخشان «الكل يريد السلام، لكن هناك اختلافا بسيطا حول آلية المضي قدما وبدء العملية. البعض لا يريد شروطا مسبقة، بينما يضغط البعض لوضع شروط مثل عدم تعديل الدستور ولا حقوق المرأة ولا الديمقراطية». وتحرص الحكومة الأفغانية على المكاسب التي حققتها منذ الإطاحة بحكومة طالبان عام 2001، وعلى ألا تتضرر الحريات المدنية وحقوق المرأة في أي مبادرة تعرض على طالبان. لكن لم تبد إشارات تذكر على أن طالبان التي أصبحت قوة قتالية قوية منذ أن أطاحت بها من الحكم عام 2001 قوات تدعمها الولايات المتحدة مستعدة للاستجابة إلى عرض السلام. وهاجمت الحركة الأربعاء افتتاح الـ«جيركا» بالصواريخ وإطلاق النيران أثناء كلمة كرزاي في السرادق الذي أقيم غرب العاصمة.