بايدن بعد مباحثات مع مبارك: الوضع القائم لن يدوم.. ومن المهم تحقيق حل الدولتين

حمل إيران مسؤولية انتهاكها لواجباتها الدولية.. وأكد تطلع بلاده لاستمرار الحوار مع مصر حول الإصلاحات

TT

بحث الرئيس المصري حسني مبارك مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بمنتجع شرم الشيخ أمس، مجموعة من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وتطورات جهود إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، وسبل رفع الحصار عن غزة، وتأمين دخول المعونات الإنسانية إلى القطاع. وأعرب بايدن في بيان أصدره مكتبه بعد الاجتماع عن أمله في إحراز تقدم على صعيد محادثات التقارب بين الإسرائيليين والفلسطينيين لإنهاء الاحتلال القائم منذ عام 1967 وإقرار حل الدولتين. وحمل بايدن إيران مسؤولية ما قال إنه انتهاك لواجباتها الدولية، مشيرا إلى تطلع أميركي لالتزام مصر بتوصيات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الخاصة بتحقيق منافسة سياسية أكثر انفتاحا ودعم حقوق الإنسان والمجتمع المدني، وحث القاهرة على المضي قدما نحو التنفيذ الكامل لهذه الالتزامات.

كما تناولت المباحثات تطورات الأوضاع في العراق وجهود تشكيل الحكومة العراقية الجديدة لتحقيق الاستقرار، وتطورات الملف النووي الإيراني والأوضاع في اليمن والسودان خاصة بعد الانتخابات الأخيرة التي أسفرت عن فوز الرئيس عمر البشير، إضافة إلى بحث جهود تحقيق السلام والاستقرار في إقليم دارفور، وكذلك تطورات الأوضاع في الصومال.

وقالت مصادر رئاسية، إن الرئيس مبارك أكد خلال الاجتماع على ضرورة الإسراع في رفع الحصار عن قطاع غزة وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وضرورة الإسراع في التوصل إلى حل سلمي عادل وشامل للقضية الفلسطينية يكفل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وعقب اللقاء قال بيان صدر عن نائب الرئيس الأميركي أمس، إن مصر والولايات المتحدة شريكان في الرغبة في إقرار السلام في الشرق الأوسط، واليوم (أمس) أعدنا التأكيد على التزامنا بالتوصل إلى سلام شامل في المنطقة.

وأضاف بايدن قائلا: «الوضع القائم لن يدوم من وجهة نظر جميع الأطراف ومن المهم للغاية إحراز تقدم على صعيد محادثات التقارب بين الإسرائيليين والفلسطينيين لكي تتمكن الأطراف المشاركة من الانتقال إلى المفاوضات المباشرة بأسرع وقت ممكن بحيث تتوصل هذه المفاوضات إلى إنهاء الاحتلال القائم منذ عام 1967 وإقرار حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية تعيش في سلام وأمن».

وأشار بايدن إلى أن الجانب الأميركي يجري مشاورات وثيقة مع مصر وشركاء آخرين حول إيجاد سبل جديدة لتناول الجوانب الإنسانية والاقتصادية والأمنية والسياسية للوضع في غزة.

وأشاد بايدن بالدور المصري في أفغانستان ودعمها لعراق قوي ومستقل وموحد وديمقراطي، معربا عن قلقه بشأن ما سماه «عدم التزام إيران بواجباتها أمام مجلس الأمن»، وقال: «من جانبها لا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بتسوية دبلوماسية لهذه القضايا الخطيرة، لكننا نستمر في تحميل إيران مسؤولية انتهاكها المستمر لواجباتها الدولية». وقال أيضا: «نتوقع معاينة تطورات داخل مجلس الأمن لمحاسبة إيران في وقت قريب للغاية».

وأضاف بايدن أنه إلى جانب المخاوف المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني لا نزال نشعر بالقلق إزاء النشاطات الإيرانية المزعزعة للاستقرار في مختلف أرجاء المنطقة، بما في ذلك دعمها لحزب الله وحماس.

وأكد بايدن أن الولايات المتحدة تتطلع لاستمرار الحوار مع مصر حول مجموعة موسعة من القضايا ذات الاهتمام، بينها الإصلاح السياسي والاقتصادي المستمر في مصر، لافتا إلى أن عناصر مثل احترام حقوق الإنسان والحاجة إلى الاستمرار في العمل تعد ركائز مهمة لخلق مجتمع مدني نشط وتحقيق منافسة سياسية أكثر انفتاحا وذات أهمية حيوية لمصر لكي تبقى قوية وتعمل كنموذج يحتذى، بالنسبة إلى المنطقة. وأضاف بايدن: «أقرت مصر التزامات في إطار المراجعة الدورية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بينها قبول بعض توصيات المجلس، وتعتبر هذه التوصيات مهمة وأنا أحث مصر على المضي قدما نحو التنفيذ الكامل لهذه الالتزامات والبناء على هذه الأجندة».

وبدأ بايدن زيارة إلى مصر أول من أمس، تستمر يومين، لبحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، في مستهل جولة أفريقية تشمل أيضا كينيا وجنوب أفريقيا.

وقالت مصادر رئاسية، إن الرئيس المصري ونائب الرئيس الأميركي عقدا جلسة مباحثات ثنائية عقب جلسة موسعة شملت الوفد المرافق لبايدن، وعددا من القيادات المصرية. وضم الوفد المصري كلا من: رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد نظيف، ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط، والوزير عمر سليمان رئيس المخابرات.

بينما ضم الوفد الأميركي المرافق لبايدن كلا من: مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس توني بليكر، والنائب المساعد لوزيرة الخارجية روني استيكر، ومساعد أول بمجلس الأمن القومي دانيال شابيرو، والمستشار الخاص لنائب الرئيس لشؤون الشرق الأوسط هثرو مصطفى، إضافة إلى السفيرة الأميركية في القاهرة.