موسوي لخامنئي ونجاد: قدمتم فرصة ذهبية للأعداء باتباع سياسة مدمرة ومخادعة

طهران تجري مناورات برية ضخمة في سبتمبر لتجريب دبابات مطورة ومروحيات

TT

اتهم مير حسين موسوي، أبرز قادة المعارضة الإيرانية، أمس من سماهم بـ«الفرقة الحاكمة» في إيران بأنهم يساعدون أعداء البلد بسياستهم «المدمرة»، وذلك في إشارة إلى المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي وحكومة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وتأتي تصريحات رئيس الوزراء الإيراني الأسبق ردا على انتقادات أحمدي نجاد ومرشد الجمهورية الإيرانية، اللذين اتهما قادة المعارضة الإصلاحية بأنهم «مدعومون» من الولايات المتحدة وإسرائيل. كما اتهما في الذكرى الحادية والعشرين لوفاة مؤسس الجمهورية الإيرانية آية الله روح الله الخميني، ما سمياه بحركات المعارضة «بالخروج عن خط الأمام».

وقال موسوي في تصريح نشره موقعه على الإنترنت «كلمة كوم» إنه «يمكننا أن نتساءل من قدم فرصة ذهبية للولايات المتحدة وإسرائيل والمنافقين (أي جماعة مجاهدي خلق كبرى حركات المعارضة المسلحة لنظام طهران) وللملكيين عبر اتباع سياسة مدمرة وغير شفافة ومخادعة».

وأضاف «هل هم الذين يتطلعون إلى الحرية والعدالة (أي المعارضة) أم الفرقة المثيرة للشك (الحكومة) التي خربت حياة العمال والفلاحين والمعلمين؟»، ملمحا بذلك إلى الصعوبات الاقتصادية التي يوجهها الإيرانيون.

وتتعرض إيران لانتقادات الأسرة الدولية لسياستها النووية وأيضا لانتهاكاتها لحقوق الإنسان خصوصا منذ إعادة انتخاب أحمدي نجاد في يونيو (حزيران) 2009 التي أثارت أزمة سياسية حادة داخل النظام.

ولم يذكر خامنئي أو أحمدي نجاد موسوي أو أي شخصية معارضة بالاسم في خطابهما أول من أمس، لكن المحافظين الذين كانوا في الصلاة رددوا شعارات طالبت بقتل موسوي. وكان خامنئي أشار إلى دور موسوي التاريخي كرئيس وزراء طوال سنوات الحرب الثماني ضد العراق، غير أنه أوضح أن «المهم هو الموقف الحالي للأفراد» وليس ماضيهم، وذلك كتحذير بأن «بعض الذين رافقوا الإمام الخميني في الطائرة التي نقلته من باريس إلى طهران أعدموا شنقا بتهمة الخيانة».

وانتقد موسوي أيضا قيام حشد صاخب تجمع في ضريح الخميني بترديد شعارات معادية لحفيده حجة الإسلام حسن الخميني ومنعه من إلقاء كلمته. وأضاف «لم يكن من الممكن أن تقوم مجموعة صغيرة بإطلاق الشتائم، لو لم يتم التخطيط لذلك والموافقة عليه من قبل السلطات». ويأخذ الجناح المتشدد في النظام على حسن الخميني علاقاته مع قادة المعارضة الإصلاحية.

ومساء الخميس، منع رئيس مجلس الشورى (البرلمان) السابق مهدي كروبي، وهو إحدى أبرز شخصيات المعارضة الإصلاحية، من الدخول إلى ضريح الخميني من قبل أنصار السلطة. واتهم كروبي في وقت سابق الحكومة بالسعي إلى مصادرة إرث الخميني وبـ«إضعاف» الجمهورية الإسلامية.

وكان الرئيس أحمدي نجاد ومرشد الجمهورية الإسلامية حملا على المعارضة الإصلاحية من دون ذكر أي أسماء، معتبرين أنها «انحرفت عن خط الأمام» في خطابين أمام حشد هائل تجمع في ضريح الإمام الخميني جنوب طهران.

ودافع أحمدي نجاد عن شرعية إعادة انتخابه. وقال إن «الحكومة الإيرانية هي الحكومة الأكثر ديمقراطية في العالم. وقد تأكدنا من ذلك العام الماضي. إنها انتخابات حرة مائة في المائة. وتحطم الرقم القياسي للديمقراطية». واتهم قادة المعارضة بأنهم «اصطفوا إلى جانب الملكيين والمنافقين (التعبير الرسمي لمجاهدي الشعب) والاستكبار العالمي الذين كانوا ألد أعداء الإمام» الخميني. وقال خامنئي «غير مقبول أن يدعي شخص ما أنه على خط الإمام في حين أنه مدعوم من الولايات المتحدة وبريطانيا والـ(سي آي إيه) والموساد والملكيين والمنافقين».

وطلب كروبي وموسوي وثمانية أحزاب أو منظمات في المعارضة الإصلاحية رسميا من السلطات الإيرانية إذنا للتظاهر في 12 يونيو، في الذكرى الأولى لإعادة انتخاب أحمدي نجاد. ولم تعط السلطات ردها بعد على هذا الطلب.

إلى ذلك، وعلى صعيد الصعوبات الاقتصادية، قالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية أمس نقلا عن مسؤول رفيع إن إيران تخطط لخفض الدعم عن البنزين الذي يباع بحصص مقننة بعد تنفيذ خطة إصلاح الدعم في البلاد، ومن المؤكد أن ذلك سيثير ضيقا وغضبا شعبيا عارما في البلاد.

إلى ذلك، وعلى صعيد آخر، كشف قائد بالجيش الإيراني أنه يجري الإعداد لمناورات عسكرية ضخمة تشارك فيها خمس من فصائل الجيش وسبع وحدات مستقلة وتشهد أيضا التدريب على أنظمة دفاعية حديثة محلية الصنع. ونقلت وكالة أنباء العمال الإيرانية «إلنا» عن قائد القوات البرية الإيرانية الجنرال أمير بوردستان القول إن هذه المناورات ستجرى في محافظة خوزستان الجنوبية الغربية، وكذلك في القطاع الجنوبي من محافظة إيلام الغربية.

وأوضح بوردستان أن المناورات المقررة في سبتمبر (أيلول) المقبل ستشهد استخدام استراتيجيات ومهارات عسكرية جديدة مع اختبار أنواع جديدة من الأسلحة نجح قطاع الصناعات الدفاعية بالجيش الإيراني في تطويرها.

وأضاف أن المناورات تهدف أيضا إلى تنفيذ مهارات عسكرية جديدة في المناطق الوعرة. وأشار القائد الإيراني إلى أن من بين الأسلحة التي ستتم تجربتها دبابات مطورة تعتمد على أنظمة الليزر، ومروحيات وطائرات من دون طيار. ويأتي هذا الإعلان بعد يوم واحد من إعلان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال لقائها بالرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف في ألمانيا أن مجلس الأمن الدولي «قد يقر قريبا عقوبات جديدة ضد إيران» على خلفية برنامجها النووي.