اليمن: اغتيال قائد عسكري.. وقيادي في «القاعدة» يسلم نفسه

مصادر محلية: الحوثيون يرتكبون «مجزرة» في حرف سفيان

TT

اغتال مسلحون مجهولون يعتقد انتماؤهم إلى تنظيم القاعدة، أمس، قائدا عسكريا في الجيش اليمني، في محافظة مأرب بشرق البلاد، في اليوم نفسه الذي سلم فيه أحد قيادات القاعدة نفسه إلى السلطات. وأطلق المسلحون وابلا من الرصاص على سيارة العقيد محمد صالح الشائف، أركان حرب «اللواء 315»، مما أدى إلى مقتله على الفور وإصابة حراسه الثلاثة بجروح خطرة، توفي أحدهم في وقت لاحق متأثرا بجراحه.

وعلى الرغم من أن السلطات اليمنية لم توجه أصابع الاتهام لأي جهة بالتورط في الحادث، فإن مصادر محلية تقول إن أصابع الاتهام تشير إلى تنظيم القاعدة الذي ينشط في المنطقة وسبق أن استهدف عددا من المسؤولين الأمنيين والعسكريين.

ونجحت، أمس، وساطة قبلية في إقناع أحد أبرز قادة تنظيم القاعدة في مأرب بتسليم نفسه، وقالت مصادر قبلية إن غالب عبد الله علي الزايدي (32 عاما) الملاحق منذ عدة سنوات، وصل إلى مبنى المحافظة وسلم نفسه، من دون الإعلان عن بنود الصفقة التي أبرمت معه.

وقال أحد أفراد أسرته لـ«الشرق الأوسط» إن الوساطة قادها محافظ المحافظة ناجي بن علي الزايدي، وهو ابن عم المطلوب، وكذا العميد عبد الله محمد الزايدي نائب قائد المنطقة العسكرية. وأضاف قريبه ردا على سؤال حول مدى علاقة غالب الزايدي بتنظيم القاعدة، أنه «ليس من الجيل الذي سافر للجهاد في أفغانستان، ولكنه متأثر بفكر (القاعدة) وكان على علاقة بأبو علي الحارثي وأبو عاصم المكي»، وهما من قيادات «القاعدة» البارزة.

وسبق أن اعتقل الزايدي 3 سنوات بتهمة إيواء مطلوبين من «القاعدة» أبرزهم محمد حمدي الأهدل أو أبو عاصم المكي، الذي كان يعد المسؤول المالي لتنظيم القاعدة في اليمن واعتقل قبل عدة سنوات أثناء زواجه بامرأة جديدة. أما الشخص الآخر الذي كان الزايدي يرتبط به، فهو قائد سالم طالب سنيان الحارثي، المكنى بأبو علي الحارثي، الذي كان يعد الرجل الأول في تنظيم القاعدة باليمن، قبل أن يلقى حتفه مع 5 من حراسه في صحراء مأرب في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2002 بصاروخ أطلقته طائرة أميركية من دون طيار، وهو الحادث الذي أحرج الحكومة اليمنية، حينها.

على صعيد آخر ترددت، أمس، أنباء عن مقتل أحد أبرز مشايخ القبائل الموالين للحكومة اليمنية في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، الواقعة إلى الشمال من العاصمة صنعاء. وأفادت مصادر محلية وشهود عيان بأن المسلحين الحوثيين نصبوا كمينا للشيخ محسن بن معقل وقتلوه هو ومرافقيه العشرة. وأكدت المصادر أن مشايخ قبليين آخرين قتلوا على يد الحوثيين في كمائن أخرى في ذات المنطقة، غير أنه حتى مساء أمس، لم تتوافر أي معلومات حول الحادث.

وأكدت مصادر محلية في حرف سفيان مقتل الشيخ صالح مصلح الشيخ، والشيخ قزوة العكيمي، وردفان القعود، نجل مدير عام المديرية، إلى جانب آخرين من مرافقيهم في عدة كمائن نصبها الحوثيون لمشايخ سفيان ومرافقيهم في مناطق العادي والمقفولة ومثلث برط.

وتحدثت المصادر عن أن فرقا قبلية ميدانية ما زالت تواصل البحث عن عدد آخر من مشايخ سفيان ومرافقيهم، في وقت ما زال مصيرهم مجهولا، حتى اللحظة، ومن بينهم الشيخ محسن بن هادي بن معقل، على الرغم من الأنباء المتواترة عن مقتله، وكذا أمين عام محلي المديرية وأحد القيادات القبلية، في حين لم تتمكن لجنة سفيان المكلفة بتنفيذ إعلان وقف النار والعمليات العسكرية من الوقوف عن كثب على تطورات الحادث، وذلك بسبب الوضع الأمني الصعب، حيث تشهد المنطقة توترا مسلحا منذ أول من أمس، إضافة إلى قطع الطرقات.

ووصفت مصادر محلية في اتصالات هاتفية مع «الشرق الأوسط» ما قام به الحوثيون ضد رجال القبائل الموالية للحكومة بـ«المجزرة» و«الجريمة البشعة».

وتأتي هذه التطورات بعيد أيام على توتر أمني واشتباكات بين الحوثيين ورجال القبائل في حرف سفيان، وبعيد اتهام الحوثيين لمن يصفونهم بـ«الميليشيا القبلية» باغتيال عدد من قادتهم وأنصارهم، وأبرزهم القائد الميداني للجماعة في المديرية. وقال بيان صادر عن مكتب عبد الملك الحوثي، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «الميليشيات القبلية» التابعة لابن عزيز، تقطع طريق صنعاء - صعدة منذ 3 أيام، واعتبر البيان ذلك «عقابا جماعيا لأبناء محافظة صعدة».

واتهم عبد الملك الحوثي الحكومة اليمنية بـ«الضلوع في هذا العمل غير الأخلاقي»، وانتقد لجنة الإشراف على تطبيق قرار وقف الحرب وتنفيذ النقاط الست، وقال إنه «حتى اللحظة لم تقم بأي دور من شأنه فتح الطريق وإدانة هذه الأعمال التخريبية وتحميل المعتدي المسؤولية عن ذلك».

وطالب قائد جماعة الحوثي، في ذات البيان، السلطة بـ«ضرورة الإفراج عن المعتقلين وأن يترجم إعلان 22 مايو (أيار) على أرض الواقع، لكونها ما زالت تراوغ في الإفراج عنهم حتى اللحظة »، حسب البيان.

وأصدر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في 22 مايو الماضي وبمناسبة ذكرى مرور 20 عاما على قيام الوحدة اليمنية، عفوا عن المعتقلين من جماعة الحوثي كافة ومعتقلي الحراك الجنوبي. غير أن، بحسب المراقبين، هناك بطئا في عملية الإفراج عن المعتقلين، ويرجعونه إلى كثرة أعداد المعتقلين الذين يعدون بالمئات.