اليمن: 6 قتلى و20 جريحا في اشتباكات وقصف بالضالع وعصيان بمدن جنوبية

قيادي ثان في «القاعدة» يسلم نفسه لسلطات مأرب

TT

لقي 6 يمنيين، أمس، مصرعهم وجرح 20 آخرون في مواجهات دامية شهدتها مدينة الضالع الجنوبية في الوقت الذي شهدت عدة مدن وبلدات في جنوب البلاد عصيانا مدنيا وإضرابا عاما. وقال شهود عيان إن قوات الجيش المنتشرة في مدينة الضالع اشتبكت مع مسلحين يعتقد أنهم ينتمون إلى الحراك الجنوبي، الأمر الذي أسفر عن مقتل 6 مواطنين. وأكدت مصادر محلية أن الاشتباكات أعقبها قصف عشوائي فوق المدينة الأمر الذي أسفر عن تدمير أكثر من 10 منازل بصورة متفاوتة وسقوط أكثر من 20 جريحا معظمهم من النساء والأطفال وبين الجريحات 4 شقيقات لعضو مجلس الشورى اليمني، الصحافية فاطمة محمد بن محمد.

وتضاربت الأنباء حول أسباب اندلاع الاشتباكات وما تلاها من قصف عشوائي سقط فيه مدنيون، فمعظم المصادر تجمع على قيام الجيش بإطلاق النار على بعض أنصار الحراك في المدينة عندما قاموا برفع أعلام «جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية» السابقة، الأمر الذي أدى إلى اندلاع الاشتباكات.

وبعد ساعات من المواجهات والقصف، عاد الهدوء الحذر إلى المدينة في ظل مخاوف من أعمال انتقامية للمواطنين ضد الجيش ومواقعه كرد فعل على سقوط مدنيين في القصف المدفعي. وفي صنعاء، دانت أحزاب المعارضة اليمنية المنضوية في إطار تكتل «اللقاء المشترك» حادثة «قصف الجيش لمدينة الضالع وقتله النساء والأطفال»، وطالب، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، بالوقف «الفوري لتلك الحماقات وبمحاسبة مرتكبيها وتعويض أسر الضحايا والمتضررين».

وشهدت، أمس، عدة مدن وبلدات في محافظات: الضالع، لحج، وأبين، عصيانا مدنيا وإضرابا شاملا، تلبية لدعوة قوى وفصائل الحراك الجنوبي، وذلك للتعبير عن مطالبهم بإطلاق سراح مئات المعتقلين على ذمة مشاركتهم في فعاليات سابقة للحراك والذين لم يتم الإفراج عنهم رغم العفو الرئاسي المعلن من قبل الرئيس علي عبد الله صالح في 22 مايو (أيار) الماضي.

على صعيد آخر، قال محافظ محافظة مأرب ناجي بن علي الزايدي إن عنصرا مطلوبا من القاعدة سلم نفسه، وهو حمزة الضياني، وذلك بعد يومين على تسليم القيادي في القاعدة غالب الزايدي لنفسه. ونقل موقع «سبتمبر نت» التابع لوزارة الدفاع اليمنية عن المحافظ الزايدي قوله إن الضياني سلم نفسه بالتعاون بين «أجهزة الأمن والشخصيات الاجتماعية والمواطنين في المحافظة»، معتبرا أن تسليم حمزة الضياني لنفسه جاء «بعد تضييق الخناق على عناصر القاعدة والضربات الموجعة التي تلقتها في الآونة الأخيرة»، متوقعا «قيام عدد آخر من عناصر القاعدة بتسليم أنفسهم للسلطة المحلية وأجهزة الأمن».

ويعد الضياني من أبرز الملاحقين من عناصر القاعدة فهو أحد المتهمين بالتخطيط للهجوم الانتحاري الذي شهده موقع معبد الشمس السياحي في مأرب عام 2007 واستهدف فوجا سياحيا إسبانيا قتل منهم 7، ومواطنين يمنيين اثنين، إضافة إلى اتهامه بالتورط في عمليات إرهابية أخرى.

إلى ذلك تواجه الحكومة اليمنية حرجا جديدا بعدما كشفت منظمة العفو الدولية «أمنستي» التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا لها، أن صواريخ أميركية هي التي قتلت أكثر من 40 مدنيا أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي في منطقة المجعلة في محافظة أبين في جنوب اليمن، وهي الضربة الجوية التي قالت صنعاء إن سلاح الجو اليمني هو الذي نفذها وإنها استهدفت معسكرا لعناصر تنظيم القاعدة يستخدم للتدريب، قبل أن يتضح أنهم مدنيون وجلهم من النساء والأطفال.

ونشرت المنظمة صورا قالت إنها لصواريخ «كروز» الأميركية، مؤكدة الدور الأميركي في الغارة الجوية التي أجرى في أعقابها الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصالا هاتفيا بنظيره اليمني علي عبد الله صالح لتهنئته بنجاح الضربة.

وكانت ضربة مماثلة وقعت الأسبوع الماضي في محافظة مأرب وكانت تستهدف عناصر من تنظيم القاعدة غير أنها أخطأت هدفها وقصفت سيارة نائب محافظ المحافظة جابر الشبواني، فقتلته و5 من مرافقيه.

وإزاء هذه الحادثة التي عصفت بالمنطقة اضطرت الحكومة اليمنية إلى اللجوء إلى الأسلوب القبلي لتفادي ردة فعل قبائل مأرب البدوية، وقامت بتحكيم قبيلة آل شبوان قبليا بعشرات البنادق والسيارات وعشرات الملايين، وقد استفزت هذه الخطوة قبائل محافظة أبين التي قامت بقطع طريق عدن – حضرموت للمطالبة بتحكيم قبلي مماثل وهو ما تم فعلا.