القائد العسكري الأميركي: «القاعدة» في العراق فقدت الاتصال بقيادتها المركزية في باكستان

الجنرال أوديرنو: قتلنا أو أسرنا 34 من أصل 42 قائدا كبيرا في التنظيم

TT

شكك الجنرال راي أوديرنو، قائد القوات الأميركية في العراق، للصحافيين في واشنطن أول من أمس في قدرة تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين على إعادة تنظيم صفوفه بعد الانتكاسات التي مني بها مؤخرا. وكشف أوديرنو عن قتل أو أسر 34 من أصل 42 من كبار مسؤولي التنظيم في عمليات قامت بها القوات الأميركية والعراقية.

وحسب أوديرنو فإن «القاعدة» في العراق ما عادت قادرة على الاتصال بالقيادة المركزية للتنظيم في باكستان وأنها ستواجه صعوبات خلال محاولتها تعيين قيادات جديدة في إطار جهودها لإسقاط الحكومة العراقية وتأسيس ملاذات جديدة. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن أوديرنو قوله «أعتقد أنهم يعانون في الوقت الحالي وسيكون من الصعوبة بمكان بالنسبة لهم مواصلة تجنيد أفراد جدد». وأضاف أن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أعلن عن تعيين قادة جدد لكن لم يتم التأكد مما إذا كانت الأسماء التي جرى الإعلان عنها هي لأشخاص حقيقيين أم لا.

وترجع النجاحات الأخيرة في اعتقال وتصفية قادة المجموعة الإرهابية في العراق التي تحالفت مع «القاعدة» إلى النجاح في تحقيق اختراق فيما يعتقد أنه مقر لعمليات الجماعة في الموصل، شمال العراق، الذي سمح للأميركيين والعراقيين بالحصول على رؤية أوضح لكيفية إدارة الشبكة. وقال أوديرنو «اعتقلنا الكثير من قادة (القاعدة) ممن يقومون بعمليات التمويل والتخطيط والتجنيد.. وقد تمكنا من اختراق الشبكة». وكانت معلومات استخبارية قد أسهمت في أبريل (نيسان) في مساعدة الجيش على قتل أبو حمزة المهاجر المصري الجنسية والمعروف بأبو أيوب المصري وحامد داود محمد خالد الزاوي زعيم دولة العراق الإسلامية والملقب بأبو عمر البغدادي.

من ناحية ثانية، أكد أوديرنو أن انسحاب قوات بلاده من العراق وتقليص الوجود الأميركي إلى 50 ألف جندي بحلول نهاية أغسطس (آب) المقبل يسير وفق الجدول الزمني المحدد.

وأكد أن وتيرة الانسحاب لن تتباطأ بسبب المفاوضات الجارية بين القادة العراقيين لتشكيل حكومة جديدة في أعقاب الانتخابات التي أجريت في السابع من مارس (آذار) الماضي، حسبما أوردته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ). وأضاف أوديرنو الذي يستعد لمغادرة العراق في وقت لاحق من العام الحالي ليتولى منصبا جديدا في وزارة الدفاع الأميركية «نحن ماضون في خطتنا». وأطلع أوديرنو الرئيس باراك أوباما على آخر المستجدات يوم الأربعاء الماضي. وقال إن العدد المتبقي من الجنود الأميركيين في العراق يبلغ حاليا 88 ألفا وهو ما يقل عن عدد القوات الأميركية في أفغانستان، التي تحتل أولوية قصوى لدى إدارة الرئيس أوباما. وكان أوباما قد أمر بإنهاء الدور القتالي للقوات الأميركية بحلول نهاية أغسطس المقبل، وستتبقى قوة قوامها 50 ألف جندي لمواصلة تدريب وتقديم المشورة لقوات الأمن العراقية. ومن المقرر أن تغادر جميع القوات الأميركية العراق بحلول نهاية عام 2011.

وأوضح أوديرنو أن الجيش يسبق الموعد المقرر فيما يتعلق بشحن المعدات خارج العراق وفيما يتعلق بتسليم القواعد إلى الحكومة العراقية.

إلى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن أوديرنو قوله إنه يتوقع أن تلبي الولايات المتحدة طلبا قدمه العراق منذ فترة طويلة للحصول على طائرات مقاتلة من طراز «إف - 16» متعددة المهام التي تصنعها شركة «لوكهيد مارتن» ولكن ليس بالسرعة التي كانت تسعى إليها بغداد. وقال «ما زلنا نبحث هذه المسألة». وتلزم القوات الجوية الأميركية الصمت منذ شهور بشأن وضع تقييم أجرته العام الماضي حول احتياجات الدفاع الجوي العراقي وإذا ما كانت ستوصي ببيع طائرات مقاتلة «إف - 16». وطبقا لبرنامج الحكومة الأميركية للمبيعات العسكرية لحكومات أجنبية فإن نقل مثل هذه الأسلحة يخضع لموافقات من وزارتي الدفاع والخارجية بالإضافة إلى الكونغرس. وقال أوديرنو إن الولايات المتحدة لن تلبي الطلب العراقي قبل الانتهاء المقرر للانسحاب التدريجي للقوات الأميركية في نهاية العام المقبل. وأضاف «ستكون هذه عملية متطورة بشكل تدريجي خلال السنوات الكثيرة المقبلة».

وكان وزير الدفاع العراقي عبد القادر جاسم أعلن في يوليو (تموز) أن العراق لديه بدائل كثيرة لتأمين مثل هذه الطائرات إذا لم تزوده الولايات المتحدة بطائرات «إف - 16». وقال إنه يتعين على العراق امتلاك الطائرات المناسبة لحماية الأجواء العراقية في 2011 وإنه سيحصل عليها من أي مكان يستطيع الحصول عليها منه. إلى ذلك، أكد قائد شرطة محافظة البصرة أن الأجهزة الأمنية في المراحل الأخيرة من تنظيف المحافظة من تنظيم القاعدة بعد القبض على عدد من عناصره القيادية. وقال اللواء الركن عادل دحام لـ«الشرق الأوسط» أمس: «بعد القبض على المدعو عدي علي معيوف آمر المجموعة التي نفذت تفجيرات يوم العاشر من الشهر الماضي وأسفرت عن مقتل 26 مدنيا وإصابة 225 بجروح وستة من أتباعه والقبض على المدعو محمد سلمان علي عيدان وهو زعيم تنظيم القاعدة في البصرة، إضافة إلى عدد من معاونيه ومن بينهم المدعو ضياء غازي شاكر وإحالتهم إلى القضاء، نسعى إلى تقصي كل آثار التنظيم ومن يتعاون معه أو يقدم لعناصره التسهيلات بهدف اجتثاثه من المدينة». وأضاف أن «الموارد الاستخبارية وتعاون الأهالي مع أجهزة الشرطة ضيقت الخناق على الإرهابيين المحليين وحتى القادمين من محافظات أخرى بقصد العبث بالأمن وترويع السكان».