الرئيس الأوغندي يبلغ نظيره السوداني بأنه ليس مدعوا إلى قمة الاتحاد الأفريقي في كمبالا

الخارجية السودانية تطالب كمبالا بالاعتذار.. وحذرت من أنها ستطالب بنقل القمة.. و«هيومن رايتس» ترحب

TT

استنكرت الحكومة السودانية ما أعلنته الرئاسة الأوغندية من أن الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني أبلغ نظيره السوداني عمر البشير أنه ليس مدعوا إلى قمة الاتحاد الأفريقي المقبلة في كمبالا، وطالبت الخـــــــــرطوم الحكومة الأوغندية بالاعتذار إلى الشعب السوداني، وحذرت من أنها ستطالب الاتحاد الأفريقي بنقل القمة من كمبالا إلى أي عاصمة أفريقية أخرى تلتزم بقرارات القمم الأفريقية السابقة.

واعتبر الناطق باسم الخارجية السودانية معاوية عثمان خالد في تصريحات صحافية أن ما صدر من مكتب الرئيس الأوغندي عن اعتزامه الامتناع عن دعوة الرئيس عمر البشير لحضور قمة الاتحاد الأفريقي التي ستنعقد الشهر القادم في كمبالا يكشف مقدار سوء النية، وقال إن «النظام الأوغندي بمسارعته إصدار الإعلان في ما ليس في صلاحيته مطلقا قد تدخل في شؤون صلاحية الاتحاد الأفريقي»، وأضاف: «ليس من صلاحية الدولة المضيفة توزيع الدعوات وإنما هي من صلاحية الاتحاد الأفريقي بالتنسيق مع الدولة المضيفة»، مشيرا إلى أن بلاده عضو في الاتحاد الأفريقي، وأن حكومته هي التي تحدد من يمثلها، وتابع: «لن نقبل بأي حال أن تقترح علينا أي جهة بمقترح في هذا الشأن».

وطالب خالد الحكومة الأوغندية بالاعتذار للشعب السوداني من إعلانها بعدم دعوة البشير، وقال: «وإلا فإن السودان سيطلب من الاتحاد الأفريقي نقل القمة من كمبالا إلى أي عاصمة أخرى تلتزم بقرارات القمم السابقة التي يمكن أن تستضيف كل القادة الأفارقة دون الخضوع للابتزاز من أي طرف كان»، وأضاف: «إن أوغندا بهذا الموقف غير المتوازن والناشز عن الإجماع الأفريقي توجه ضربة إلى الاتحاد الأفريقي نفسه، وتقف ضد قراراته»، معتبرا أن تصرف كمبالا على نحو منفرد يقود إلى إحداث شرخ في الصف الأفريقي.

وكانت الرئاسة الأوغندية قد أعلنت في بيان لها أول من أمس أن الرئيس السوداني عمر البشير ليس مدعوا إلى قمة الاتحاد الأفريقي في يوليو (تموز) المقبل، وقال البيان إن «الرئيس يوري موسيفيني أبلغ نظيره السوداني عمر البشير أنه ليس مدعوا إلى المشاركة في مؤتمر الاتحاد الأفريقي»، لكنه لم يوضح ما إذا كان يمكن للسودان أن يوفد ممثلين آخرين إلى القمة.

وأعلن ريتشارد ديكر، المدير المكلف في القضاء الدولي في «هيومن رايتس ووتش» لوكالة الصحافة الفرنسية أن «إعلان رئيس أوغندا مرحب به».

وأضاف: «بدأت الدول الأفريقية تقف إلى جانب المسؤولية وإنهاء الإفلات من العقاب»، مؤكدا أن الموقف الذي اتخذته أوغندا «يناقض خطاب البشير الانتصاري الذي ألقاه في سرت» (ليبيا) خلال قمة الاتحاد الأفريقي السابقة مطلع صيف 2009.

وأعلن وليام بيس مسؤول الائتلاف من أجل المحكمة الجنائية الدولية - وهي شبكة منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان - أنه يتوقع أن تستمر قوة تلك المحكمة في التنامي، وأضاف: «إنه مثال على قدرة معاهدة روما (التي أسست للمحكمة الجنائية الدولية) على مكافحة الإفلات من العقاب لمن يرتكب أشنع الجرائم. وهذا يدل، سنة بعد سنة وبلدا بعد بلد، على أن المعاهدة فعالة».

وشارك الرئيس السوداني في قمة سرت، حيث قررت الدول الأفريقية عدم التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لاعتقاله. وقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف دولية بحق عمر البشير بتهمة ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.