استقالة وزير الداخلية ورئيس المخابرات في أفغانستان

كرزاي يأمر بمراجعة القضايا المتعلقة بمسلحي طالبان المحتجزين

TT

قال مكتب وزير الداخلية الأفغاني في بيان إن الوزير ورئيس المخابرات استقالا بسبب هجوم شنه متمردون الأسبوع الماضي على مؤتمر وطني للسلام أثناء قيام الرئيس حميد كرزاي بافتتاحه.

وقال البيان إن كرزاي قبل استقالتي وزير الداخلية حنيف عتمار ورئيس المخابرات أمر الله صالح إثر تحقيق في الهجوم الذي وقع يوم الأربعاء.

وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن الهجوم على التجمع التقليدي لشيوخ وأعيان أفغان، ووقع بالرغم من حملة أمنية كثيفة فرضت على العاصمة.

أصدر الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أمس أوامره بمراجعة جميع القضايا التي تتعلق بأشخاص يشتبه في صلتهم بطالبان محتجزين في السجون الأفغانية في محاولة لتمهيد الطريق لإطلاق سراح المحتجزين «من دون دليل قانوني ملزم للإدانة». وقال القصر الرئاسي في بيان له «كرزاي أمر بمراجعة كل القضايا التي تخص المحتجزين للاشتباه في صلتهم بالمعارضة المسلحة». ولم يتضح ما إذا كانت المراجعة سوف تشمل قضايا مسلحي طالبان المشتبه بهم المحتجزين في سجون أميركية في أفغانستان. ووفقا للقصر الرئاسي فإن أوامر كرزاي تهدف لاحترام قرار مؤتمر جيركا السلام الذي استمر لمدة ثلاثة أيام وضم أكثر من 1600 من ممثلي شيوخ القبائل والنواب ورجال الدين والمسؤولين الإقليميين من أنحاء البلاد. وأضاف بيان القصر الرئاسي إنه سيجري تشكيل لجنة حكومية برئاسة وزير العدل «للقيام بمراجعة شاملة لكل القضايا والإفراج عن الذين جرى احتجازهم دون دليل جنائي كاف ملزم قانونيا». وانتهى جيركا السلام في كابل الجمعة الماضية بإعلان يدعو الحكومة للبدء في مباحثات السلام مع متمردي طالبان. كما دعا المؤتمر الحكومة والقوات الدولية لإبداء بادرة حسن النوايا عن طريق «اتخاذ إجراء فوري وحازم يتعلق بالإفراج عن السجناء الذين جرى احتجازهم استنادا لمعلومات غير دقيقة ومزاعم غير مدعومة بأدلة وثيقة».

وصرح مسؤولون بأن انتحاريا هاجم قافلة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) شرقي أفغانستان أمس بدراجته البخارية المفخخة، مما أسفر عن جرح 12 مدنيا وضابطا أفغانيا. وصرح أحمد ضياء عبد الضي المتحدث باسم حاكم إقليم ننجهار بأنه لم ترد أنباء عن خسائر في صفوف القوات الأجنبية بسبب الهجوم التي وقع في مدينة جلال آباد عاصمة الإقليم. ووفقا لوزارة الداخلية فإن من بين الجرحى خمسة أطفال، إضافة إلى ضابط شرطة تصادف وجوده قرب موقع الانفجار. وأوضح عبد الضي أن الهجوم أسفر عن تدمير مركبة عسكرية تابعة للقوات الأجنبية. ولم يتسن الحصول على تعليق من المسؤولين العسكريين لحلف شمال الأطلسي.

من جهة أخرى تعتزم قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان تكثيف الضغط على عناصر طالبان في منطقة مسؤولية القوات الألمانية شمالي البلاد.

فقد أعلن جوزيف بلوتس، المتحدث باسم القوة الدولية، أن قوات ألمانية وأميركية ستقوم بتدريب الشرطة الأفغانية التي تلعب دورا مهما في مكافحة المسلحين. وقال الجنرال الألماني بلوتس في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية أمس إنه من المخطط أن تبدأ تلك التدريبات في إقليمي قندز وباغلان اعتبارا من الصيف المقبل، وقد تستمر حتى العام المقبل. ومن المقرر أن يزيد حجم القوات الألمانية والأميركية في شمال أفغانستان خلال الأشهر المقبلة لمكافحة عناصر طالبان في الإقليمين المضطربين مع قوات الأمن المحلية.

ويتم حاليا إعادة هيكلة قوات منتشرة بالفعل في قندز، لتتحول إلى كتيبة للتدريب والحماية لتقوم بتدريب قوات أمن أفغانية اعتبارا من الصيف المقبل. ومن المقرر زيادة عدد القوات الأميركية حتى ذلك الحين إلى نحو 4000 جندي، بينهم الكثير من المدربين.

وقال بلوتس إن بناء قوات الأمن الأفغانية، التي من المقرر أن تتولى المسؤولية من القوات الدولية خلال الأعوام المقبلة، من أهم المهام الاستراتيجية لقوة «إيساف». وأشار بلوتس إلى أنه لا يزال ينقص 450 مدربا من إجمالي الـ1300 مدرب المطلوبين لهذه المهمة رغم مطالب حلف شمال الأطلسي (الناتو) من الدول المشاركة بأن ترسل المزيد من القوات إلى أفغانستان. وفقا لبيانات قوة المساعدة الدولية، يبلغ عدد القوات الدولية في أفغانستان 122 ألف جندي، أغلبهم أميركيون. لدى الجيش الأفغاني 119 ألف جندي مسلح، بينما تمتلك الشرطة الأفغانية 105 آلاف من عناصر الأمن.

يوجد حاليا 30 ألف جندي وشرطي أفغاني يتلقون تدريبات.