متقي لـ «الشرق الأوسط»: تصريحات المتحدث الإسرائيلي «كلام فارغ» وزير خارجية تركيا: علاقتنا بإسرائيل تتوقف على رد فعلها على لجنة التحقيق الدولية

السعودية تجدد استنكارها للمجزرة البحرية واجتماع وزراء منظمة المؤتمر الإسلامي بجدة يدعو إلى رفع الحصار

TT

وصف وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي لـ«الشرق الأوسط»، تصريحات المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية عن تحول ميناء غزة إلى مرفأ إيراني بأنه «كلام فارغ»، جاء ذلك بعد مشاركة الوزير الإيراني في الاجتماع الطارئ الذي عقده وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي في مدينة جدة أمس لبحث تداعيات الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية، فيما أعلن متقي أن بلاده لديها عدة نشاطات تستهدف وقف جرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة، دون أن يحدد تلك النشاطات، مبينا أن إيران طرحت في الاجتماع مقترحات وصفها بـ«البناءة».

بينما جددت المملكة العربية السعودية استنكارها وتنديدها بالمجزرة البحرية التي ارتكبتها إسرائيل مؤخرا. وقال نزار عبيد مدني وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي في كلمة بلاده أمام اجتماع المنظمة الإسلامية: «إن الهجوم يعد تحديا سافرا للعالم كافة ومنظماته وللشرعية الدولية»، مبينا أن «حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، دعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه هذه الاعتداءات والممارسات الهمجية التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين»، مشيرا في ذات الوقت إلى أن بلاده «لن تدخر جهدا في سبيل نصرة الشعب الفلسطيني على كافة الصعد» لافتا إلى أن خادم الحرمين الشريفين وجه أمره بتقديم المساعدات الغذائية الطبية العاجلة للمتضررين في غزة. وكان الاجتماع قد طالب في بيانه الختامي الذي صدر في وقت لاحق أمس الدول الأعضاء بالمؤتمر الإسلامي بإعادة النظر في علاقاتها مع إسرائيل بما في ذلك التطبيع، بينما لمحت مصادر لـ«الشرق الأوسط» عن اختلاف في وجهات النظر بين مصر والأردن من جهة وسورية وإيران من جهة أخرى، وحول هذا الخلاف قال البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلي أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي لـ«الشرق الأوسط» إن مسألة الاختلاف «كانت حول الصياغات لا أكثر ولا أقل».

وكان البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلي قد دعا أمس، وزراء خارجية الدول الإسلامية إلى التضامن مع الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة. مطالبا في كلمة له خلال الاجتماع بتشكيل فريق من الخبراء القانونيين لوضع تصورات عن المسلك القضائي الذي يمكن من خلاله محاكمة المسؤولين الإسرائيليين الذين خططوا للاعتداء على أسطول الحرية. وقال مشددا: «يجب إيلاء المسار القضائي الاهتمام الوافر في سعينا لإحقاق العدالة ورفع الظلم عن إخواننا في قطاع غزة المحاصر». داعيا دول المنظمة إلى التكاتف والعمل مع المجموعات الإقليمية الصديقة، والدول الأعضاء الأخرى في الأمم المتحدة، لعقد اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة في إطار «الاتحاد من أجل السلام» من جانبه قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أغلو معلقا على واقع خفض العلاقات بين تركيا وإسرائيل: «إن الأمر يتوقف على كيفية ردة الفعل الإسرائيلية إزاء لجنة التحقيق»، محذرا بأن إسرائيل إن أعاقت عمل اللجنة، أو لم تتخذ الإجراءات الملائمة اتساقا مع قرار لجنة التحقيق، «فسنفكر في كل الخيارات المتاحة»، وقال: «لقد سحبنا سفيرنا إلى تركيا من أجل إجراء مشاورات، كما لجأنا إلى مجلس الأمن وكل المحافل الدولية». وأشار أحمد داود أوغلو إلى أن القتلى الأتراك التسعة «ليسوا أقل ثمنا من أي جندي إسرائيلي». وشدد على أن بلاده أخذت القضية إلى مجلس الأمن، وصدر بيان رئاسي في الأول من يونيو (حزيران) يدين إسرائيل ويدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق لهذا الهجوم في المياه الدولية. وأضاف: «نتمنى عدم إعاقة عمل اللجنة، كل ما فعلته إسرائيل مخالف للقانون الدولي، وأي عمل حتى إن لم يسفر عن قتل أشخاص أو جرحهم هو عمل غير خطير، هناك رسالة ترسلها اللجنة التنفيذية إلى إسرائيل».

فيما أعرب الدكتور رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني عن أمله بأن توقع حماس على الوثيقة المصرية «من أجل إعادة اللحمة» وأضاف: «أوفدنا لجنة مشتركة من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح إلى غزة للقاء القادة في حماس، والتفاهم معهم والوصول إلى اتفاق مصالحة». مشيرا إلى «أن رد حماس كان سلبيا، مشيرا إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عند لقائه مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل، أكد له أن أولوية الحكومة هي رفع الحصار عن قطاع غزة، وتشكيل لجنة تحقيق دولية حول أحداث الاثنين الأسود، وتكثيف الجهود وإنهاء أزمة الاحتلال الإسرائيلي.

وكان الوزير الإيراني منوشهر متقي دعا في كلمته في الاجتماع إلى محاكمة قادة إسرائيل على ما ارتكبوه من جرائم، وفك الحصار بشكل كامل عن غزة وفتح جميع المعابر للدخول إلى غزة، وإرسال المساعدات الإنسانية فورا إلى غزة بأي وسيلة ممكنة عن طريق البر أو البحر أو الجو، وعدم السماح بمنع عبور المساعدات إلى غزة. وقال: «نحن بحاجة إلى إرسال عشرات السفن المحملة بالمساعدات الإنسانية التي ترفع أعلام مختلف الدول إلى غزة، والأفضل في هذا الوقت أن يتخذ كل بلد إسلامي الخطوة الأولى بإرسال سفينة واحدة على الأقل محملة بالمساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة». وحول تصريحات إسرائيلية أول من أمس، سمت السفينة الايرلندية بنشطاء السلام، وسفينة «مرمرة» بنشطاء الإرهاب، قال أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» إن إسرائيل تحاول أن تخفي الأخطاء التي ارتكبتها في قتل نشطاء أسطول الحرية، وتحاول أن تعطي للرأي العام انطباعا خاطئا في أنها لم تقتل.

وكان أوغلي أكد في مؤتمر صحافي عقد على هامش الاجتماع، على اتفاق دول المنظمة على تشكيل لجنة تحقيق دولية تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة، للتحقيق وتقديم مرتكبي الجريمة للعدالة، وقال: «هناك ترحيب بقرار مجلس حقوق الإنسان الذي اجتمع الأربعاء الماضي الذي شكل لجنة تحقيق تابعة». وأضاف: «ستتابع منظمة المؤتمر الإسلامي الملف، لمحاسبة المتورطين في هذه الجريمة، وسيكون هناك تعاون مع المجموعات الصديقة في الأمم المتحدة لبناء موقف دولي متماسك يضمن محاسبة إسرائيل»، مردفا: «إن هناك دعوة قوية لرفع الحصار عن غزة، من خلال لجنة خبراء ستدرس سبل رفع الحصار».