لندن: السجون تدفع النزلاء المسلمين إلى قلب التيار الأصولي

10 آلاف نزيل مسلم.. أي 11% من إجمالي سجناء بريطانيا

TT

حذرت كبيرة مفتشي السجون في بريطانيا في تقرير لها أمس من أن المعاملة التي يتلقاها النزلاء المسلمون في السجون من قبل العاملين باعتبارهم متشددين محتملين خطرين تقودهم إلى أيدي جماعات أصولية متطرفة. وقالت دام إن أورز، إن النهج سائد من خلال نظام السجن، حتى وإن كان أقل من واحد في المائة من السجناء المسلمين في إنجلترا وويلز، البالغ عددهم 10300 سجين أدينوا لارتكابهم جرائم. وقالت إنه سيكون من السذاجة إنكار وجود مسلمين يحملون وجهات نظر متطرفة ومتشددة بين السجناء أو من يمكن أن ينجذبوا لهم لأسباب مختلفة. وقالت إن هذا ليس ذريعة لاتخاذ منهج أمني شامل ضد السجناء المسلمين بشكل عام.

وبني التقرير الذي أعدته أورز على مقابلات أجريت مع 164 سجينا مسلما في ثمانية سجون ومؤسسات أحداث، بالإضافة إلى زيارات تفتيش تفقدية قامت بها خلال السنوات الثلاث الماضية. وتقول كبيرة مفتشي السجون، إن أورز، في تقريرها بعنوان «تجارب المسجونين المسلمين» إن النزلاء يعتنقون الإسلام للحصول على ميزات وعلى حماية إخوانهم في الدين لهم. وكانت إن أورز أعدت تقريرها بعد عدة تقارير أشارت إلى سعي النزلاء المسلمين في بعض السجون لفرض سيطرتهم على العنابر. وحسب التقرير ارتفع عدد السجناء المسلمين في السجون البريطانية من 2513 (أي 5 في المائة من إجمالي النزلاء) في التسعينات، إلى 9795 (أي 11 في المائة من إجمالي النزلاء) عام 2008. وطالبت أورز هيئة التعامل مع مرتكبي الجرائم بتطوير استراتيجية لتشجيع العاملين على التعامل على نحو لائق مع السجناء المسلمين على أساس فردي. وقالت إنه تم ضخ المزيد من الموارد لتعزيز الأمن على حساب فهم الاحتياجات الدينية للسجناء المسلمين. وأضافت: «دون هذا يوجد خطر حقيقي لتحقق نبوءة لا جدال فيها، وهي أن خبرة السجن ستخلق أو ترسخ العزلة والعصيان مما يترتب عليه أن تطلق السجون للمجتمع سراح شاب يحتمل على نحو كبير أن يرتكب جريمة أو حتى يعتنق التطرف. ووجد أن السجناء المسلمين لديهم خبرة سلبية أكبر عن السجن، ويرجع ذلك عادة بسبب مخاوف تتعلق بسلامتهم. وكانت المشكلة أكثر خطرا في السجون ذات الإجراءات الأمنية العالية، حيث قال ثلاثة أرباع المسلمين الذين أجريت معهم مقابلات إنهم يشعرون أنهم ليسوا في مأمن، مع وجود تصور لديهم مرتبط بعدم الثقة بالعاملين.

وقال تقرير أورز أيضا إن الإسلام لعب دورا إيجابيا ودور إعادة تأهيل في حياة الكثير من السجناء رغم شكوك العاملين في الأعمال الدينية. وقال التقرير، الذي نشر أمس، إنه رغم اعتقال عدد من الإرهابيين مؤخرا فإن أقل من 1 في المائة من النزلاء المسلمين متهم بالإرهاب. وينقل التقرير مخاوف مسؤولي السجون شديدة الحراسة وسجون الشباب من احتمال إكراه بعض النزلاء على التحول إلى الإسلام. لكن واضعة التقرير تخلص من متابعتها لنحو 85 سجنا إلى أن «كثيرا من النزلاء المسلمين أكدوا أهمية الدور الإيجابي الذي لعبه الإسلام في حياتهم، وخصوصا الهدوء الذي يجلبه الالتزام الديني في جو السجن الضاغط». وتضيف: «يتناقض هذا بوضوح مع المخاوف لدى المسؤولين مما يؤدي إليه الالتزام الديني أو تحول النزلاء إلى ديانة بعينها. إلا أن النزلاء لديهم دوافع متعددة، وقد يكون من بينها منافع غذائية أو الحماية ضمن مجموعة».

وتوفر كل السجون البريطانية وجبات الطعام الحلال، ويقول بعض النزلاء إنهم يجدون طعام الحلال أفضل من الطعام التقليدي للسجن. كما أن أداء صلاة الجمعة يعفي النزلاء المسلمين من العمل، ويقول بعض النزلاء الذين اعتنقوا الإسلام إنهم يجدون فرصة للتخفيف من أعباء السجن بأدائهم فروض الدين الإسلامي.

ويقول التقرير إن شعور النزلاء بأن حرس السجن غير قادرين على حمايتهم من النزلاء الأشرار يدفعهم للبحث عن الأمان الذي يوفره الانتماء إلى جماعة مثل النزلاء الإسلاميين الذين يحمي بعضهم بعضا.

إلى ذلك، أشار استطلاع للرأي على شبكة الإنترنت لحساب مؤسسة «التعرف على الإسلام» الإسلامية المعتدلة، إلى أن معظم البريطانيين يربطون الإسلام بالتطرف واضطهاد المرأة. فقد قال 58 في المائة من الذين شاركوا في هذا الاستطلاع إنهم يربطون الإسلام بالتطرف.