المغرب: عباس الفاسي ينتقد التيارات العلمانية.. ويعتبر المنهجية الديمقراطية مكسبا يجب عدم التراجع عنه

قال في مؤتمر المنظمة الشبابية لحزب الاستقلال: نحن مع الحرية وضد الإباحية بكل أشكالها

TT

دعا عباس الفاسي، رئيس الوزراء المغربي إلى نزاهة الانتخابات وحياد السلطة في الاستحقاقات التشريعية المقبلة. وقال الفاسي، الذي كان يتحدث بصفته الحزبية (أمين عام حزب الاستقلال)، في كلمة مرتجلة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الحادي عشر لمنظمة الشبيبة الاستقلالية (شباب الحزب) في الرباط الليلة قبل الماضية، إن حزب الاستقلال «متشبث بالمنهجية الديمقراطية التي تقتضي باختيار الوزير الأول (رئيس الوزراء) من الحزب الحاصل على الرتبة الأولى في الانتخابات»، وقال إن هذا المكسب ديمقراطي «يجب عدم التراجع عنه».

ووجه الفاسي نقدا مبطنا لحزب الأصالة والمعاصرة (معارضة برلمانية)، وقال إن تنقل النواب بين الأحزاب «خيانة للأمانة»، مشددا على أن أي إصلاح دستوري «لن يتم إلا بالتوافق مع الملك». وزاد قائلا: «معركتنا الحقيقية اليوم في الحزب هي نزاهة وشفافية الانتخابات باعتبارها مدخل كل إصلاح».

وهاجم الأمين العام لحزب الاستقلال الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وطلب من شباب الحزب «التصدي بشجاعة لاختيارات الجمعية الحقوقية الداعية للعلمانية واللادينية»، واتهم الفاسي الجمعية الحقوقية بالمس بثوابت الأمة، وقال: «نحن لن نقبل بالدفاع عن من يفطر رمضان في وضح النهار، وفي الشارع، والاحتفاء بخصوم الوحدة الترابية. نحن دولة إسلامية منذ الفتح الإسلامي في المغرب، وسنبقى كذلك، ونحن مع الحرية وضد الإباحية بكل أشكالها، وسنظل ندافع عن قيم ومبادئ إسلامنا المعتدل».

وشدد الفاسي في كلمته على ضرورة الدفاع عن الهوية المغربية، موضحا أن حزب الاستقلال إبان صراع الحركة الوطنية مع الحماية هو الذي وضع شعار «الله.. الوطن.. الملك» قبل أن يصبح شعارا للدولة المستقلة، ولكل المغاربة بعد الاستقلال، وإقراره في الدستور الأول للمملكة. ورفعت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الحادي عشر لمنظمة الشبيبة الاستقلالية الذي اختير له شعار «لا بديل لمغرب الديمقراطية» شعارات ضد حزب الأصالة والمعاصرة، حيث تم اتهامه بالتسلط و«الشيوعية الجديدة». كما رفع المؤتمرون شعارات لنصرة غزة وإدانة إسرائيل والولايات المتحدة.

وألقى عبد الله البقالي، الأمين العام للشبيبة الاستقلالية، الذي انتهت ولايته، كلمة في الجلسة الافتتاحية، تقاطعت مع مضمون كلمة الفاسي. وحضرت الجلسة الافتتاحية وفود عربية وأفريقية وآسيوية.

إلى ذلك، انتخب المؤتمر أمس اللجنة المركزية الجديدة للمنظمة الشبابية، وتضم 330 عضوا، كما تمت المصادقة بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي، وكذا توصيات اللجنة التحضيرية، ومن أبرزها تحديد الحد الأقصى لسن العضوية في المنظمة بـ40 سنة، وإنشاء مجلس وطني، الذي انتخب لرئاسته لحسن فلاح.

ومن المرتقب أن يتم اليوم انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي للمنظمة، الذي يضم 21 عضوا، وكذا انتخاب الأمين العام الجديد للشبيبة الاستقلالية من طرف اللجنة المركزية.

ورجحت مصادر متطابقة أن يتولى الأمانة العامة عبد القادر الكيحل، خلفا للبقالي، باعتبار الكيحل المرشح الوحيد والأوفر حظا، وهو في الوقت نفسه عضو في اللجنة القيادية لحزب الاستقلال، ومن المقربين للنقابي حميد شباط.