اليمن: حملة عسكرية واشتباكات في مأرب لاعتقال مطلوب من «القاعدة»

مقتل مسلح وإصابة 20 في المواجهة بين الأمن وأنصار العقيلي

طفلة يمنية تقف في مدخل منزلها الذي تعرض لأضرار بالغة خلال الاشتباكات بين الجيش اليمني ومسلحي «القاعدة» في مأرب أمس (أ ف ب)
TT

شنت قوات الأمن اليمنية أمس، حملة عسكرية كبيرة على إحدى قرى وادي عبيدة بمحافظة مأرب في شرق البلاد، وذلك في محاولة لاعتقال أحد المطلوبين أمنيا، الذي يعتقد بانتمائه لتنظيم القاعدة، في وقت تجري قيادات أمنية بارزة مشاورات من زعماء القبائل في مأرب حول الإرهاب والمطلوبين.

وأكدت مصادر متطابقة أن الحملة العسكرية هدفت إلى اعتقال حسن العقيلي المشتبه في انتمائه لتنظيم القاعدة والمشتبه الأول في حادثة اغتيال العقيد محمد صالح الشايف، أركان حرب «اللواء العسكري 315»، السبت الماضي، وهي الحادثة التي قتل فيها أيضا أحد حراس الشايف، وأصيب آخران بجراح خطرة.

وقالت المصادر إن العقيلي ومرافقيه قاوموا القوة العسكرية التي وصلت إلى قرية «جو العبر»، الأمر الذي أسفر عن مقتل مسلح وإصابة أكثر من 20 شخصا، نصفهم تقريبا، من الجنود، غير أن مصادر محلية تحدثت عن إصابة نساء وأطفال عندما قامت قوات الأمن بقصف القرية وتدمير منزل العقيلي بصورة تامة، في حين تمكن هو من الفرار إلى وجهة غير معلومة، حتى اللحظة.

ويبلغ العقيلي من العمر 28 عاما، وهو أحد المطلوبين في تهمة الانتماء لـ«القاعدة»، ويعتقد في صلته بهجمات استهدفت مسؤولين أمنيين وعسكريين في مأرب خلال العامين الماضيين.

واغتيل العقيد الشايف في إطلاق النار على سيارته السبت الماضي، على طريق منطقة صافر النفطية، وقد شارك الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الاثنين الماضي، في تشييع جثامين الشايف ومرافقيه، في صنعاء، قبل أن يتوعد المتورطين في عملية الاغتيال و«يد الغدر والخيانة» بأنهم «لن يفلتوا من العقاب».

وتأتي تطورات الأمس، في ظل تواجد وزير الداخلية اليمني اللواء مطهر رشاد المصري وقيادات أمنية واستخباراتية بارزة، منهم وكيلا جهازي الأمن القومي والأمن السياسي، في مأرب لأسباب كثيرة، منها قيادة التحقيق في مقتل نائب محافظ المحافظة جابر الشبواني، الأسبوع الماضي، في غارة جوية استهدفت عناصر من تنظيم القاعدة، لكنها أخطأت الهدف.

وبحسب المعلومات التي رشحت، فإن ضمن أهداف الزيارة إجراء حوارات مع مشائخ القبائل وبالأخص في وادي عبيدة، واستمالتهم ليقوموا بمساعدة الحكومة والضغط على العناصر المطلوبة لتسليم نفسها إلى أجهزة الأمن، كما حدث الأسبوع الحالي، حيث سلم غالب الزايدي وحمزة الضياني نفسيهما، كل على حدة، إلى السلطة المحلية.

وحث وزير الداخلية اليمنية، خلال زيارته لمنطقة صرواح، مشائخ القبائل على «مزيد من التعاون مع الأجهزة الأمنية لتحقيق الأمن والاستقرار للمديرية»، وأشاد المصري بـ«الجهود التي بذلتها مشائخ وأعيان قبائل جهم وآل الزايدي في إقناع بعض المطلوبين أمنيا من تنظيم القاعدة، بتسليم أنفسهم إلى الدولة..».

ويقرأ من هذه التطورات استخدام الحكومة اليمنية لأسلوبي القوة والتفاوض في آن معا، من أجل الظفر بعناصر «القاعدة» المطلوبة في مأرب، التي لا يعرف العدد الحقيقي للمطلوبين أو الحجم الحقيقي لـ«القاعدة» فيها.

وتعد مأرب من المحافظات اليمنية المهمة، نظرا لثروتها النفطية وأنها وجهة سياحية، تضم «معبد الشمس» و«عرش بلقيس» وسد مأرب التاريخي. وسبق لتنظيم القاعدة أن نفذ في العام 2007م قرب أحد المعالم السياحية تفجيرا انتحاريا ضخما، أسفر حينها عن مقتل 7 سياح إسبان و4 مواطنين يمنيين، إضافة إلى عمليات إرهابية متفرقة.

إلى ذلك قالت وزارة الخارجية الأميركية مساء أول من أمس إنه يوجد ثلاثة مواطنين أميركيين قيد الاعتقال في اليمن بتهم تتصل بالإرهاب، لكن لم يُلقَ القبض على أحد أخيرا.

وكان بي جيه كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية يوم الاثنين قال إنه يوجد 12 مواطنا أميركيا قيد الاعتقال في اليمن، لكنه لم يذكر تفاصيل عن سبب احتجازهم. وقال كراولي إنه لا علم له بالقبض على أي مواطنين أميركيين أخيرا في اليمن. وقال أيضا إن عدد الأميركيين قيد الاعتقال في اليمن يتغير من وقت لآخر، ويمكن أن يصل في وقت ما إلى نحو 20.

وأضاف قائلا: «لا علم لنا بأي اعتقالات جديدة بتهم الإرهاب في هذه المرحلة». ومضى قائلا في الوقت الحالي: «نحن على علم بأنه يوجد ثلاثة مواطنين أميركيين قيد الاعتقال في اليمن بتهم الإرهاب»، مضيفا أن الثلاثة ألقي القبض عليهم في بداية العام.

وكان مسؤول في الخارجية الأميركية أبلغ «الشرق الأوسط» أول من أمس: «هذه قضية متغيرة، لا توجد حادثة واحدة فقط» تتعلق باعتقال أميركيين في اليمن، مما يشير إلى إمكانية اعتقال الأميركيين على مراحل، أو في حوادث متفرقة، على الرغم من أن جميع هؤلاء متهمون بقضايا متعلقة بالإرهاب. وأوضح: «أحيانا يحمل المواطنون الأميركيون أكثر من جنسية، وقد لا يعرفون على الفور أنهم أميركيون، أو قد لا يعلنون ذلك».