هولندا تنتخب برلمانها اليوم بعد استقالة الحكومة بسبب أفغانستان

4 أحزاب بينها «اليمين المتشدد» تتنافس على قيادة البلد

TT

يتوجه الهولنديون إلى صناديق الاقتراع اليوم لانتخاب برلمان جديد، وذلك بعد نحو أربعة أشهر من استقالة الحكومة السابقة بسبب خلافات حول بقاء القوات الهولندية في أفغانستان. وتتنافس أربعة أحزاب رئيسية، هي الحزب الديمقراطي المسيحي، وحزب الشعب من أجل الحرية الليبرالي، وحزب العمل الاشتراكي، وحزب الحرية اليميني المتشدد، للفوز بغالبية مقاعد المجلس المكون من 150 مقعدا، وبالتالي الظفر برئاسة الحكومة. وبينما يسعى رئيس الحكومة المنتهية ولايته يان بيتر بالكينيندي، مرشح الحزب المسيحي الديمقراطي، للحفاظ على منصبه، تبرز أسماء أخرى مرشحة لشغل المنصب المقبل لرئيس الحكومة. ويتعلق الأمر خصوصا بيوب كوهين زعيم حزب العمل الجديد، ومارك روتا، زعيم الحزب الليبرالي.

لعب يوب كوهين، عمدة أمستردام السابق وزعيم حزب العمال، دورا مهما في السياسة الهولندية منذ تسلمه منصب نائب وزير الثقافة عام 1993، ولاحقا كنائب لوزير العدل، وقام بتنفيذ سياسة جديدة صارمة في مجال الهجرة، لا تزال نافذة حتى الآن. وقد امتدح على نطاق واسع لفلسفته «الحفاظ على التماسك الاجتماعي»، واختارته مجلة «تايم» الأميركية كرجل أوروبا لعام 2005. وغالبا ما يشار إليه بـ«عمدة الأمة». وهو يأمل، في تحقيق انخراط أكبر للمهاجرين في الحياة العامة بالبلاد. لكنه تعرض أيضا للانتقاد لليونته البالغة، ووصف أحيانا بالافتقار إلى الرؤية. ويسهل على الكثير من الناخبين تصور كوهين رئيسا مقبلا للحكومة، إذ مباشرة بعد اختياره زعيما لحزب العمل، صار يحتل مكانة متقدمة جدا في استطلاعات الرأي.

وفي الوقت نفسه، يحاول خصمه، زعيم الحزب الليبرالي، مارك روتا، جاهدا اللحاق بالركب، ويعرض هو الآخر، نفسه كمدافع عن العمال ويأمل في إخراج هولندا من الأزمة الاقتصادية. يتمتع روتا بالشباب والحيوية، لكنه لم يقدم ما توقعه الناس منه لسنوات. وعبر روتا عن رغبته في أن يصبح رئيسا للحكومة. وفي كلمة ألقاها مؤخرا قلل روتا من أهمية شخص رئيس الوزراء لصالح الاهتمام بمحتوى البرامج الانتخابية. بدأ روتا تاريخه المهني، مثل يوب كوهين، كنائب وزير للشؤون الاجتماعية والعمل في عامي 2002 و2003. وفي عام 2006 فاز بزعامة الحزب الليبرالي بعد منافسة حادة مع ريتا فردونك، وزيرة الهجرة سابقا، التي حصلت على أصوات أكثر من روتا في الانتخابات العامة في تلك السنة، وهو أمر غير معتاد في السياسة الهولندية. وبعد مغادرة ريتا فردونك الحزب الليبرالي وتأسيسها حزبا خاصا بها، كثرت التساؤلات حول قدرات روتا القيادية.

أما الشخصية الثالثة الصاعدة فهي خيرت فيلدرز، زعيم حزب الحرية، الذي اشتهر بسياسته المعادية للإسلام والمهاجرين. وذهب بعيدا جدا في ذلك إلى حد إطلاق اسم المستعمرين على المهاجرين المسلمين، وقال في البرلمان في العام الماضي: «النخبة الهولندية تطلق اسما رومانسيا على هؤلاء المغاربة الذين يعيثون في البلاد فسادا، ويسمونهم (الهولنديين الجدد). أنا أفضل تسميتهم بالمستعمرين. مستعمرون مسلمون. لأنهم لم يأتوا هنا للاندماج، وإنما لسحب البساط من تحتنا، لإخضاعنا».

تصريحات فيلدرز هذه تسببت في مقاضاته بتهمة التحريض على الكراهية، وسيمثل بسببها أمام المحكمة في أمستردام في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وتصدر فيلدرز استطلاعات الرأي لمدة طويلة. وتحدث البعض في فترة من الفترات حول إمكانية أن يصبح حزب الحرية الحزب الأكبر في البلاد، وأن يصبح خيرت فيلدرز رئيسا للحكومة.

لكن من وجهة نظر البعض ربما يكون فيلدرز وصل إلى الذروة بسرعة ولكن ما لبث أن تراجع. وانخفضت مرتبة حزب الحرية خلال استطلاعات الرأي، ويبدو أنه هبط إلى الدرجة الرابعة.