الهلال الأحمر الإيراني يرسل 3 سفن وطائرة مساعدات إلى غزة

نائب من حزب الله لـ«الشرق الأوسط»: المواكبة الإيرانية للسفن ستكون نتائجها سلبية

TT

وسط تحذيرات إسرائيلية من أنها ستحول دون وصول أي سفينة إلى قطاع غزة، تعتزم جمعية الهلال الأحمر الإيرانية إرسال ثلاث سفن وطائرة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة «في نهاية الأسبوع بالتنسيق مع الحكومة التركية. كما سنرسل سفينة مستشفى إلى سواحل غزة في المستقبل القريب»، على حد قول عن المدير الدولي للهلال الأحمر الإيراني عبد الرؤوف أديب زاده.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن زاده القول: «نحن في طور استئجار سفينتين ستنقل إحداهما 70 عاملا إنسانيا من ممرضين وأطباء، والثانية الأدوية والأغذية» إلى سكان غزة. وأوضح أن «السفينتين ستبحران في نهاية الأسبوع» الحالي وأن العملية ستجري»، مضيفا أنه سيرسل أيضا «طائرة محملة بـ30 طنا من المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر مصر».

وتابع زاده القول إن «المتطوعين الذين يريدون الذهاب إلى غزة ومساعدة شعب فلسطين المحتلة المستضعف يمكنهم تسجيل أسمائهم على موقع الهلال الأحمر». وحسب وكالة أنباء «فارس» نقلا، فإن عشرين ألف متطوع تسجلوا في الأيام الثلاثة الأخيرة للمشاركة في الرحلة.

وأكد زاده أن قرار إرسال هذه المساعدات اتخذ بعد اجتماعات مع وزارة الخارجية والأمانة العامة «للجنة الإيرانية للدفاع عن الشعب الفلسطيني». وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رامين مهمان باراست، أن «إرسال هذه السفن عبر بلدان مختلفة سيتحول إلى حركة احتجاج على حصار غزة وجرائم النظام الصهيوني. وفي ذلك أحد أهم إخفاقات هذا النظام».

من جهة اخرى حظي منسق العلاقات الإعلامية في لجنة «المبادرة الوطنية لكسر الحصار على غزة»، الناشط اللبناني في «أسطول الحرية» نبيل الحلاق، باستقبال شعبي حاشد في مطار بيروت الدولي بعدما كانت القوات الإسرائيلية رفضت تسليمه مع باقي اللبنانيين على معبر الناقورة لحيازته جواز سفر أيرلنديا. ووصل الحلاق في وقت تتحضر لجنة المبادرة الوطنية للمشاركة في «أسطول الحرية 2» وتقوم بمساعٍ حثيثة لتأمين السفن والدعم المادي بعدما تخطت أعداد الراغبين في المشاركة المئات. وأكّد عضو اللجنة الوزير السابق بشارة مرهج أن النهج الذي اعتمدته «المبادرة الوطنية لكسر الحصار على غزة» مستمر، خصوصا في ظل إقبال غير مسبوق للتطوع من كل المناطق اللبنانية ومن فئات عمرية وانتماءات سياسية وحزبية مختلفة.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «تبقى الحاجة إلى تأمين السفن والمواد الغذائية، فسفينة الاخوة اللبنانية لا تزال محتجزة من قبل إسرائيل التي استولت على كل تجهيزاتها، ما وضعنا تحت أعباء مالية وديون كثيرة. نحن نبذل اليوم جهودا حثيثة مع هيئات وجهات مختلفة لحث إسرائيل للإفراج عن سفينتنا، كما نتواصل مع الناشطين في أيرلندا واليونان وتركيا لتذليل العقبات والمشاركة في (أسطول الحرية 2)، فإذا ما تمكنا من تجهيز سفينة لبنانية سنكون طبعا على متن سفن أخرى». وأضاف: «أما في ما يخص العرض الإيراني لحماية السفن فهو قد يكون ساريا على السفن الإيرانية التي قد تتوجه إلى غزة، أما باقي السفن فيجب أن تحظى بحراسة أساطيل وسفن الأمم المتحدة؛ كونها المخولة الدفاع عن اللاجئين الموجودين في غزة وعن المدنيين العزّل الساعين لمساندة إخوتهم في القطاع المحاصر».

وفي هذا الإطار لفتت دعوة عقيلة اللواء علي الحاج، السيدة سمر الحاج، لتجهيز «سفينة نسائية» تنطلق في مقدّمة «أسطول الحرية 2»، على أن تكون محمّلة بالنساء فقط. وقالت الحاج لـ«الشرق الأوسط» إن الفكرة ولدت لحظة الهجوم على الأسطول».

وفيما شكّل عرض الحرس الثوري الإيراني بحراسة «سفن غزة» موضوع أخذ وردّ إقليمي ودولي، اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة كامل الرفاعي أن «الدعوة الإيرانية تنم عن حماسة الإيرانيين لنصرة شعب غزة»، لافتا إلى أن «عملا كهذا ستكون نتائجه سلبية لأن الهدف من الأساطيل والسفن إعلامي لتجييش الرأي العام الدولي، وليس عسكريا».

وقال الرفاعي لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح أن معظم السفن والأساطيل لم تتمكن من إيصال المساعدات إلى أهل غزة، وبالتالي شكّلت خسارة مادية مع مصادرة القوات الصهيونية لكل التجهيزات والحمولات، إلا أنها تبقى حاجة أساسية لتحريك الرأي العام الغربي والدولي في ظل غياب الموقف العربي الموحّد وتفاقم العجز الحكومي والشعبي».

وندد المستشار الثقافي في السفارة الإيرانية في لبنان محمد حسين رئيس زاده بـ«الهجوم الوحشي الصهيوني على (أسطول الحرية)»، ووصفه بـ«العنصري»، وبأنه «نابع عن حالة يأس لدى الكيان الغاصب لفلسطين».