الناتو يدرس إمكانية استخدام القوة العسكرية لمواجهة القرصنة الإلكترونية

يبحثه قادة الحلف في قمة لشبونة نوفمبر المقبل

TT

ينظر حلف شمال الأطلسي إلى ملف مهاجمة إحدى الدول الأعضاء في الحلف عبر الإنترنت على أنه ملف لا يقل أهمية عن ملفات تتعلق بموضوعات مهمة، مثل الدرع الصاروخية أو أمن الطاقة، ويبحث الحلف منذ ما يزيد عن عامين كيفية حماية الدول الأعضاء من الهجوم عبر الإنترنت، وبدأ بالفعل في بحث إمكانية استخدام القوة العسكرية ضد «أعداء يشنون هجمات عبر الإنترنت» على الدول الأعضاء في المنظمة العسكرية الدولية. وتأتي الخطوة بعد سلسلة هجمات عبر الإنترنت على دول في الحلف الأطلسي ربطت بروسيا، محذرة من «خدمات استخباراتية للخطر الصيني المتزايد».

وحذر تقرير فريق خبراء الناتو الذي تقوده وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت، من أن اعتداء عبر القرصنة الإلكترونية على دول في الناتو أو على قيادة الحلف سيؤدي إلى تدخل عسكري للحلف، لافتا إلى أن «اعتداء واسعا على قيادة الناتو ونظام المراقبة يمكن أن يقود إلى إجراءات دفاعية وفقا للمادة الخامسة في القانون», والمادة 5 هي حجر الزاوية في ميثاق حلف شمال الأطلسي عام 1949، التي تنص على أن «هجوما مسلحا» ضد واحدة أو أكثر من دول حلف شمال الأطلسي «يعتبر هجوما ضدهم جميعا». وهذا هو الوارد في الميثاق الذي تم الاستناد إليه في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) لتبرير عزل نظام طالبان في أفغانستان. ويدرس الناتو الآن كيفية ومبررات الانتقام من أي هجوم على إحدى الدول الأعضاء. ويرى محامو المنظمة العسكرية الدولية أن تأثير هجوم الإنترنت يمكن أن يكون مماثلا لهجوم مسلح، ويقول أحدهم ويدعى اينكين تيك: «ليست هناك حاجة لإعادة صياغة المعاهدات القائمة، والهجمات الإلكترونية على شبكات الكهرباء في بلد ما أو البنية التحتية الحيوية قد تؤدى إلى سقوط ضحايا وتدمير مماثل لهجوم عسكري». ويبحث رؤساء حكومات حلف شمال الأطلسي احتمال استخدام القوة العسكرية ردا على الهجمات الإلكترونية في قمة تعقد في لشبونة في نوفمبر (تشرين الثاني) من شأنها مناقشة مستقبل الحلف.

وقال الجنرال كيث ألكسندر: «يوجه البعض أصابع الاتهام إلى قراصنة من روسيا والصين في تنفيذ هجمات عبر الإنترنت، وألقي باللوم على قراصنة من روسيا كانوا وراء شن هجوم ضد إستونيا في أبريل (نيسان) ومايو (أيار) من عام 2007، التي شلت الحكومة ووسائل الإعلام والاتصالات المصرفية ومواقع الإنترنت. وهاجموا أيضا أنظمة الكومبيوتر الجورجية خلال الغزو الروسي لجورجيا في أغسطس (آب) 2008، مما أدى إلى انهيار شبكات الدفاع الجوي ونظم الاتصالات السلكية واللاسلكية التابعة للرئيس والحكومة والبنوك». وحذر بعض الخبراء من أنه غالبا ما يكون من الصعب تحديد تدخل الحكومات. والكثير من الهجمات الروسية، على سبيل المثال، ألقي باللوم فيها على المافيا الروسية، وذلك في وقت يرفض الكرملين على الدوام التوقيع على المعاهدة الدولية لحظر جرائم الإنترنت.