كوريا الشمالية تعلن وفاة أبرز مسؤوليها الداعين إلى توريث السلطة

في حادث سيارة عن عمر يناهز الثمانين عاما

TT

أعلنت كوريا الشمالية الأسبوع الماضي وفاة ري جي غانغ، أحد أبرز مسؤوليها، الداعين إلى انتقال آمن للسلطة من كيم يونغ إيل، المتداعي صحيا، إلى أحد أبنائه، الأسبوع الماضي، لكن المحللين عبروا عن اعتقادهم بأن ذلك لن يؤثر على عملية توريث السلطة.

وقال المحللون إن وفاة ري، التي جاءت في أعقاب وفاة مسؤول بارز آخر وإقالة مسؤول آخر من الخدمة، ربما تساعد الابن كيم يونغ يون في استبدال القادة الآخرين لوالده بقادة مخلصين من اختياره هو.

وقد أعلن الإعلام الرسمي الذي تسيطر عليه الدولة عن وفاة ري، النائب الأول لمدير شعبة التوجيه والتنظيم القوية التابعة لحزب العمال، في حادث سيارة بعد منتصف ليل الأربعاء بقليل، عن عمر يناهز الثمانين.

تأثير ري القوي جاء نتيجة علاقاته بمسؤولي الحزب والمسؤولين العسكريين الموالين لكيم يونغ إيل.

وكما هي الحال دائما عند التعامل مع كوريا الشمالية، سيكون من الصعب على الخبراء التكهن بحقيقة ما يدور في كوريا الشمالية، لكن حالتي الوفاة وطرد أحد المسؤولين من منصبه أثارت التكهنات بإمكانية اغتيال ري خلال الصراع على السلطة.

لكن بعض المحللين يقولون إن التحليل الأكثر ترجيحا هو وفاة ري في حادث سير في ظروف جوية سيئة.

ويقول لي سان هيون، محلل شؤون كوريا الشمالية في معهد سيونغ، الواقع خارج العاصمة سول، إن كيم يونغ إيل معروف عنه حبه للسهر ومعاقرة الخمر وحبه لاستدعاء أصدقائه المخلصين في ساعات متأخرة جدا من الليل لعقد اجتماعات سياسية وإقامة حفلات الشراب. وأن هؤلاء المسؤولين يقدر مدى قربهم من السلطة بما إذا كانوا يتم استدعاؤهم للاجتماعات الليلة، وإن كان الأمر كذلك فكم عدد المرات التي حضروها.

ويقول لي: «يتلقون أوامر بالحضور في منتصف الليل دون إخطار. وعندما يعودون إلى منازلهم عادة ما يكونون سكارى. وعلى الرغم من أن زعماء كوريا الشمالية عادة ما يحظون بسائقين، فإنهم يطلب منهم حضور هذه الاجتماعات بمفردهم حفاظا على السرية».

القيادة السريعة في شوارع بيونغ يانغ أمر مألوف، حيث لا يوجد سوى عدد محدود من السيارات، لأن غالبية الأفراد لا يتمكنون من تحمل تكاليفها، لكن على الرغم من ذلك فإن الشوارع لا تزال خطرة، ربما يعود ذلك في بعض منه إلى الفقر المدقع الذي تعيشه البلاد، حيث تعاني البلاد من نقص في إمدادات الكهرباء إضافة إلى ضعف إضاءة الشوارع وعدم وجود مصابيح في الكثير من الأنفاق إضافة إلى أن الطرق مليئة بالحفر.

كان كيم يونغ سون، المستشار المقرب لكيم يونغ إيل بشأن العلاقات مع كوريا الجنوبية قد توفي في حادث سيارة عام 2003.

ومنذ عام 2001 تحول ري إلى الرجل رقم 2 في شعبة التنظيم، فرع الحزب الذي استخدمه كيم يونغ إيل لتعزيز سلطاته في السبعينات ولا يزال يعتقد أنه يرأسه. وكان ري مقربا من كو يونغ هي والدة كيم يونغ يون التي توفيت عام 2004.

ويقول تشيونغ سيونغ تشانغ، خبير شؤون كوريا الشمالية في معهد سيونغ أيضا: «فقد كيم يونغ يون اثنين من أبرز مناصريه عدا والده»، أما الرجل الثاني فهو جانغ سونغ تاك، شقيق زوجة كيم يونغ إيل ومدير شعبة الإدارة في الحزب».

ويشاع بأن منافسة حامية كانت تدور في الخفاء بين ري وجانغ.

ويضيف تشيونغ أن نفوذ جانغ تمادى خلال السنوات الأخيرة، نظرا لاعتماد كيم يونغ إيل، الذي يعتقد إصابته بسكتة دماغية عام 2008، على أقاربه الموثوقين.

وفيما يرى يو هويول، خبير شؤون كوريا الشمالية في جامعة كوريا، أن المنافسة أثارت شكوكا حول ما إذا كانت وفاة ري نتيجة أسباب طبيعية، يعتقد تشيونغ أن الأمر لو كان به شبهة اغتيال لما أعلنت كوريا الجنوبية نبأ وفاة ري بهذه السرعة.

غير أن الخبيرين توقعا اتساع نفوذ جانغ بعد وفاة ري. لكنهما أشارا إلى أن الوفاة لن تشكل أي عقبات في طريق تولي كيم يونغ يون السلطة خلفا لأبيه، لأن والده قد حشد اللاعبين السياسيين الأكثر نفوذا في البلاد لدعم ابنه، فيرى المحللون أن الهجوم الذي وقع على السفينة الحربية الكورية الجنوبية نفذته البحرية الكورية الشمالية لتعزيز حظوظ يون في خلافة والده ليمكن من حصوله على الدعم داخل الجيش.

المسؤول الآخر الذي توفي خلال الآونة الأخيرة، وكان نائبا أول لمدير شعبة التنظيم في الحزب، هو ري يونغ تشول (81 عاما) الذي أعلنت كوريا الشمالية وفاته في أبريل (نيسان) الماضي.

وفي مايو (أيار) الماضي تمت تنحية كيم إيل تشول (80 عاما) من جميع مهام في مفوضية الدفاع الوطنية العليا. وذكر الإعلان أن ذلك عائد إلى تقدم سنه، لكنه أمر غير معتاد في كوريا الشمالية التي تكتظ النخبة الحاكمة فيها بعدد كبير من الثمانيين.

ويقول تشيونغ: «تلك الوفيات والإقالات ستمنح الابن الفرصة لبدء تحول جيلي من الثمانيين الموالين لوالده إلى صف جديد من المسؤولين الستينيين الذين سيستخدمهم لتدعيم نظام حكمه».

* خدمة «نيويورك تايمز»