قلق في تل أبيب من إجراءات أنقرة

تدريبات جوية مشتركة وقاعدة للموساد تراقب إيران

TT

أعربت مصادر سياسية وعسكرية إسرائيلية عن قلقها من أن يصيب التدهور في العلاقات السياسية بين إسرائيل وتركيا، العلاقات الاستراتيجية السرية القائمة بينهما، وفي مركزها وقف تدريبات طائرات سلاح الجو الإسرائيلي في سماء تركيا وإغلاق القاعدة التي يقيمها جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) شرق الأراضي التركية للتجسس على إيران.

وقالت هذه المصادر إن تركيا لم تكسر بعد كل القوالب في العلاقات بين البلدين. وعلى الرغم من مرور أكثر من سنة على تغيير سياسة الحكومة التركية تجاه إسرائيل والهجوم الشديد الذي يوجهه رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان للسياسة الإسرائيلية منذ الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة، فإنها أبقت التعاون العسكري بغالبيته الساحقة مستمرا، وخصوصا في المجال الأمني والتنسيق حول ما يسمى مكافحة الإرهاب.

ولكن صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، نشرت أمس خبرا مفاده أن تركيا تعيد النظر في هذه السياسة. وكشفت أن «الموساد» يقيم قاعدة له شرق تركيا، تعتبر «عيون إسرائيل» في التجسس على إيران. وأنها قد تغلقها. وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن سلاح الجو الإسرائيلي يجري تدريباته في سماء تركيا منذ سنوات طويلة. وقد استمرت هذه التدريبات، حتى بعد الحرب على قطاع غزة. بل تجري القوات العسكرية للطرفين تدريبات مشتركة كثيرة، وكان من المفترض أن تجري ثلاثة تدريبات في غضون شهرين (الحالي والمقبل)، لكن تركيا ألغتها بسبب الهجوم الإسرائيلي الدامي على سفينة مرمرة وقتل تسعة أتراك وجرح 45 من ركاب السفينة. وتخشى إسرائيل من قرار تركي جديد بمنع سلاح الجو الإسرائيلي. وقد بدأت قيادة الجيش الإسرائيلي البحث عن بديل في رومانيا وغيرها من الدول القريبة. وكانت تركيا قد طلبت من إسرائيل أن تعتذر لها عن الهجوم على سفينة مرمرة، ولكن إسرائيل رفضت. ويرتبك الإسرائيليون في السبل الواجب سلوكها لمواجهة العداء التركي المتفاقم. وفي مقابل العسكريين الذين يؤيدون الرد باعتدال والحفاظ على هذه العلاقات الاستراتيجية، يلاحظ أن وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، وقادة اليمين المتطرف يطالبون بالرد الحازم الصارم على تركيا وفضح دورها التاريخي في التعاون مع إسرائيل. ويقول ليبرمان إن تركيا، بقيادتها السياسية الحالية، تريد أن تعيد الامبراطورية العثمانية على الدول العربية والإسلامية ولكنها تفعل ذلك على حساب العلاقات مع إسرائيل. وهناك سياسيون معتدلون يعتقدون أن الهجمة التركية على إسرائيل تستهدف أمرا آخر، لا علاقة له بغزة أو بالقضية الفلسطينية. وكما يقول ألون لئيل، المدير العام الأسبق لوزارة الخارجية الذي شغل منصب سفير إسرائيل في تركيا ويعتبر من أبرز الخبراء الإسرائيليين في الشؤون التركية، إن «تركيا تبحث عن دور يقوي مركزها في أوروبا. وكانت مرتاحة لعلاقاتها مع إسرائيل عندما كنا نمنحها هذا الدور باستضافة المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وسورية. فإذا أعدنا لها هذا الدور، أو أعطيناها دورا شبيها بالوساطة مع حماس في قضية صفقة تبادل الأسرى، ستنتهي الأزمة معها.