بايدن يلتقي الرئيس الكيني وسط إجراءات أمنية مشددة شملت كل منافذ البلاد

بحث معه الإصلاحات السياسية والدستورية التي سيتم الاستفتاء عليها في أغسطس

الرئيس الكيني مواي كيباكي أثناء استقباله نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في نيروبي أمس (أ ب)
TT

بحث الرئيس الكيني مواي كيباكي مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن مجموعة من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك في نيروبي أمس، وركزت مباحثات الطرفين على الإصلاحات السياسية والدستورية في كينيا التي سيتم الاستفتاء عليها في أغسطس (آب) المقبل، كما تناولت المباحثات بين الجانبين تطورات الأوضاع في الصومال والجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار فيه، إلى جانب الأوضاع في السودان.

وكان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، وهو أرفع مسؤول أميركي يزور كينيا منذ تولي الرئيس باراك أوباما السلطة قد وصل إلى العاصمة الكينية نيروبي الليلة قبل الماضية وسط إجراءات أمنية مشددة شملت كل منافذ البلاد، في ثاني محطة له ضمن جولة أفريقية. ويحمل نائب الرئيس الأميركي رسالة خاصة من الرئيس أوباما إلى كينيا لإجراء إصلاحات سياسية في البلاد ومراجعة الدستور والضغط لمحاكمة مرتكبي أعمال العنف الدامية التي وقعت في البلاد عقب الانتخابات الرئاسية عام 2008، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 1300 شخص وتشريد نحو 300 ألف آخرين.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نائب الرئيس الأميركي، طالب الرئيس الكيني مواي كيباكي الولايات المتحدة بلعب دور قيادي في الجهود الدولية المبذولة لتحقيق الاستقرار في الصومال المجاورة التي تشهد فوضي أمنية وسياسية منذ 19 عاما، لإنهاء حالة الحرب فيها.

وذكر كيباكي أن صراع بلاده مع الإرهابيين سيستمر ما دامت الصومال دولة بلا قانون، وقال: «الصومال غير الخاضعة لقانون تهدد أمن كينيا».

من جهته، أكد بايدن أن الولايات المتحدة تتطلع إلى استمرار الإصلاحات السياسية والدستورية في كينيا، وأن تعزيز المؤسسات الديمقراطية في البلاد سيؤدي إلى زيادة استثمار الولايات المتحدة في كينيا. وقال: «إذا عززت كينيا الحكم بالقانون، فإن البلاد ستفتح الباب أمام مزيد من المساعدات والاستثمارات الأميركية». وأضاف: «الأميركيون يريدون القيام بأعمال تجارية هنا، لكن ذلك يأتي مع الإصلاحات في البلاد».

وكانت كينيا التي تعد حليف واشنطن الاستراتيجي في منطقة شرق أفريقيا تتعرض في الفترة الأخيرة لضغوط أميركية متزايدة لتنفيذ الإصلاحات التي دعا إليها المجتمع الدولي في أعقاب أعمال العنف التي أعقبت انتخابات عام 2008.

وتناولت المباحثات بين نائب الرئيس الأميركي والمسؤولين الكينيين أيضا قضايا إقليمية أخرى ذات اهتمام مشترك، وأكدت على مصالح الولايات المتحدة المشتركة في إحلال السلام والاستقرار في المنطقة خاصة في السودان والصومال. ومن المقرر أن يقوم نائب الرئيس الأميركي أيضا بإلقاء خطاب هام في نيروبي يركز فيه على أهمية العلاقات الأميركية - الكينية، سيتناول عهود كينيا الكبيرة وأهمية العمل معا من أجل مواجهة التحديات الإقليمية. ومن المقرر أيضا أن يلتقي بايدن مع نائب الرئيس السوداني ورئيس حكومة الجنوب سلفا كير خلال زيارته لكينيا. وخلال زيارته لكينيا التي تستغرق 3 أيام، من المقرر أن يقوم بايدن بزيارة حديقة «السابع من أغسطس» التذكارية، وهي موقع حادث تفجير السفارة الأميركية بنيروبي في 7 أغسطس (آب) عام 1998، الذي صار الآن حديقة تذكارية في العاصمة الكينية نيروبي، ويضع بايدن إكليلا من الزهور في الحديقة تخليدا لذكرى الأشخاص الـ218 الذين قتلوا في التفجيرين المتزامنين بسفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا، بينهم 12 أميركيا. وكان الهجومان قد أسفرا أيضا عن إصابة 4 آلاف آخرين بجروح.

وسيتوجه بايدن في ختام زيارته لكينيا إلى جنوب أفريقيا، محطته الأخيرة في جولته الأفريقية، لحضور حفل افتتاح مونديال العالم لكرة القدم يوم الجمعة المقبل، حيث سيتولى مع زوجته تمثيل الولايات المتحدة في حفل الافتتاح، ومن المقرر أيضا أن يلتقي في محطته الأخيرة مسؤولين جنوب أفريقيين وقادة دوليين آخرين يحضرون حفل افتتاح كأس العالم 2010، ويتابع بايدن المباراة الأولى لفريق بلاده مع إنجلترا يوم السبت.