الحركة الشعبية: البشير على خطى ميلوسيفيتش.. ولقاء في نيروبي بين سلفا كير وبايدن

جهود في الخرطوم لنقل قمة الاتحاد الأفريقي من كمبالا إلى أسمرة.. بعد رفض أوغندا دعوة البشير

TT

حملت الحركة الشعبية بشدة على الرئيس السوداني عمر البشير ووصفت حكمه بأنه أشبه بنظام الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش، واستنكرت دعوته «نفرة الوحدة»، فيما كشفت عن ترتيبات للقاء يجمع بين رئيسها سلفا كير ميارديت مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بنيروبي يوم غد لبحث معوقات السلام ومستقبل الجنوب والاستفتاء على تقرير المصير.

وكشف الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم لـ«الشرق الأوسط» أن النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت سيلتقي غدا الأربعاء في العاصمة الكينية نيروبي نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، وأشار أموم إلى أن اللقاء يبحث اتفاق السلام الشامل، واستفتاء الجنوب، ودعم الخرطوم وجوبا حال إعلان استقلال الجنوب بعد استفتاء تقرير المصير. وتكهن أموم باختيار الجنوبيين للانفصال من الشمال بسبب سياسات المؤتمر الوطني والرئيس عمر البشير، وقال: «نستغرب دعوة البشير لـ(نفرة الوحدة) بعد ضياع الوقت، حيث لم يقدم شيئا منذ خمس سنوات، كان يمكن أن يغري الجنوبيين بالتصويت لصالح الاستفتاء».

واعتبر أموم أن تنازل الوطني عن وزارة النفط لصالح الحركة هو «محاولة فاشلة لاستغلال وزارة الخارجية في مسألة تعطيل الاستفتاء، وحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم، وليس الغرض منها التشجيع نحو خيار الوحدة»، ولفت إلى أن «الوزارة من نصيب الجنوب منذ اتفاق السلام الشامل قبل خمس سنوات، لكن الوطني رفض ذلك في حينه»، وقال: «إن سياسات المؤتمر الوطني ودولته الدينية هي من أسباب أزمة السودان، وإن البشير يقود السودان على طريقة الرئيس اليوغوسلافي ميلوسيفيتش»، واستنكر أموم «إشارات الرئيس البشير للجنوب بتزوير الانتخابات وإمكانية تزوير الاستفتاء»، وقال: «هم آخر من يتكلم لأنهم أكبر المزورين، وهو ما أكدته الانتخابات السابقة»، وأضاف: «كل ما يفعلونه يراكم من الأزمات في البلاد».

في غضون ذلك أجرى نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه مباحثات مع الرئيس الجنوب أفريقي السابق تامبو أمبيكي ورئيس حكماء أفريقيا، تركزت على السلام في السودان وفي دارفور، وعبر أمبيكي عن تقديره لجهود الخرطوم لتحقيق السلام في دارفور.

إلى ذلك، كشفت مصادر دبلوماسية أن الخرطوم تكثف من اتصالاتها للضغط على كمبالا بعد أن تفجرت أزمة دبلوماسية بين البلدين بسبب إعلان الرئيس موسفيني عدم استقبال البشير في قمة الاتحاد الأفريقي، ولا تستبعد المصادر أن تضغط الخرطوم لتحويل القمة من كمبالا إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

على صعيد آخر أكد الرئيس البشير أمس دعم السودان الثابت حكومة وشعبا إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتحقيق وحدة فصائل شعبها، وأشار البشير خلال لقائه المبعوث الفلسطيني جبريل الرجوب إلى وقوف السودان بمسافة واحدة من مكونات الشعب الفلسطيني تعزيزا لدوره المحوري في المصالحة وتقريب وجهات النظر، تحقيقا لمصلحة فلسطين وشعبها الشقيق. وقال الرجوب بعد لقاء الرئيس: «نقلنا للرئيس البشير رسالة من قيادة فتح لأشقائنا في حركة حماس، أن تكون هناك مصالحة وطنية قاعدتها السياسية مفهوم واضح للمقاومة بوصفها خيارا استراتيجيا لنا، وضرورة أن يكون هناك مفهوم وطني فلسطيني للحراك السياسي، قاعدته الشرعية الدولية ومفهوم الشراكة السياسية من خلال رغبة فلسطينية صادقة لبناء مجتمع ديمقراطي تعددي يحكم نفسه عبر صناديق الاقتراع»، مؤكدا جاهزية فتح لأي رقابة دولية وإقليمية لضمان نجاح العملية الانتخابية ونتائجها وضمان وجود قانون واحد وسلاح واحد وشرطي واحد في المناطق المحررة.

وأعرب الرجوب عن تقديره لرئيس الجمهورية والاتحاد السوداني لكرة القدم لاستضافتهم المنتخب الوطني الفلسطيني، وأضاف: «لقد وجهنا الدعوة إلى المنتخب الوطني السوداني للمشاركة في بطولة فلسطين نهاية يوليو (تموز) القادم في القدس».