جيبوتي: مفاوضات سرية بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير إقليم الصومال الغربي

بعد سلسلة من اللقاءات المباشرة وغير المباشرة في الدنمارك وبلجيكا

TT

أكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن جولة جديدة من المفاوضات السرية بين الحكومة الإثيوبية والجبهة المتحدة لتحرير إقليم الصومال الغربي – إحدى أبرز الجبهات المسلحة المعارضة للحكومة الإثيوبية – ستنطلق غدا في جيبوتي. وتجرى هذه المفاوضات في أجواء بعيدة عن أعين وسائل الإعلام، ويقتصر دور جيبوتي التي تستضيف المفاوضات على الاستضافة فقط والمراقبة من خلال لجنة خاصة للمتابعة، وقد تشارك في الجلسة الافتتاحية والختامية أيضا.

وكان الطرفان (الحكومة الإثيوبية والجبهة المتحدة لتحرير إقليم الصومال الغربي) قد وقعا اتفاقا مبدئيا في أبريل (نيسان) الماضي بعد سلسلة من اللقاءات المباشرة وغير المباشرة في الدنمارك وبلجيكا، نص على هدنة مؤقتة لفترة 3 أشهر على أن تبدأ بعدها مفاوضات مباشرة تفصيلية.

وقالت الجبهة الوطنية لتحرير الصومال الغربي التي يقودها «إبراهيم محمد حسين»، التي تعد من أبرز الجبهات المسلحة في الإقليم إنها توصلت مع نظام أديس أبابا إلى عدم جدوى مواجهة السلاح بالسلاح، إذا كان بالإمكان الجلوس معا على طاولة المفاوضات للحديث عن جوهر المشكلة في الإقليم عبر الحوار السلمي. وخلال مايو (أيار) الماضي عقدت الجبهة المتحدة لتحرير إقليم أوجادين اجتماعات منفصلة في عدة مدن في الإقليم شاركت فيها مختلف فئات شعب الإقليم لشرح بنود الاتفاق الأولي مع الحكومة الإثيوبية، للوصول إلى رؤية مشتركة لحل مشكلة الإقليم عبر الحوار.

وقال إبراهيم حسين رئيس الجبهة المتحدة لتحرير الصومال الغربي في تصريحات صحافية قبل أيام «إن الجولة الجديدة من المفاوضات المباشرة بين الطرفين ستنطلق قريبا، مضيفا أن الحكومة الإثيوبية تتبع نهجا جديدا لحل الصراع القائم في الإقليم، وأن الجبهة المتحدة لتحرير إقليم أوجادين التي تمثل الممثل الشرعي لشعب أوجادين وافقت على إجراء حوار مباشر مع الحكومة لحل الصراع الدموي في الإقليم». وقد وصل أول من أمس إلى عاصمة جيبوتي الوفد المفاوض للجبهة المتحدة، للمشاركة في المفاوضات التي ستبدأ اليوم، والتي وصفها مسؤولون من الجبهة بأنها مصيرية وحاسمة. ويرأس الوفد المفاوض رئيس مجلس الشورى للجبهة الشيخ أحمد عبدي نوح، إضافة إلى أعضاء آخرين.

وحسب مصادر مطلعة ستبحث هذه المفاوضات عدة ملفات ذات صلة بالقضايا الأمنية وملف الأسرى وملفات سياسية أخرى ومستقبل إقليم الصومال الغربي. وكانت الجبهات المسلحة لتحرير إقليم أوجادين – الذي تقطنه غالبية من أصول صومالية – تقاتل خلال العقدين الأخيرين للانفصال عن إثيوبيا، وكانت تطالب باستفتاء شعبي لتقرير مصير الإقليم، وإتاحة الفرصة لسكان الإقليم ليقرروا ما إذا كانوا يريدون البقاء كجزء من إثيوبيا، أو دولة مستقلة، أو الانضمام إلى الصومال.

ولتهدئة الأجواء لانطلاق المفاوضات المباشرة أطلقت الحكومة الإثيوبية سراح العشرات من المعتقلين من قادة الجبهة من السجون الحكومية. ويرى المراقبون أن إحلال سلام شامل في إقليم أوجادين من خلال المفاوضات بين الحكومة وإحدى الفصائل المتمردة قد يكون بعيد المنال، بسبب معارضة فصائل أخرى ذات ثقل عسكري في هذه المفاوضات، مثل الجبهة الوطنية لتحرير أوجادين التي يقودها الأدميرال محمد عمر عثمان.

وكانت إثيوبيا تتهم الجبهة المتحدة لتحرير إقليم الصومال الغربي، التي تتفاوض معها حاليا، بأنها منظمة إرهابية، وأنها على علاقة وتعاون مع مجموعات إسلامية أخرى من بينها حركة الشباب المجاهدين الصومالية، والتي تتهمها واشنطن بأنها على علاقة مع تنظيم القاعدة.