«المستقبل» يعلن معركة انتخابية في الشمال اللبناني مع حزب الله

في انتخابات فرعية لانتخاب بديل لنائب عن قضاء المنية ذي الغالبية السنية

السنيورة يلقي كلمته خلال منتدى دبي بيروت أمس (دالاتي ونهرا)
TT

لا يزال الشمال اللبناني يلم العدة الانتخابية ويحاول استيعاب ما أفرزه الاستحقاق البلدي في 30 مايو (أيار) الماضي من مفاجآت على صعيد التمثيل السياسي لبعض القوى المتجذرة في المنطقة وأبرزها تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الحكومة سعد الحريري. فبعد إقرار نواب وقياديي «المستقبل» بـ«خلل» ما قلب نتائج انتخابات يونيو (حزيران) 2009 النيابية في عكار، ها هم اليوم يتحضرون لـ13 يونيو 2010 موعد الانتخابات الفرعية في دائرة المنية الضنية لملء المقعد النيابي الذي شغر بوفاة نائب تيار المستقبل هاشم علم الدين، في مسعى لتثبيت الخيار السياسي لأهل المنية الضنية لمصلحة «المستقبل»، وعلى الرغم من أن حزب الله لا يوجد شعبيا في المنطقة ذات الغالبية السنية، فإن تيار المستقبل يرى أن المعركة هي مع الحزب عبر حلفائه فيها.

بازار الترشيحات انتهى ليل الأربعاء الماضي إلى 18 مرشحا تسابقوا على تقديم بياناتهم منذ 13/5/2010 إلى وزارة الداخلية التي أتمت كل استعداداتها لمواكبة الاستحقاق المقبل، وأهالي المنطقة الذين ملوا «التشنج الانتخابي» لا يظهرون الكثير من الحماسة، وخاصة أنه لم يمض بعد أيام معدودة على قلب صفحة الاستحقاق البلدي.

إلى ذلك، يرى بعض المواكبين للاستحقاق هناك أنه سيشكل محطة لجس نبط الشارع بعد نحو عام تماما على الانتخابات النيابية العامة. وفي وقت لم يعلن تيار المستقبل بعد تبنيه رسميا ترشيح كاظم الخير نجل النائب الأسبق صالح الخير، أكدت مصادر تيار المستقبل لـ«الشرق الأوسط» أن الخيار حسم وأن مرشح المستقبل هو كاظم صالح الخير، خصوصا أن الرئيس الحريري استقبل الأخير في مكتبه، في خطوة لها دلالاتها الواضحة.

ورأى القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش أن المعركة في المنية - الضنية معركة سياسية بين 8 و14 آذار وبالتحديد بين المستقبل وحزب الله، معتبرا أن النتائج شبه محسومة وأن التشنج الذي شهدناه في الانتخابات البلدية لن يكون له أي أثر نيابيا، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لن يكون هناك أي تململ في خوض هذه المعركة، فالمستقبل مرشحه واحد أوحد، وما حصل بلديا ينحصر في منطقة سير منطقة النائب أحمد فتفت». وأكد كاظم الخير لـ«الشرق الأوسط» أنه مرشح تيار المستقبل وأن رئيس الحكومة سعد الحريري أبلغه دعمه ومباركته، لافتا إلى أن «المعركة اليوم معركة سياسية خلافا لما حصل في الانتخابات البلدية، حيث طغت العائلية». وقال: «هناك موجة إشاعات في المنطقة تقول إن أهالي الضنية لن ينزلوا إلى صناديق الاقتراع في 13 يونيو، لأن الاستحقاق استحقاق المنية، ولكننا ندعو أهالينا في كل القضاء إلى التوجه وبكثافة لممارسة حقهم الانتخابي». من جهته، جزم النائب السابق صالح الخير والد مرشح تيار المستقبل لـ«الشرق الأوسط»، بأن المعركة ستكون ودون أدنى شك لمصلحة «المستقبل الذي سيكسح الساحة لتعاونه مع صالح الخير ابن المنية الضنية وصاحب الوضع الخاص فيها».

أما من جهة قوى 8 آذار، فأعلن النائبان السابقان جهاد الصمد وأسعد هرموش عزوفهما عن الترشح «حفاظا على العرف السائد في المنطقة، كون الاثنين من الضنية والمقعد الشاغر يعود للمنية». وبذلك، يكون كمال الخير المحسوب على حزب الله مرشح المعارضة للمقعد الشاغر. أما هو فأكد لـ«الشرق الأوسط» على توافق قناعاته ومبادئه مع مبادئ المعارضة إلا أنه فضل عدم تسييس المعركة وتركها في طابعها الإنمائي. وقال: «لم يعد هناك ما يسمى معارضة وموالاة، فعندما يزور الحريري العاصمة السورية مرتين في الشهر الواحد، فعندها أين تكون المعارضة وأين تكون الموالاة». وأضاف: «إذا أراد الفريق الآخر تسييس المعركة فليكن، لأننا متكلون على وعي أهل المنية الضنية... ونحن واثقون بأن المفاجأة البلدية سيكون لها وقعها نيابيا».