البشير يطلق «نفير الوحدة».. ويحذر من تفجر الأوضاع بعد استفتاء الجنوب

غرايشن يبحث في مصر الاستفتاء والقاهرة مع تقديم حوافز سياسية واقتصادية لإقناع الجنوبيين بخيار الوحدة

سودانية تجلس مع طفلتها في مخيم للاجئين في بلدة نيالا بدارفور (رويترز)
TT

شدد الرئيس السوداني عمر البشير على ضرورة الحفاظ على الوحدة لمصلحة الشمال والجنوب ورفع شعار «نفير الوحدة» في وقت حذر فيه من انفجار الأوضاع في البلاد بعد الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب، المقرر في مطلع الشهر المقبل. ويبحث الموفد الأميركي للسلام في السودان، سكوت غرايشن مصير الاستفتاء مع المسؤولين في العاصمة المصرية خلال أيام، ترى القاهرة ضرورة تقديم حوافز سياسية واقتصادية لإقناع الجنوبيين بخيار الوحدة.

وأنهى مجلس شورى المؤتمر الوطني الحاكم في السودان اجتماعا مهما استمر ليومين بحث قضايا استفتاء الجنوب، والأوضاع في دارفور، ونتائج الانتخابات الأخيرة، واعتبر الرئيس البشير في خطابه للشورى انتخابات الجنوب بأنها لم تكن انتخابات. وكان البشير قد حصل على نسبة 13% من أصوات الناخبين في الجنوب في انتخابات جرت في أبريل (نيسان) الماضي، وحصل فيها على نسبة 68% من جملة أصوات الناخبين، وقال البشير «ما قبلناه في الانتخابات بالجنوب لن نقبله في الاستفتاء ونريد المحافظة على وحدة السودان لمصلحة المواطن في الجنوب والشمال»، وطالب البشير بدراسة أسباب تصويت الناخبين لصالح الحزب وفي المقابل أسباب عدم التصويت له من قبل البعض للتخطيط المستقبلي لعمل الحزب.

وحول الوحدة دعا البشير إلى نفرة يشارك فيها الجميع لصالح الوحدة، ونوه إلى أن «كل التجارب في العالم تقول إن البلاد التي تقسمت ذهبت إلى الحرب، وأقرب مثال الهند وباكستان وإريتريا وإثيوبيا فما بالنا نحن الذين لدينا هذه الحدود الطويلة والتداخل القبلي والثقافي». وأضاف «هذه ممكن أن تكون عوامل انفجار وأي نقطة على الحدود مرشحة لتكون موقع انفجار إن حدث الانفصال». وفيما يتعلق بسلام دارفور شدد البشير على أن منبر مفاوضات الدوحة سيكون هو المنبر التفاوضي الأخير، في إشارة إلى اللجوء إلى خيارات أخرى بعد استنفاد فرصة المنبر الذي ترفض حركة العدل والمساواة المشاركة فيه.

وقال الناطق الرسمي باسم الحركة أحمد حسين: «لا نريد سلام وظائف». وأصدرت الحركة بيانا تحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، نوهت فيه بأن «كل من له صلة بقضية دارفور من المجتمع الدولي والإقليمي والمحلي يرى أن خطوط التآمر على هذه القضية قد أصبحت واضحة» وطالبت الشركاء بالالتفاف والوقوف خلف قضيتهم وتفويت الفرصة على المخطط، وطالبت بضمان وصول قياداته إلى قواعدها في إشـــــارة إلى عدم السماح لزعيمها خليل إبراهيم بعبور الأراضي التشادية والتوجه إلى قواته في دارفور، وطالبت الحركة بمنهج تفاوضي واضح، ومسار واحد، ورفضت تعدد المسارات في إشـــــــــارة إلى تفاوض الخرطوم مع مجموعة أخرى هي حركة التحرير والعدالة بزعامة تيجاني السيسي، وناشدت الحركة الوساطة بإلزام الحكومة السودانية بتنفيذ اتفاقات سابقة مع الحركة حول السلام، وكان من المفترض أن تستأنف الوساطة القطرية يوم أمس جولة من التفاوض بين الخرطوم ومتمردي دارفور.

إلى ذلك يبحث المبعوث الأميركي للسودان سكوت غرايشن في مصر خلال أيام الاستفتاء على مصير جنوب السودان. وقالت مصادر مصرية إن غرايشن الذي سيصل إلى القاهرة مطلع الأسبوع المقبل، سيلتقي وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط لإجراء مشاورات مع المسؤولين المصريين تخص «استحقاقات بالغة الأهمية ستشهدها السودان وفي مقدمتها الإعداد لاستفتاء حق تقرير المصير في جنوب السودان المزمع إجراؤه في يناير (كانون الثاني) 2011». وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي بأن أبو الغيط ســــــيبحث مع المبعـــــــوث الأميركي رؤية مصر لسبل مساعدة شريكي الحكم في السودان على الحفاظ على الشراكة القـــــــــــائمة بينهما بهدف التوصل إلى رؤية مشتركة تسهم في جعل خيار وحدة الســـــــــــــــــودان جاذبا، وذلك من خلال قيام كــــــل من المجتمع الدولي والحكومة السودانية بتجهيز حزمة من الحوافز السياســـــــية والاقتصادية لإقناع المواطن الجنوبي بالتوقيع لصالح خيـــــــار الوحدة، ولــــــــدعم مؤسسات الجنوب وتــــــــأهيلها حتى تتمكن من أداء المهام الكبيرة المنوطة بها خلال الفترة المقبـــــــــــلة.

وأشار المتحدث المصري إلى أن وزير الخارجية سيبحث مع المبعوث الأميركي عناصر محددة بشأن الدور الذي يمكن للمجتمع الــــــــــــدولي القيام به إزاء ترتيبات الاســـــــــتفتاء والمشاورات الخاصة بقضايا ما بعد الاستفتاء، بما يؤكد الروابط القائمة بين مختلف أطياف الشعب السوداني شمالا وجنوبا، ويسهم في تأمين إجراء الاستفتاء في مناخ سلمي يقوم على الشـــــــــفافية والتنسيق التام بين شريكي الحكم. وأضاف المتحدث أن وزير الخارجية المصري ســــــــــــــــيناقش أيضا تطورات العملية السياسية في إقليم دارفور وســــــــــــبل إسدال الســـــــــــــــتار على الأزمة هناك.