واشنطن أنفقت 500 مليون دولار لتجديد غوانتانامو

بعضها كماليات.. بينما عدد المعتقلين يتناقص

TT

على الرغم من استمرار انخفاض عدد المعتقلين بتهمة الإرهاب في سجن في قاعدة غوانتانامو، القاعدة الأميركية في كوبا، فإن الإنفاق يزيد لتطوير السجن. في سنة 2003، وصل عدد المعتقلين إلى رقم قياسي، 680، وانخفض الآن إلى 181 فقط.

لكن، حسب وثائق حصلت عليها صحيفة «واشنطن بوست»، صرفت وزارة الدفاع الأميركية أكثر من 500 مليون دولار لتطوير القاعدة، ولا يزال الإنشاء والبناء والتطوير والتوسيع مستمرا.

في الأسبوع الماضي، زار صحافي ومصور من الصحيفة غوانتانامو، ونشرت الصحيفة صور ملعب للكرة الطائرة كلف ربع مليون دولار، وملعب لكرة السلة كلف أيضا ربع مليون دولار، وثلاثين ميدانا رياضيا كلفت أربعة ملايين دولار، ومبنى فيه مقهى «ستارباك» كلف أكثر من نصف مليون دولار، ومبنى آخر في مطعم «كي إف سي (دجاج كنتاكي)» ومطعم «تاكوبيل» كلف قرابة مليون دولار.

وميزانية إدارة وصيانة هذه المباني وغيرها تبلغ مائة وخمسين مليون دولار سنويا، وما صرف على كل قاعدة غوانتانامو منذ هجوم 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001 وصل إلى ملياري دولار، منها عشرون مليون دولار لبناء مستشفى، وثلاثة ملايين دولار لبناء مستشفى صغير للأمراض العقلية (بعد زيادة حالات الانتحار والإحباط وسط المعتقلين).

وقالت الصحيفة: «خلال تسع سنوات، تحول مكان مهجور إلى واحد من أكثر القواعد العسكرية في العالم تأمينا وراحة».

وقال مراقبون وصحافيون في واشنطن إن الرئيس باراك أوباما لا يزال يريد، على الرغم من معارضة قوية في الكونغرس، إغلاق السجن، ونقل ما سيتبقى فيه من متهمين بالإرهاب إلى سجن في ولاية إلينوي، بالقرب من شيكاغو. وقال هؤلاء إن الصرف الكثير والكمالي في غوانتانامو يعود إلى أكثر من سبب:

أولا: لمواجهة الانتقادات العالمية خلال سنوات كثيرة بأن العسكريين الأميركيين يسيئون معاملة المعتقلين.

ثانيا: لتوفير سبل الراحة للحرس والجنود الذين يحرسون المعتقلين.

ثالثا: لوضع سياج أمني قوي بين المعتقلين والحرس، خوفا من تمرد المعتقلين.

رابعا: لتلبية ضغوط من أعضاء الكونغرس لصالح شركات مقاولات وبناء وتعمير للحصول على مزيد من العقود من وزارة الدفاع.

غير أن الجنرال ستيفن بليسديل، قائد قاعدة غوانتانامو، دافع عن هذا الصرف. وقال: «يجب ألا ننسى أن هذا المكان كان قاسيا وبعيدا عن أي مدينة عمرانية كبيرة. وجاء الصرف عليه من بنود إضافية كجزء من الحرب ضد الإرهاب».

لكن، أوضحت معلومات «واشنطن بوست» أن شركات مقاولات وبناء وتشييد عملاقة استفادت من تطوير غوانتانامو، منها شركة «هاليبرتون»، التي كان يرأسها ديك شيني، وزير الدفاع السابق، قبل أن يصير نائبا لرئيس الجمهورية.