قيادي كردي: وفدنا إلى بغداد سيبحث عن الشريك الحقيقي للتباحث حول كركوك والنفط والمناصب

أربيل تنفي وجود «مشروع كردي» لحلحلة أزمة تشكيل الحكومة العراقية

TT

تستعد بغداد خلال أيام لاستقبال وفد كردي يمثل جميع الأحزاب التي حصلت على مقاعد في البرلمان الجديد، وفيما قالت مصادر إن الوفد سيحمل حلولا للأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ إجراء الانتخابات النيابية في مارس (آذار) الماضي وتعطل تشكيل الحكومة العراقية، أفادت مصادر أخرى بأن الوفد سيحمل جملة من المطالب الكردية للكتل لكي يقرر على أثرها مع أي جهة ستتحالف الكتلة الكردية لتشكيل الحكومة.

وقال ازاد جالاك، القيادي في حركة التغيير الكردية المعارضة وعضو وفد الائتلاف الكردستاني الذي سيزور بغداد من أجل إجراء المفاوضات لـ«الشرق الأوسط»، إن الوفد مشكل من جميع مكونات الكتل الكردية الفائزة بمقاعد في مجلس النواب العراقي، لافتا إلى أن «اللقاءات والحوارات التي استمرت زهاء 50 ساعة بين الكتل الكردية ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني تمخض عنها اختيار الوفد المفاوض واختيار نظام داخلي للوفد، الذي سيجري الحوارات في بغداد مع الكتل الأخرى حيال القضايا سواء على مستوى الملفات العالقة (بين بغداد وأربيل) التي لم تحل في الفترة السابقة أو بشأن الاستحقاق الانتخابي، لا سيما المناصب السيادية والمناصب الأخرى الوزارية».

وقال جالاك إن الوفد الكردي سيلتقي عددا من الأعضاء الأكراد في الحكومة الحالية، المنتهية ولايتها، قبل الدخول في أي مفاوضات مع كتل بغداد، لا سيما مع هوشيار زيباري، وزير الخارجية، ونائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس، موضحا أنه «بعد هذه اللقاءات سيكون هناك خطة وبرنامج عمل حول آليات التفاوض وتفسيره، وأي الأطراف سيبدأ معها الوفد الكردي الحوار أولا».

وبين جالاك أن «فريق التفاوض يعد فريقا موحدا، وأن المشكلة التي تواجهنا هي في بغداد، خاصة أن الكتل السياسية هنا لم تتفق حول الكتلة البرلمانية الأكبر التي ستشكل الحكومة».

وبشأن أهم الملفات التي سيتم طرحها من الجانب الكردي خلال المفاوضات مع الكتل، قال جالاك «سيكون لدينا أولا البحث عن الشريك الحقيقي لبحث الملفات الكردية، لا سيما المعلقة، مثل المادة 140 المتعلقة بتطبيع الأوضاع في كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها، وصلاحيات الإقليم والنفط وغيرها، هذا يعتبر الهدف الأول للمحادثات، أما الهدف الثاني فهو موضوع المشاركة في الحكومة والمناصب، لكن الهدف الأهم هو اختيار الشريك الذي سنبدأ معه الحوار لمناقشة قضايا الإقليم».

وحول الخلافات التي دبت بين الوفد الكردي، المؤلف من الحزبين الحاكمين في إقليم كردستان بقيادة الزعيمين الكرديين جلال طالباني ومسعود بارزاني، فضلا عن المعارضة الكردية الممثلة بكتلة التغيير التي يقودها السياسي الكردي نوشيروان مصطفى، قبل قرار المجيء لبغداد، قال جالاك إن «الخلاف المركزي كان حول مشاركة جميع الفئات الكردية في هذا الوفد وليس تغليب فئة على أخرى، وهو طلب قدم من رئيس المعارضة ووافق عليه الإقليم، وكذلك إعطاء حق الفيتو لكل الأطراف حول أي قرار يتم طرحه خلال مفاوضات الوفد، والجميع ستكون آراؤهم مسموعة، وكذلك إعطاء امتياز للبرلمان الكردي الذي سيكون المرجع للاتفاقيات التي ستتم مع كيانات بغداد، كما تم حل وحدة العقاب السياسية التي مورست ضد كتلة التغيير في السليمانية، وتقرر إعادة جميع الموظفين إلى مناصبهم وتم حل هذه الأمور كي يكون الوفد متفقا فيما بينه ولإيجاد حل للملفات العالقة بين الإقليم والمركز».

من جهته، نفى محمود عثمان النائب القيادي عن التحالف الكردستاني وجود أي مشروع أو خطة للوفد الكردي لأجل حلحلة تشكيل الحكومة المقبلة، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا يوجد أي مشروع، لكن الوفد سيكون جزءا من الحل وسيسهم مع كتل بغداد في حل الأزمة»، لافتا إلى أن «الوفد عند ذهابه إلى بغداد سيقوم بالاستماع إلى الحلول من كل الأطراف كردية وغيرها». مشددا على أن «أي حل خاص أو مشروع خاص لا يوجد على أجندة الوفد الكردي يمكن أن نسميه مشروعا كرديا، ولا بد أن تكون هناك مقترحات، وبالنتيجة الوصول إلى حل مع جميع الأطراف في بغداد في هذا الصدد».