السعودية تطبق تجربة فرضية لمواجهة «القاعدة» في المناطق الجبلية.. اليوم

تدريب مشترك بين الوحدات المدرعة ومكافحة الإرهاب لمدة 5 ساعات

TT

تشهد السعودية اليوم، تجربة فرضية لمواجهة «القاعدة» في المناطق الجبلية، حيث تعد هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها تطبيق مثل هذا النوع من التجارب الفرضية.

ويكتسب التدريب المشترك، الذي ستقوم بتنفيذه وحدات قوات الأمن الخاصة، أهمية، لأنه يأتي في أعقاب إطاحة أجهزة الأمن السعودية في أبريل (نيسان) قبل الماضي، بشبكة لـ«القاعدة» كانت تتحصن في منطقة جبلية جنوب السعودية، وسبق أن قامت «الشرق الأوسط» بنشر تقرير ميداني عنها.

كما يأتي هذا التدريب المشترك الذي سيرعاه الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، بعد أشهر قليلة من إنهاء القوات المسلحة السعودية حربها الجبلية الأولى، التي خاضتها ضد مجموعات من المتسللين انتهكوا أراضيها عبر الحدود المشتركة مع اليمن.

وعلمت «الشرق الأوسط»، أن التدريب المشترك الذي ستشهده أراضي وادي أبو الهشيم بالحيسية (80 كيلومترا غرب العاصمة السعودية الرياض)، ستشارك فيه وحدة الـ«مدرعة»، ووحدة «مكافحة الإرهاب» ووحدة «المتفجرات».

وتشير المعلومات إلى أن التدريب المشترك، سيكون أشبه بـ«المناورات العسكرية» التي تنفذها وحدات الجيش السعودي، بهدف خلق نوع من «التناغم والانسجام في العمل بين القطاعات الأمنية الخاصة».

وأكدت قوات الأمن الخاصة، التي دعت وسائل الإعلام للتدريب المشترك، على أهمية هذه التدريبات، كونها «تحاكي الواقع في محاربة الفئة الضالة في المناطق الجبلية»، على حد تعبيرها، مفيدة أن التدريب يحمل «رسائل هامة للجميع».

وسيكون التدريب المشترك، عبارة عن مجموعة فقرات، وسيمتد وقته لـ5 ساعات متواصلة، منها ما قبيل غروب الشمس، وأخرى سيتم تنفيذها في الظلام الدامس، وسيبدأ التدريب من الرابعة عصرا، وسينتهي في تمام التاسعة مساء، كما سيتلوه حفل ختامي للدورات التخصصية لوحدات قوات الأمن الخاصة.

وهذه التجربة الفرضية، التي ستكون السعودية بصددها اليوم، ليست الأولى التي تطبق لناحية ملاحقة ومطاردة وقتال عناصر تنظيم القاعدة في طبيعة جبلية، حيث إن قوات الأمن الخاصة سبق لها أن قامت العام قبل الماضي، بتدريب مشابه.

غير أن هذا التدريب، في نسخته الحالية، يأتي في ظروف ومتغيرات طرأت على سلوك تنظيم القاعدة، خاصة في المنطقة، بعد الهجرة الجماعية التي سلكتها عناصر «القاعدة» نحو المناطق الجبلية في اليمن، كما يتوقع أن ينعكس مثل هذا التدريب على قدرة القوات الخاصة في مواجهة أي حرب جبلية، سواء كانت مع «القاعدة» أو مع أي مجموعات أخرى تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار على الأراضي السعودية.

وكانت السعودية، قد عطلت في أبريل قبل الماضي، نشاط مجموعة من عناصر «القاعدة»، اتخذت من مغارة في سلسلة جبال المنطقة الجنوبية، مقرا لها، وهو ما عزز قناعة السلطات السعودية بجدوى خطوتها الرامية لزيادة فاعلية القوات الأمنية في حروب التضاريس الجبلية، الأمر الذي عززته أحداث الشريط الحدودي الأخيرة.