مصادر يمنية لـ«الشرق الأوسط»: اعتقال أفارقة وآسيويين بتهمة الإرهاب

قالت إن معظمهم يرتبط بالنيجيري الذي حاول تفجير طائرة أميركية والصومالي موبايلي

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر حقوقية يمنية أن أجهزة الأمن اليمنية تعتقل عددا من الأجانب على خلفية الاشتباه بصلتهم بالإرهاب, وكشفت المصادر أن المعتقلين ينتمون إلى جنسيات عربية وآسيوية وأفريقية، وقالت إن بين المعتقلين5 نيجيريين و4 من بنغلادش وغيرهم.

ووفقا لمعلومات المصادر الحقوقية فإن معظم المعتقلين طلاب يدرسون اللغة العربية في اليمن، في حين أكدت المصادر أن رئيس الجالية النيجيرية في اليمن ضمن المعتقلين لدى جهات الأمن السياسي (المخابرات).

وفي حين تلتزم السلطات اليمنية الصمت إزاء المعلومات التي تفيد بوجود معتقلين يحملون الجنسية البريطانية، نفى مصدر في منظمة «هود» الحقوقية اليمنية وجود معلومات أو بلاغات لدى المنظمة بخصوص معتقلين بريطانيين، لكنه أكد وجود معتقلين يحملون الجنسيات الأسترالية والنيجيرية والبنغالية. وكانت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية قالت أمس إن هناك معتقلين يحملون الجنسية البريطانية.

وتقول مصادر محلية إن الاعتقالات في صفوف الأجانب تمت في أعقاب العملية الإرهابية الفاشلة للشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، وتؤكد المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن معظم المعتقلين كانوا يرتبطون بصلة بعبد المطلب، وكذا بالأميركي من أصل صومالي شريف موبايلي، الذي يمثل أمام القضاء اليمني بتهمة الانتماء إلى «القاعدة»، وقتل وجرح عدد من الضباط والجنود اليمنيين.

وأميط اللثام، قبل أيام، عن قيام جهاز المخابرات اليمني باعتقال مواطنة أسترالية منذ منتصف شهر مايو (أيار) الماضي، للاشتباه في صلتها بنساء متشددات ومشتبه بعلاقتهن بالإرهاب.

وكان عمر الفاروق عبد المطلب الذي يحاكم أمام القضاء الأميركي اتضح، بعد محاولته الفاشلة لتفجير طائرة أميركية عشية عيد الميلاد العام الماضي، أنه انطلق لتنفيذ مهمته من الأراضي اليمنية، وأن تنظيم القاعدة في اليمن جنّده ودرّبه للقيام بتلك العملية الإرهابية الفاشلة، ثم اتضح أنه كان على صلة بالمتشدد الأميركي من أصل يمني أنور العولقي، المختبئ حاليا في جبال محافظة شبوة في جنوب اليمن، في حماية قبائل العوالق التي ينتمي إليها.

ومن خلال سيناريو الأحداث التي جرت في اليمن والولايات المتحدة أواخر العام الماضي ومطلع العام الجاري، والمتمثلة في حادثتي الشاب النيجيري والضابط الأميركي من أصل فلسطيني نضال مالك حسن، الذي قتل 13 من زملائه في قاعدة «فورت هود», اتضح صلة الرجلين بالعولقي، ولعل ذلك ما دعا الولايات المتحدة إلى المطالبة برأس العولقي حيا أو ميتا باعتباره «خطرا على الأمن القومي الأميركي».

وأعلن اليمن مؤخرا على لسان رئيس وزرائه الدكتور علي محمد مجور، رفضه لقتل العولقي على أراضيه، رغم أن الأخير نجا، قبل أشهر، من غارة جوية استهدفت منطقة كان يوجد فيها. وفي الوقت الذي تشدد الولايات المتحدة على ضرورة اعتقال أو قتل العولقي، فإن اليمن يرفض تسليمه لواشنطن ويطالبها بأدلة لمحاكمته. وقالت مصادر أميركية، اليومين الماضيين، إن واشنطن وسعت من أنشطتها لمحاربة الإرهاب في العالم عموما، وتحديدا في اليمن الذي يعتقد أنه بات ملجأ آمنا لتنظيم القاعدة، وقد زادت الإدارة الأميركية مؤخرا من حجم مساعداتها ضد الإرهاب و«القاعدة».

وكانت آخر عملية إرهابية لـ«القاعدة» في اليمن وقعت في الـ26 من أبريل (نيسان) الماضي، حيث استهدف مهاجم انتحاري موكب السفير البريطاني بصنعاء، تيم تورولوت، الذي نجا من العملية التي أعقبتها حملة اعتقالات في صفوف مشتبهين بالانتماء إلى «القاعدة».

ويؤكد اليمن تمسكه ومضيّه في الحرب على الإرهاب، وكانت آخر عملية جوية استهدفت، الأسبوع الماضي، المطلوب عايض الشبواني في منطقة وادي عبيدة بمحافظة مأرب شرق البلاد، غير أن الغارة أخطأت هدفها وقتلت نائب محافظ المحافظة جابر الشبواني.