مسؤول أميركي لــ«الشرق الأوسط»: صنعاء سمحت بزيارة المعتقلين الأميركيين في قضايا إرهاب

السلطات اليمنية تلتزم الصمت إزاء الأجانب المعتقلين.. ومحاكمة 3 مشتبه في انتمائهم لـ«القاعدة» بحضرموت

يمنيون من الجنوب يتظاهرون ضد الحكومة ويطالبون بالانفصال أمس (أ.ف.ب)
TT

أكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية اعتقال أميركيين بـ«تهم متعلقة بالإرهاب» في اليمن، موضحا أنه لا يمكن الإفصاح عن الرقم المحدد لهؤلاء المعتقلين في الوقت الراهن. وأضاف المسؤول لـ«الشرق الأوسط»: «هذه قضية متغيرة، لا توجد حادثة واحدة فقط» تتعلق باعتقال أميركيين في اليمن، مما يشير إلى إمكانية اعتقال الأميركيين على مراحل أو في حوادث متفرقة على الرغم من أن جميع هؤلاء «متهمون في قضايا متعلقة بالإرهاب». وأوضح: «أحيانا يحمل المواطنون الأميركيون أكثر من جنسية وقد لا يعرف على الفور أنهم أميركيون أو قد لا يعلنون ذلك». وأكد المسؤول أن الحكومة الأميركية «على اتصال يومي مع السلطات اليمنية حول هذه القضية» من أجل الحصول على المعلومات وتقديم الخدمات القنصلية للمعتقلين. وأضاف أن السلطات اليمنية سمحت لمسؤولين أميركيين بالسفارة الأميركية في صنعاء بزيارة المعتقلين الأميركيين، موضحا: «لقد زرنا كل المواطنين الأميركيين المحتجزين المعروف اعتقالهم». وعلى الرغم من أن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية بي جي كراولي أعلن أول من أمس أن هناك 12 محتجزا أميركيا، فإن هذا العدد ليس العدد النهائي للمعتقلين؛ إذ لم تتأكد السلطات الأميركية من هوية المعتقلين والمعلومات حولهم. وفي صنعاء، تواصل السلطات اليمنية التزام الصمت إزاء الأنباء المتواترة حول اعتقال العشرات من الأجانب من قبل أجهزة المخابرات اليمنية وذلك على خلفية الحرب ضد الإرهاب. كما لم يصدر عن السفارة الأميركية أي تعليق حول الأمر، وقال مسؤول بالسفارة في اتصال مع «الشرق الأوسط» إنه لا توجد لديهم معلومات حتى اللحظة بشأن ما أعلن.

وجزم كثير من المصادر بأن الأجانب الذين تعتقلهم صنعاء، جاءوا إلى اليمن بغرض دراسة اللغة العربية، وكانت «الشرق الأوسط» نشرت السبت الماضي خبرا حول اعتقال أجهزة الأمن اليمنية عددا غير محدد من الأجانب من جنسيات مختلفة بينها النيجيرية والبنغالية.

وأثارت المحاولة الإرهابية للشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب عشية أعياد الميلاد، الشكوك حول الأجانب في اليمن، خاصة بعد أن اتضحت علاقته بالمتشدد الأميركي من أصل يمني أنور العولقي المختبئ في جبال محافظة شبوة اليمنية. وما زالت السلطات اليمنية ومنذ محاولة تفجير الطائرة الأميركية في سماء ديترويت، تفرض إجراءات مشددة على دخول الأجانب إلى اليمن، مثل التأشيرات المسبقة عبر السفارات اليمنية في البلدان التي يرغب مواطنوها في زيارة اليمن، بدلا من الحصول على التأشيرات في مطار صنعاء، كما كان معمولا به قبل حادثة الطائرة، إضافة إلى اشتراط موافقة الأجهزة الأمنية اليمنية المختصة على طلبات السفر إلى اليمن.

وتعتقد واشنطن أن اليمن يواجه تهديدات حقيقية من قبل «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» الذي يتخذ قادته من المناطق الجبلية اليمنية ذات التضاريس الوعرة ومن تعاطف رجال القبائل، وسيلة للاختفاء وممارسة الأنشطة الإرهابية.

وفي معرض تعليقه على اعتقال رعايا أميركيين في اليمن، أكد كراولي أن لدى بلاده تعاونا كبيرا مع الحكومة اليمنية في مجال محاربة الإرهاب: وقال: «نبذل ما في وسعنا من أجل مساعدة اليمن على التقليل من التهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة في منطقة شبه الجزيرة العربية».

على صعيد متصل، بدأت محكمة أمن الدولة والإرهاب الجزائية المتخصصة في محافظة حضرموت، أمس، محاكمة 3 من المتهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة وهم: صالح عبد الخالق علي جابر (فار من وجه العدالة)، ومحمد أحمد سعيد باطرفي وسالم عمر برك بن مسعود.

وجاء في قرار الاتهام الذي وجهته نيابة أمن الدولة، أن المتهمين الأول والثاني «اشتركا في عصابة مسلحة ومنظمة للقيام بأفعال إجرامية بهدف إحداث التفجيرات في المنشآت العامة ذات النفع العام وتعريض أمن وسلامة المجتمع للخطر»، وأنهما «أعدا لذلك الغرض الوسائل اللازمة من المواد المتفجرة ووسائل النقل والاتصالات».

وأضاف قرار الاتهام، بحسب وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، أن المتهم الثالث اشترك في «عصابة مسلحة مع آخرين ممن ينتمون لتنظيم القاعدة، ضمن اتفاق جنائي، لتشكيل عصابة مسلحة لتنفيذ مشروع إجرامي يهدف إلى تعريض أمن وسلامة المجتمع للخطر».

وتلت النيابة، في الجلسة، مذكرة إيضاحية لأسباب الاتهام ووقائع الدعوى وعرضت المضبوطات التي عثر عليها في منزل المتهم الثاني، وهي عبارة عن متفجرات وبارود وصواعق تفجير. يذكر أن القضاء اليمني ينظر في عشرات القضايا المتعلقة بالإرهاب.